دليل شامل عن المجرة

دليل شامل عن المجرة

تعد المجرة مجموعة هائلة الحجم، حيث تشمل مئات المليارات من النجوم والكواكب والنيازك والأقمار، وهناك مجموعة متنوعة جدًا من المجرات، بما في ذلك عناقيد صغيرة وضعيفة وعناقيد لولبية عملاقة، بالإضافة إلى المجرات التي تشكلت بعد وقت قصير من تكوين الكون، وعادةً ما توجد المجرات في مجموعات تمتد مئات الملايين من السنين الضوئية، وتفصل بين هذه المجموعات مساحات فارغة تقريبًا كما تختلف المجرات ليس فقط في الشكل أو الهيكل وأيضًا في مقدار النشاط الملحوظ.

المجرة

سبب التسمية

تعد كلمة مجرة مشتقة من الجذر اللغوي (مجر) وتعني كثير الدهم، كما أنه من المعتاد في المجتمعات العلمية تسمية ما تتم دراسته سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، حيث ابتكر جيرارد بوداوي وميشيل بيرجر نظام فهرس جديد أدرجوا فيه ما يقرب من ألف مجرة​​، وسموا كل واحدة منهم بعد رموزها وأرقامها وهذه الأسماء مشتقة من اللاتينية (بالضبط من اليونانية المنطوقة باللاتينية)، وذلك من خلال إنشاء خوارزمية مصطلحات يتم فيها استخدام اسم موجود مسبقًا في أحد فروع العلوم الأخرى مثل علم الأحياء، وعلم التشريح، وعلم الأحافير، وما إلى ذلك، ثم أطلق هذا الإسم على اسم المجرة، حيث أن هناك من جادل في فكرة أن المجرات كبيرة جدًا وعملاقة، لذا فهي تستحق اسمًا وليس أرقامًا. 

التاريخ الرصدي

أكد العلماء أن مجرات الكون ​​تم اكتشافها مؤخرًا بعد حوالي 0.2 مليار سنة من الانفجار العظيم وفقًا لذلك، حيث أن الأرصاد لتشكيل و توزيع المجرات تظهر موافقتها مع نظرية الانفجار العظيم، ومنذ ذلك الحين بدأت مجموعات أكبر مثل عناقيد المجرات الضخمة كما يعتقد أن المجرات البعيدة تختلف كثيرًا عن المجرات القريبة، وأيضًا المجرات التي قد تشكلت مؤخرًا تختلف تمامًا عن المجرات التي تشكلت منذ زمن طويل أي بزمن قريب من الانفجار العظيم بالإضافة إلى ذلك لا شك أن كل مشاهد ومتأمل للكون يتعجب من قدرة الله العظيمة – تبارك وتعالى – في إدارته وخلقه و حسن تدبيره للكون، حيث أن هذا الكون بما فيه من خوارق ومعجزات وكواكب ومجرات يدل على إتقان حكمة الله في إنشائه، وليس فقط الإبداع في إنشاء وخلق تلك المجرات، ولكن أيضًا في وظيفة كل جزء منه ودورها البارز في الحياة، لذلك لن تجد أي شيء بدون هدف وحكمة، كذلك حتى الأشياء غير الحية أيضًا لها وظائف قائمة على نظام دقيق للغاية، وكل ذلك بحكمة من الله تعالى.

إعلان السوق المفتوح

درب التبانة

افترض الفيلسوف الإغريقي ديموقريطس (450 قبل الميلاد) أن الحزام العريض في سماء الليل قد يكون نجومًا على مسافات بعيدة، بينما يعتقد أرسطو (384 قبل الميلاد) أن درب التبانة أو الضوء الذي يظهر على شكل شريط في الليل قد يكون نتيجة اشتعال الياقوت الناري للنجوم الكبيرة المتماسكة، والتي يُعتقد أنها تحدث في الطبقة العليا من الغلاف الجوي، حيث أنها أقرب إلى القمر، وهو ذلك الجزء من الكون والذي يتضمن نشاط كثيف في الكون بينما ينتقد أولمبردس الصغير (495 م) وجهة نظر أرسطو، والتي يزعم بأنها إذا كانت مجرة ​​درب التبانة في تلك المنطقة ( التي تقع بين الأرض والقمر)، حيث أنه نظر في أوقات مختلفة بشكل مختلف المواقع على الأرض، وبالتالي يجب أن تحتوي على بعض المنظر المرئي، ولكن من الواضح أنها لا تحتوي على ذلك حيث أن من وجهة نظره، فإن مجرة ​​درب التبانة هي مجرة ​​”سماوية”، أما من وجهة نظر عالم الفلك البيروني، افترض أن مجرة ​​درب التبانة كانت مجموعة لا حصر لها من النجوم تتكون من السدم” من وجهة نظر العالم الفلك الأندلسي ابن باجة، افترض أن مجرة ​​درب التبانة كانت تجمعات نجمية هائلة قريبة جدًا من بعضها البعض.

