الفهد من الحيوانات المفترسة التي تنتمي لعائلة القطط الكبيرة السنوريات، ولكنها أصغرها حجمًا، وأسرعها عدوًا، وتتميز بفرائها الأصفر المرقط ببقع داكنة اللون، وهناك الكثير من السلالات التي تعيش على رقعة جغرافية ممتدة من جنوب شرق آسيا إلى الهند، وفي القارة الإفريقية، وفي صحراء إيران، وتفضل إناث الفهد أن تعيش مستقلة بذاتها، بينما تشكل الذكور تحالفات تتكون من ذكرين أو ثلاثة بهدف حماية منطقتها، وتأمين طعامها، ولا تلتقي الذكور مع الإناث إلا في وقت التزاوج الذي لا يوجد له وقت محدد، وإنما يمتد على مدار العام، أما نظامها الغذائي فيعتمد على الفرائس صغيرة ومتوسطة الحجم من الثدييات، والقوارض، والأسماك في بعض الأحيان.
يتناول المقال حقائق عن حياة الفهد تتلخص بما يلي:
تعريف حيوان الفهد، من حيث شكله، ووزنه، وحجمه، ومتوسط عمره.
الأصوات التي يصدرها الفهد، ودلالة كل منها.
أنواع الفهود وسرعتها، وموطن كل نوع منها
طبيعة حياة الفهد، وطرق تكاثره، والبيئات التي يعيش فيها.
غذاء الفهد، وطبيعة الفرائس التي يستطيع اصطيادها.
ما هو حيوان الفهد ؟
الفهد من الحيوانات المفترسة التي تنتمي إلى عائلة السنوريات، ويصنف على أنه من أسرع الحيوانات على وجه الأرض قاطبةً، فلا ينازعه بالسرعة أي حيوان آخر، وحتى من نفس عائلته، ولكن سرعته الكبيرة تأتي على حساب ضعف بنيته الجسدية التي لا تؤهله لاصطياد الفرائس الضخمة، أو مقاتلة الحيوانات المفترسة الأخرى الأكبر حجمًا.
صفات الفهد
يتميز الفهد بصغر حجم جسمه مقارنةً مع أبناء فصيلته الأخرى كالنمور والأسود، إذ يتراوح طول الفهود البالغة ما بين 92 – 190سم، بوزن يتراوح ما بين 36 – 75كغم للذكور، وما بين 21 – 60 كغم للإناث، إلى جانب الصفات الجسدية التالية:
يتميز برشاقته التي تساعده على العدو سريعًا خلف فريسته، ويساعده في ذلك تناسق بنيته الجسدية بجسده النحيل، وأرجله الطويلة، وذيله الطويل.
يغطي جسمه وبر صغير يصطبغ باللون الأصفر، أو البني المرقط بالبقع السوداء.
يتراوح متوسط عمر الفهود ما بين 10 – 15 سنة.
تفضل الإناث العزلة على أن تعيش ضمن قطيع، بينما الذكور تشكل تحالفات تتكون من ذكرين أو ثلاث بهدف حماية منطقتها، وتأمين الطعام.
يقضي نهاره بالاسترخاء على أغصان الأشجار، أو أسفل الصخور، بينما ينشط ليلاً للبحث عن فرائسه.
نظرًا لضعف بنيته الجسدية مع بقية الضواري، فإنه ليحمي فريسته من أي متطفل؛ يأخذها إلى قمم الشجر ليستمتع بافتراسها وحده بعيدًا عن أي راغب بسرقة فريسته منه، أو مشاركته إياها.
يصدر الفهد العديد من الأصوات التي لكل منها دلالة على الحالة التي يواجهها أو يعيشها، وفيما يلي توضيح أهمها:
الهسهسه: أو الهدر؛ وهو صوت يصدره الفهد بالتزامن مع ضربات بقدميه الأماميتين للأرض بقوة، عندما يشعر بالتهديد.
العواء: هو صوت مرتفع جدًا يصدره الفهد بالتزامن مع ارتعاش في بطنه ورأسه، وفتح فمه وإغلاقه بوتيرة سريعة، ويُسمع عواء الفهد من على بعد كيلومترين عندما يشعر بالخطر الشديد، وكذلك تطلقه أنثى الفهد إذا فقدت أطفالها، أو تصدره الجراء الصغيرة عندما تضيع عن أمها في سبيل سماع أمها صوتها والاستدلال عليها.
