جدول المحتويات
سنقدم اليوم موضوع خاص عن نوع من الحيوانات يصنف من القوارض؛ وهو من الحيوانات التي تتفوق في الأعمال الهندسية في بناء السدود؛ وهو حيوان “القندس”، حيث سنقدم معلومات متنوعة وحقائق عنه وعن حياته وسبل عيشه وسلوكه.
ما هو القندس؟
القندس هو من الحيوانات التي تتبع عائلة القندسية، ورتبة القوارض، وتعيش في بيئات الغابات وبشكل رئيسي في الماء، فيما تتمتع بمهارات رائعة في قدرتها وأعمالها الهندسية، حيث يعتبر هذا الحيوان أمهر مهندس في بناء السدود بين جميع الحيوانات؛ حيث يقوم بذلك بواسطة أخشاب الأشجار التي يقوم بتقطيعها بأسنانه الحادة..
سلالة القندس
النطاق | حقيقيات النوى |
المملكة | الحيوانات |
الشعبة | حبليات Chordata |
الشعيبة | فقاريات Vertebrata |
العمارة | قندسينة Castorina |
الطائفة | ثدييات Mammalia |
الرتبة العليا | زغبيات Glires |
الرتبة | قوارض Rodentia |
الرتيبة | قندسيات الشكل |
الفصيلة | قندسية Castoridae |
الأسرة | قندساويات Castorinae |
القبيلة | قندساوية Castorini |
العميرة | قندسينة Castorina |
الجنس | قندس |
تكاثر القندس
يظل القندس الذكر والأنثى معًا طوال الحياة ويتزوجان في يناير أو فبراير، ومرة واحدة في السنة تلد الأنثى ما بين واحد إلى ثمانية من القندس، ويفطم هؤلاء الصغار من الرضاعة عندما يبلغون الأربعين من العمر، ويبقون مع والديهم لمدة عام على الأقل، وهي فترة طويلة للحيوانات التي تنمو بهذه السرعة، ويبدو الأمر كما لو أن هؤلاء الصغار الذين بدأوا العمل مع والديهم منذ مغادرة عشهم يجب أن يكتسبوا الخبرة بهذه الطريقة، وقد يعيش القندس حتى يبلغ من العمر 19 عام.
صفات القندس
القنادس حيوانات كبيرة وقوية وجريئة، يبلغ طولها حوالي 76سم، باستثناء ذيلها، وهي من القوارض، أي الحيوانات ذات الأسنان الأمامية الكبيرة المناسبة للقضم، ولها فرو بني سميك، وذيول عريضة، ومسطحة ومتقشرة، وتعيش في الماء بشكل شبه دائم في مجموعات عائلية تصل إلى اثني عشر مرة، وهي دائماً مشغولة في العمل.
ينصب اهتمام القندس في المقام الأول على بناء السدود وإصلاحها عبر مجرى النهر أو الجداول، وإنشاء أحواض سباحة كبيرة وعميقة تكفي للسباحة فيها حتى في فصل الشتاء عندما تتجمد المياه السطحية، ويبني القندس مسكنه أو ملجأه من القضبان والوحل في وسط البركة، ويدخله تحت الماء حتى يسبح إليه، ويوجد في هذا الملجأ غرفة مركزية فوق سطح الماء مع فتحة في الأعلى للتهوية، وغالبًا ما توجد غرفة ثانية تستخدم لتخزين مستلزمات الشتاء من اللحاء والأغصان، وفي الخريف يقوم بطلاء مأواهم بالطين، بحيث إذا جف هذا الطين في الطقس البارد، يصبح المأوى الموجود بداخله جوًا مناسبًا.
شكل القندس
جسم القندس
يتمتع القندس بجسم قوي جدًا، مقارنة ببقية القوارض، فهو كبير الحجم إلى حد ما، و بمجرد بلوغه سن الرشد، يمكن أن يصل وزنه إلى 16 كيلوغرام، ويمكن أن تكون الإناث متساوية في الحجم أو أكبر.
رأس القندس
للقندس رأس عريض بفكين كبيرين وقويين، ويمكنه إغلاق أذنيه المستديرة وفتحات الأنف الصغيرة بإحكام لمنع دخول الماء إليها، حيث إن للقندس ثلاثة جفون لكل عين، وجفنان خارجيان، أحدهما علوي والآخر سفلي، يحيطان بالعين تمامًا، بينما يكون الجفن الثالث شفاف داخلي، ينسحب على العين تمامًا، ويتيح للحيوان أن يرى في الماء ويحمي عينه على الأرض من الأغصان الحادة عند قيام القنادس بقطع الأشجار، ولا يرى القندس جيداً، لكنه يعتمد على حاسة السمع والشم القوية لتحذيره من الأخطار.
