تعرف على أقدم مكتبة في العراق

في الماضي كانت القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، هذه المقولة المأثورة تدل على مدى أهمية القراءة في حياة الشعب العراقي منذ قديم الأزل، وحرصهم على على تربية الأجيال الصاعدة على حب القراءة وجعلها جزء لا يتجزأ من حياتهم، ونتيجة لذلك تم تأسيس العديد من المكتبات لتوفير الفرصة للجميع للقراءة في جميع المجالات.

ما هي أقدم مكتبة في العراق؟

مكتبة بغداد هي إحدى أعرق المكتبات في المنطقة العربية، ويقال أنها أقدم مكتبة في العراق، حيث يرجع تاريخ تأسيس مكتبة بغداد للقرن الثاني هجرياً، وكان يطلق على مديرها صاحب بيت الحكمة، وخلال فترة زمنية تزيد عن الخمسة قرون أصبحت مكتبة بغداد من أهم المكتبات على وجه الأرض؛ نظراً لاحتوائها على عدد مهول من الكتب العربية في جميع المجالات، كما تم ترجمة عدد كبير من الكتب اليونانية والسريانية والهندية والسنسكريتية وإضافتها للمكتبة، ونظراً لتحوّل مكتبة بغداد لمنبر حضاري يشع نوراً وثقافة، فقد كان من الطبيعي أن تكون أولى أهداف الغزو التتري لعاصمة دولة الخلافة العباسية بغداد والقيام بتدميرها وحرق جميع ما تحويه من كتب نادرة، وفي العصر الحديث حرصت الحكومة العراقية على إعادة مجد مكتبة بغداد عبر تكليف المصمم المعماري بعمل تصميم فريد لمكتبة ذات ماض مشرف ومستقبل مشرق، وعلى مساحة أكثر من 45 ألف متر تم بناء مكتبة بغداد بتصميم أكثر من رائع يحمل أعلاه كلمة أقرأ المكتوبة بالألواح الشمسية.

أشهر المكتبات في العراق

1- مكتبه الأوقاف بالسليمانية 

تم تأسيس مكتبة الأوقاف بمدينة السليمانية في عهد الوالي إبراهيم باشا؛ لتكون بمثابة مكتبة وقفية تحتوي على مختلف أنواع الكتب التي يرجع تاريخ بعضها لأكثر من ستة قرون، ونظراً للأهمية الكبيرة للمكتبة فقد كان من الطبيعي أن يتم تأسيس موقع خاص بها على شبكة الإنترنت، يوفر لزواره إمكانية الاطلاع على العديد من الكتب النادرة والهامة مثل كتب علوم القرآن الكريم والسيرة النبوية والعقيدة الإسلامية ومقارنة الأديان وغيرها الكثير.

2- المكتبة العباسية

تم تأسيس المكتبة العباسية بمدينة البصرة في القرن العاشر هجرياً على يد أسرة باش ذات الأصول العباسية، وفي البداية كانت المكتبة خاصة قبل أن تقرر العائلة إهداؤها للحكومة العراقية وتحويلها لوقف، وتحتوي المكتبة على الآف المخطوطات والكتب النادرة التي ترجع للعديد من الحقب الزمنية خاصة حقبة الحرب العالمية الأولى.

3- مكتبة المتحف العراقي

يرجع تاريخ تأسيس مكتبة المتحف العراقي لعام 1933 في إحدى قاعات مديرية الآثار القديمة، وذلك لحفظ الكتب والمخطوطات التي يتم إهداؤها للمديرية، وخلال عقدين من الزمان تضاعف عدد الكتب الموجودة في المكتبة من 500 كتاب فقط لحظة تأسيسها لأكثر من 26 ألف كتاب عام 1955، ومن أهم ما يميز المكتبة هو احتوائها على العديد من الكتب النادرة التي حصلت عليها كهدية من العديد من الجهات، مثل: المتحف البريطاني، ومكتبة رشيد عالي الكيلاني، ووزارة المعارف المصرية، والحكومة الإسبانية، والحكومة الإيرانية.

4- دار الكتب والوثائق الوطنية

تم تأسيس دار الكتب والوثائق الوطنية عام 1920 تحت اسم المكتبة الوطنية، وفي عام 1987 صدر قرار جمهوري بدمج المكتبة الوطنية والمركز الوطني للوثائق تحت اسم دار الكتب والوثائق الوطنية التي تقدم الكثير من الخدمات المميزة بجانب توفيرها الكثير من الكتب في مختلف المجالات، لعل أبرزها العمل على جمع الإنتاج الأدبي للعراقيين المقيمين في الخارج، وإصدار السلسلة الببليوغرافية الوطنية العراقية بشكل دوري، والعمل على تنظيم الدورات التدريبية في مجال المكتبات وحفظ الوثائق.

5- مكتبة العتبة العباسية المقدسة

تم تأسيس المكتبة عام 1963 على يد السيد عباس الحسيني الكاشاني داخل العتبة العباسية المقدسة بمدينة كربلاء، وخلال هذه الفترة احتوّت المكتبة على أكثر من 5000 الآف كتاب تعرض معظمها للتلف أو للسرقة جراء بعض الأحداث التي شهدتها مدينة كربلاء والتي كانت سبباً في إغلاق المكتبة، وفي بدايات الألفية الثالثة تم إعادة افتتاح المكتبة والعمل على جمع جميع الكتب والمخطوطات الهامة بداخلها لحماية التراث العراقي من التعرض للسلب، والعمل على ترميم جميع الكتب التالفة، كما تم فهرسة جميع الكتب والمخطوطات الموجودة بالمكتبة.

المكتبات التاريخية العراقية

1- مكتبة آشور 

مكتبة آشور هي إحدى مكتبات العصور القديمة بالعراق، حيث تم تأسيس هذه المكتبة في القرن السابع قبل الميلاد وتسميتها باسم الملك آشور نيبال، وذلك لحفظ الآف الألواح الطينية التي تحتوي على العديد من النصوص والقصائد باللغة الأكدية، وتعرضت هذه المكتبة للتخريب المتعمد حينما قام كل من البابليين والسكوثيون والميديون بغزو مدينة نينوي وحرق القصر الملكي والمكتبة التابعة له بصورة ترتب عليها تلف غالبية الألواح الطينية المحفوظة بداخلها.