الخوار: يصدر الفهد هذا الصوت لجذب انتباه الإناث في موسم التكاثر، أو كدلالة من انزعاجه من أمر ما.
الغرغرة: هو صوت يصدره الفهد للتعبير عن سعادته وارتياحه عندما يلتقي مع الجنس الآخر، أو عندما تكون الفهود مع بعضها البعض، وتزداد حدة الغرغرة بازدياد حالته النفسية تلك.
الخرخرة: يشبه صوت خرخرة القطة، وهو صوت تصدره أنثى الفهد عندما تداعب صغارها وتلاطفهم.
للفهود سلالات تسع، فيما يلي نبذة مختصرة عن كل منها:
النمر السريلانكي: يعيش في غابات سيريلانكا المطيرة، ويتميز بلونه الأصفر الفاتح القريب إلى لون الصدأ، وينتشر عليه بقع سوداء، ويبلغ الذكر البالغ منه حوالي 56كغم، بينما الأنثى البالغة يقدر وزنها بحوالي 29كغم، والنمر السريلانكي من الفهود المهددة بالانقراض بسبب قتل أعداد كبيرة منها، إما لجلودها أو لتهديدها لسكان القرى.
الفهد الجاوي: يعيش في إندونيسيا، وهو إما يكون باللون الأسود الذي يلوّن كامل جسمه، أو بلونه المعتاد الأصفر المرقط بالأسود، ونظرًا لأن النمر الجاوي مهدد بالانقراض بسبب الصيد الجائر، أو القتل لحماية البشر، أنشئت محمية لحماية الفهد الجاوي، وضمن هذه المحمية قرابة 250 فهداً.
الفهد الصيني: تعيش الفهود السوداء منها في جنوب الصين، والمرقطة في شمالها، ومثل غيرها من الفهود، فإنّ الفهد الصيني مهدد بالانقراض بسبب كثرة صيده لاستخدام أجزاء من جسمه في تصنيع الأدوية الصينية التقليدية، إذ أظهر تقرير صدر عام 2016 أن هناك فقط ما بين 400 – 1000 فهد بالغ قادر على التكاثر في البرية.
أمور ليوبارد: يعيش في شمال شرق الصين، وجنوب شرق روسيا، ويتميز عن غيره من السلالات الأخرى بأن جسمه يغطيه معطف سميك يمنحه الدفء، ويجعله قادر على العيش في المناخ البارد، ويعتبر من أكثر أنواع الفهود المهددة بالانقراض، إذ لا يوجد سوى 70 منها قفط في العالم، وذلك بسبب الكثير من العوامل مثل الصيد غير القانوني، والتعدي على موطنها بالهدم لصالح التمدد العمراني، وكذلك بسبب الأمراض التي تنتشر بين هذه السلالة، بالإضافة إلى حرائق الغابات.
النمر الصيني الشمالي: يعيش في شمال الصين، ويشبه إلى حد كبير سلالة أمور ليوبارد من حيث سماكة معطفه، ولكنه يتميز عنه بأنّ لون جسمه أغمق يميل إلى البرتقالي، والبقع الداكنة التي تنتشر على جسمه ليست متقاربة كما في سلالة أمور ليوبارد.
الفهد الفارسي: أو الفهد القوقازي، ويعتبر من أكبر سلالات الفهود الأخرى من حيث الحجم، ويعيش بتركمانستان، وأذربيجان، وإيران، وغرب أفغانستان، وهو من أكثر السلالات المهددة بالانقراض، إذ أظهرت دراسات أجريت ما بين عاميّ 2007 و 2011 أن حوالي 70% من وفيات الفهود الفارسية بسبب الصيد غير القانوني، أو التسمم، وحوالي 18% من الوفيات بسبب حوادث الطرق والدهس.
الفهد العربي: يعيش في شبه الجزيرة العربية، وشبه جزيرة سيناء، ويعتبر من أصغر سلالات الفهود من حيث الحجم، ويتميز معطفه بلون أصفر باهت، أو ذهبي غامق، ونظرا لصغر حجمه فإنه يتغذى على الفرائس صغيرة الحجم مثل الأرانب، والغزلان، والقوارض.