أسنان القندس
يمتلك القندس 20 سنًا، أربعة منها أسنان أمامية قوية منحنية للقضم و 16 سنًا خلفية للمضغ، وتسمى الأسنان الأمامية القواطع، ولها قشرة خارجية صلبة للغاية برتقالية اللون، وبالنسبة للغلاف الداخلي للقواطع، فهو أقل صلابة بكثير من الغلاف الخارجي، وعند العض يتآكل الجزء الداخلي للقواطع أسرع من الجزء الخارجي، وهذا هو سبب وجود أطراف حادة جدًا مثل طرف إزميل في تلك الأسنان، ولا يمكن تآكل هذه القواطع أو تقصيرها لأنها في حالة نمو مستمر طوال حياة الحيوان، أما الأسنان الخلفية لها نهايات مسطحة وخشنة، ويتوقف نمو هذه الأسنان عندما يبلغ القندس عامين من العمر، وهناك فجوتان كبيرتان بين قاطعي القندس وأسنانه الخلفية، وهناك ملحقان، أحدهما على كل جانب من الفم، ينثني إلى الداخل ويلتقي خلف القواطع؛ يغلقون الجزء الخلفي من تجويف الفم، وبهذه الطريقة يمكن للقندس قطع الأشجار على الأرض أو في الماء، دون دخول شظايا الخشب أو الماء إلى فمه، وفتح الزوائد عند الأكل أو الشرب.
أقدام القندس
لها أقدام أمامية صغيرة بخمسة أصابع تحتوي على مخالب تساعدها بذكاء في الأكل، في حين أن القدمين الخلفيتين كبيرتان إلى حد ما مع وجود خمسة أصابع متصلة ببعضها البعض بواسطة نسيج جلدي، مما يجعل القدم مفيدة مجاديف للدفع تحت الماء ومخالب أصابع القدم الخلفية مشقوقة، ولها حواف مسننة تساعد القندس على تنظيف الفروة.
ذيل القندس
للقندس ذيل ذو شكل بيضاوي مسطح، يتكون من مقاييس سداسية سوداء متصلة ببعضها البعض، ويستخدمه الحيوان بشكل أساسي لمساعدته على السباحة.
تغذية القندس
يحب القندس أكل لحاء وقلب الأشجار (الكامبيوم)، وهو النسيج الرخو الذي ينمو تحت لحاء الأشجار، بالإضافة إلى أوراق الأشجار. عادة ما يأكل لحاء أشجار الصفصاف، والقيقب، والبتولا، والحور، والحور والرجراج، والقطن، والزان، ويأكل القندس أيضًا الجذور والبراعم والنباتات المائية، والقندس حريص على أكل زنبق الماء.
أنواع القندس
قندس أوراسي
- إنها من الأنواع المهددة بالانقراض، وكانت تعتبر منقرضة في بريطانيا، لكن أعادها البشر في عدة مناطق منها؛ أسكتلندا وديفون كورنوال وكينت.
- يتميز القندس الأوراسي بحجمه الكبير، وجسمه القوي، وعنقه القصير، وذيله الكبير والمسطح، وأسنانه الكبيرة، وهناك أغشية مثل الزعانف بين أصابعه.
- تبني أعشاشها في حفر طبيعية، وإذا لم تكن متوفرة، فإنها تبني أعشاشها في التربة والأغصان، أو بين الحطام الخشبي.
قندس أمريكي
- له القدرة على التكيف في المياه الباردة، حيث إن الطبقة الأولى من فروه مقاومة للماء، والطبقة السفلية تساعده على البقاء دافئ.
- بين ساقيه أغشية تساعده على السباحة، ويوجد غشاء فوق عينيه وأنفه وأذنيه يحميه من الماء أثناء السباحة، ويساعده ذيله على دعمه وتوجيهه.
- القندس الأمريكي طويل وذو ذيل أسود.
قندس كاليفورنيا
هو نوع منقرض من القندس الذي عاش في غرب أمريكا الشمالية من نهاية العصر الميوسيني إلى أوائل العصر الجليدي، وكان هذا النوع مشابهًا للقندس الأمريكي، ولكنه أكبر قليلاً.
موائل القندس
توجد موائل قندس بشكل عام في المياه الساحلية التي يتراوح عمقها بين 15 – 23 مترًا، وعادةً ما تكون في حدود كيلومتر واحد من الشاطئ، يميل القندس الماء إلى اختيار المناطق المحمية من رياح المحيط الشديدة، مثل السواحل الصخرية وغابات عشب البحر والشعاب المرجانية.
