جدول المحتويات
من المعروف لدى المسلمين أن الشياطين تُسلسل طوال شهر رمضان، فلقد روي عن أبي هريرة رضوان الله عليه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “إذا دخل شهر رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب جهنم، وسُلسلت الشياطين”(رواه البخاري ورواه مسلم)، وجاء في حديثٍ آخر عن أبي هريرة، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “أتاكم شهر رمضان، شهرٌ مُبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرم أجرها فقد حُرم”.
لماذا تحدث المعاصي في رمضان؟
على الرغم من أن الشياطين تُصفد في رمضان، إلا أن الإنسان يميل أيضًا في بعض الأحيان إلى الإتيان بالأفعال السيئة، وكان العلماء قد اختلفوا حول هذا الأمر، غير أنهم رجعوا إلى عدد من المخطوطات لفك التشابك، وكان منهم كتاب “يسألونك”، وخلصوا إلى أن الشياطين لا تنعدم قوتها بشكلٍ كامل، ولكن تضعف هذه القوة وتخور أكثر من باقي أيام السنة، وبالتالي فإن الوسوسة في عقل الإنسان لا تتوقف تمامًا.
قد يكون القول بسلسلة الشياطين ليس المعنى الحرفي للكلمة، وقد يكون أيضًا أن السلسلة تكون على كبار الشياطين ورؤوسهم وليس كافة الشياطين، فإن شباب الشياطين – كما ورد عنهم في عدد من الكتب المتخصصة في شأنهم – لديهم القدرة على التلاعب بالإنسان، وأنهم قد يفعلون ما لا يقدر عليه الكبار.
هناك أراءٌ أخرى تذهب إلى العكس، أي أن صغار الشياطين هي من يقع عليها حديث الرسول، وأن الكبار يظلون طلقاء، وزعيمهم إبليس كون الله أنظره إلى يوم البعث، فهو بالتالي يستمر في تضليل العباد والوسوسة لهم بالمعاصي، وسواء ذهبنا إلى الاتجاه الأول أو الثاني فإن النتيجة واحدة، وهي أن الوساوس تضعف ويقل كيد الشياطين، وقد يكون القصد من السلسلة هو أن الإنسان يجوع، وهذا ما يضعف العروق، وإن الشياطين تجري في الإنسان مجرى الدم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وعليه فإن كيدهم يضعف طالما أن البدن ضعف، وهذا يجعلهم كأنهم مقيدون، إذ لاينشطون سوى بصعوبة، فإذا جاع الإنسان قل كيد الشيطان عليه حتى يرتوي ويأكل.
تذهب أراءٌ أخلى أن المعني بالغل هو أن أيادي الشياطين ومكرهم يُغل عن الذين يعظمون فريضة الصيام ويقومون بها إيمانًا واحتسابًا، فهم الذين يلزمون كل ما يأتي مع الصيام من آداب وخُلُق وشروط ولوازم، أما أولئك الذين يصومون عن الأمل ولا يصومون عن فعل المنكر، ولم يلتزموا أخلاق الصيام كما تنبغي، فإن الشيطان لا يزال له سلطانٌ عليه.
قد يكون المعنى من الأحاديث أن الشياطين يتم تصفيدهم بالمعنى الحرفي، فإذا هم يقيدون بالأغلال والسلاسل، فلا يصل كيدهم إلى المسلم، وأنه إذ يقترف المعاصي ويميل إليها فهذا لا ينبع إلا من نفسه التي تأمره بالسوء، لأن الخير والشر لا يزالا موجودان في الإنسان.
الشيطان
هو أحد الكائنات الخارجة عن المنطق الإنساني، والتي لا نطبق عليها القوانين الفيزيائية، ولقد جاءت في مختلف الثقافات الإنسانية والأديان السماوية بأسماء مختلفة، وظل الشيطان في كافة معادية للإله في أغلب هذه الثقافات، فو الذي يحوي بداخله الشرور، وأن لديه حربه الأبدية مع كل ما هو خير وحق، والشيطان له أعوانه من البشر، ينفذون أوامره ويعاونوه في حربه ضد النور، ومن أسمائه: إبليس في الإسلام، ولوسيفر في المسيحية، وليهوه في اليهودية، وهو يمثل واحد من أعضاء محكمة الإله، وتنظر له المسيحية باعتباره ملاكًا ساقطًا، وله تسمية عزازل، أو عزازيل، ويقول الإسلام بأنه جاء من الجن كي يعكر عليهم صفو إيمانهم، ويظل وراءهم حتى يفعلون الشر، وهو في الأديان السماوية يدعو بشكل صريح إلى الكفر بالله والإلحاد به.