الفهد الهندي: يعيش في الهند، وقد سُجّلت العديد من حالات افتراس الفهود للبشر، ما أدى إلى قتلها من قبل السكان لحماية أنفسهم، وهو ما يهدد الفهد الهندي بالانقراض، إذ أظهرت دراسة استقصائية أجريت عام 2014 أنه يوجد فقط ما يتراوح ما بين 12 – 14 ألف فهد هندي في الحياة البرية.
الفهد الإفريقي: يعيش في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويتميز بمعطف لونه أصفر باهت، أو أسود بالكامل، أو ذهبي باهت.
كما أسلفنا في بداية المقال فإن الفهود تفضل العزلة عن العيش ضمن قطيع، ولا يلتقي الذكور بالإناث إلا في موسم التكاثر، الذي لا يوجد له موقع محدد بل يمتد على مدار العام، ويصبح الذكر جاهز للتزاوج في سن الثلاث أعوام، وبعدها تبتعد الأنثى عن الذكر لتبدأ رحلة حملها بأشبالها التي تبلغ حوالي ثلاثة أشهر، وينتج عنها ثلاث إلى خمس أشبال صغيرة، يتراوح وزنها ما بين 150 – 300كغم، ذات رأس صغير، ويغطي جسمها فراء ناعم وملون وفقًا للسلالة التي ينتمي لها، وتباشر الأم رعاية أشبالها ورضاعتهم، وعندما تبلغ الأشبال الشهر السادس من عمرها تبدأ الأم بتعليمها كيفية الاصطياد، وطرق تجنب الحيوانات المفترسة التي تفوقها حجمًا، وعندما تبلغ سنة وستة أشهر من عمرها تنفصل الأشبال عن أمها، وتبقى مع بعضها البعض لحوالي ستة أو ثمانية أشهر، وبعدها تستقل الإناث بنفسها، بينما الذكور يشكلون تحالفات مكونة من اثنين أو ثلاثة، بهدف الحماية وتأمين الطعام.
أماكن تواجد الفهد
يستطيع الفهد أن يتكيف مع مختلف البيئات من المناطق الصحراوية، والغابات الجافة، والأراضي العشبية، والسهول المفتوحة، ويستطيع التكيف مع الجفاف وشح المياه، لأنه يحصل على كفايته من السوائل من فرائسه، إذ تنتشر الفهود حسب سلالتها في إفريقيا، وصحراء كوير في إيران، والمنطقة الممتدة من جنوب شرق آسيا وصولاً إلى الهند، وبسبب انقراض سلالات كثيرة منها، يقتصر وجود الفهود على قارة إفريقيا، وصحراء كوير في إيران، وهي مهددة أيضًا بالانقراض في هذه الموائل.
أكل الفهد
نظراً لبنية الفهود الجسدية التي لا تؤهلها لاصطياد فرائس كبيرة الحجم، فإنها تتغذى على الثدييات متوسطة الحجم، مثل: الغزلان، والظباء، والخنازير، والقرود، والقوارض، والطيور، والأسماك في بعض الأحيان، وتستخدم سرعتها الهائلة في مطاردة فريستها، وضربها بمخالبها، ويتدحرج معها على الأرض ويمسكها من رقبتها حتى تختنق وتموت، ثم يفترسها.
سرعة الفهد
الفهد من أسرع الحيوانات على وجه الأرض، إذ يستطيع أن ينتقل من سرعة صفر إلى 103 كيلومتر/الساعة خلال ثلاث ثواني فقط، وعلى الرغم من سرعته إلا أنه لا يملك طول نفس للعدو السريع لمسافات طويلة، إذ تتراوح سرعته للمسافات القصيرة التي تبلغ حوالي 460 متر ما بين 112 – 120 كيلومتر/ الساعة، أو ما يعادل 70 – 75 ميل/الساعة.
وفاء خالد عودة عابور، حاصلة على بكالوريوس الاقتصاد من الجامعة الأردنية، بالإضافة للعديد من الدورات التي أثرت مسيرتها المهنية، مثل: محاسب قانوني عربي معتمد لدى أكاديمية طلال أبو غزالة، إلى جانب دورة محادثة إنجليزي، وشغلت العديد من الوظائف، إذ بدأت كمحاسبة، ثم موظفة شؤون عاملين، وتعمل حالياً كاتبة محتوى لدى العديد من المواقع الإلكترونية التي تُعنى بإثراء المحتوى العربي.