السدود
يشير معظم علماء الأحياء الذين درسوا القنادس إلى أن سلوك هذه الحيوانات فطري وغير مكتسب، ويحب القندس عمله بطبيعته، ويقوم هو وأفراد أسرته باستمرار ببناء سدود ضخمة في الممرات المائية والأنهار، وقد يصل طول بعض هذه السدود إلى أكثر من 450 مترًا، ويجعله القندس كمهندس خبير للعصي والأغصان الخشبية والطين، ويدعمه مرة أخرى من الأسفل بقواعد من الطين والحجارة، يقوم القنادس بفحص وإصلاح سدودها باستمرار، ويساعد القندس في الحصول على الطعام، فالقندس نباتي لا يأكل أو يسعى وراء أي ثدييات أو أسماك أو حشرات أخرى، يجعل القندس منزله داخل السدود، فوق مستوى الماء، ويصنع جدراناً سميكة من الطين وقطع الأخشاب، ويصنع أنفاقاً تحت الماء للدخول إلى منزله الذي يحتوي على فراش من الحشائش والأوراق ورقائق الأشجار، حيث يستطيع النوم وتربية صغاره، وتوجد فتحات تهوية من الأعلى، يمثل هذا السد المائي مكانًا آمنًا للقندس وصغارها من الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والدببة التي لا تستطيع الوصول إليه في قلب الماء، ويلعب القنادس دورًا مهمًا في الطبيعة والنظم البيئية المحيطة بهم، ويجذب الأسماك، والضفادع والحيوانات الأخرى.
الجحور
- يعيش القنادس في جحور على شكل قبة، يبنونها بالعصي والأعشاب والطين والطحالب بمرور الوقت، يمكن توسيع هذه الملاجئ وتعديلها، ويمكن أن تتراوح الأبعاد من 3 – 6م عرضًا إلى 5م × 12م عبر القاعدة.
- يشغل كل جحر مجموعة عائلية ممتدة، وزوج من القنادس البالغة، وصغارًا، وأرضية الجحر مغطاة بأوراق وأغصان ناعمة.
- عندما ينتهي الخريف، يغطي القندس جحره بالطين الذي يتجمد مع انخفاض درجات الحرارة خلال الشتاء، ويصبح الطين حجريًا تقريبًا، مما يمنع الحيوانات المفترسة من دخول الملجأ.
قطع الأشجار
يستخدم القندس أسنانه الأمامية القوية لقطع الأشجار وإزالة اللحاء والأغصان منها، لكي يتمكن القندس من قطع الشجرة، فإنه يقف أمامه على رجليه الخلفيتين، مستخدمًا ذيله كدعم، ثم يضع مخالبه الأمامية على الشجرة، ويدير رأسه جانبًا ويلسع جذع الشجرة بعمل قطع فيه، ثم يقوم بعمل قطع آخر في الجذع أسفل القطعة الأولى على مسافة تختلف حسب حجم الشجرة نفسها، و ذه المسافة تزيد من حجم الشجرة، ثم يأخذ القندس عدة قضمات من القطعتين لتعميقهما، ثم يسحب قطعة الخشب بين القطعتين بأسنانه، ويستمر في تقطيع وإزالة الخشب حتى تسقط الشجرة، ويقطع القندس الخشب بدءًا من حول جذع الشجرة، لكنه أحيانًا يقطع الجذع من جانب واحد فقط، لا يستطيع القندس التحكم في الاتجاه الذي تسقط فيه الشجرة، لكنه يستمر في القطع حتى يبدأ الجذع في السقوط، وهنا يهرب القندس بعيدًا عن الشجرة بحثًا عن الأمان، وعادةً ما يغوص في الماء القريب منها، وينتظر هناك حتى يتأكد من أن الضجيج الذي أحدثه سقوط الشجرة لم يجتذب أي عدو، ثم يخرج للعمل في الشجرة التي قطعها، يقوم القندس أولاً بقضم الأغصان وإزالتها من الشجرة، ثم يلتقط الجذع أو يسحبه أو يدفعه أو يلفه في الماء، ويخزن القندس بعض الأغصان في الماء على أعماق كبيرة لتتغذى في الشتاء، أما باقي الفروع فيستخدم لتوسيع أو ترميم السد والإسكان، وعادة ما يعمل القندس بمفرده، لكنه يعمل أحيانًا مع بعض أفراد عائلته.