 يعد العلماء العرب والمسلمين هم أول من اكتشف المجرة وأول من بدأ يتأمل في ماهيتها وذلك في وقت متقدم جدا عن العلم الحديث، بالإضافة الى نقض أقوال الفلاسفة السابقين بشكل علمي ادى إلى تحريك علم الفلك من الجمود الذي كان يعانيه طوال 1500 سنة، حيث إنّ ابن الهيثم أثبت بالدليل القاطع عدم صحة قول أرسطو بأن المجرة تقع بين الأرض والقمر.

تمييز المجرات عن السدم

السديم عبارة عن مجموعة من الغيوم الباهتة من الغاز والغبار التي تنشأ في الفضاء بين النجوم، والتي كان يشار إليها سابقًا على أنها أي جسم خارج النظام الشمسي له مظهر مبعثر بدلاً من نقطة ثابتة مثل النجم، حيث أن هذا التعريف يشمل نوعين من السدم، الأول هو السدم خارج المجرة، والتي تسمى الآن المجرات ومجموعات ضخمة من النجوم والغازات، كما أن الثاني هو السدم المجرية أو السدم داخل المجرة و أيضآ يتكون في الوسط وبين النجوم ويتضمن غازات بين النجوم مصحوبة بجزيئات صلبة صغيرة داخل نفس المجرة، بالإضافة إلى ذلك أن مصطلح السديم حاليًا يشير بشكل عام وحصري إلى الوسط النجمي

  • كلاهما موجود في الكون الذي نعيش فيه.
  •  السديم عبارة عن سحابة من الغبار بين النجوم، تتكون المجرة من مجموعات ضخمة من النجوم.
  • حجم المجرة أكبر من حجم السديم.
  • يمكن أن يوجد السديم في المجرة ولا يمكن أن توجد المجرة في داخل السديم.
  • تصنيف المجرات حسب السطوع والسدم حسب البنية.
  • تعيش المجرات لفترة أطول من السدم.
  • السديم هو بداية النجم أو نهايته، بينما تحتوي المجرات على العديد من النجوم.

الأبحاث الحديثة

في بعض المجرات لوحظ معدل ولادة نجوم استثنائية، والتي تسمى “النجوم” في هذه الحالة، كما تستهلك هذه النجوم احتياطيات تخزين الغاز في المجرة في فترة زمنية أقصر من عمر المجرات حيث يحدث كل نشاط الانفجار النجمي في غضون عشرة ملايين سنة فقط، حيث تعد هذه فترة زمنية قصيرة جدًا مقارنة بعمر المجرات التي تبلغ بلايين المجرات ومن المتوقع أن تدوم عشرات المليارات إذ كانت المجرات النجمية أكثر وفرة في فجر الكون، وما زالت تلعب دورًا مهمًا حتى يومنا هذا حيث أنها تشكل حوالي 15٪ من إجمالي عدد النجوم المولودة

الأنواع والأشكال المجرات

 المجرة الإهليلجية 

 المجرة الإهليلجية 

تعرف المجرة الإهليلجية على أنها دائرة ممتدة مقسمة إلى ثمانية أنواع، حيث يُشار إليها بالحرف E، بدءًا من E0-E7 اعتمادًا على مدى بيضويتها، إذ تعد الأشكال الاهليليجية ذات النوع E0 دائرية الشكل تقريباً، و E7 ممتدة كثيراً و تعد من أكثر أنواع المجرات انتشاراً في الكون، وتتكون في الغالب من نجوم قديمة ولا تحتوي على الكثير من الغاز والغبار بسبب خصائصها المظلمة و عمرها الطويل حيث تتفوق عليها مجموعات النجوم الأصغر حجمًا وأكثر سطوعًا، بالإضافة إلى ذلك تعد المجرات الإهليلجية هي المجرات الأكثر وفرة وأقدمها في الكون (ليس لها لمعان واضح) إذ يصعب تمييزها عن المجرات الأصغر والأكثر إشراقًا وفي ما يلي بعض خصائص المجرة الإهليلجية : 

  • تحتوي المجرات الإهليلجية على القليل نسبيًا من الغاز والغبار كما تحتوي على نسبة قليلة من النجوم الصغيرة بالعم
  • تختلف المجرات الإهليلجية اختلافا كبيراً في الحجم، إذ قد يصل قطر المجرات الإهليلجية الكبيرة جدا إلى 300 مليون سنة ضوئية 
  • لا تملك نجومًا حارة و ساطعة و كبيرة 
  • لا تمتلك المجرات الإهليلجية هيكلًا حلزونيًا
اقرأ أيضاً:  وظيفة خدمة العملاء

المجرات الحلزونية

المجرات الحلزونية

المجرة الحلزونية هي مجرة ​​لها أذرع تدور بشكل لولبي إلى الخارج من الحافة المركزية، حيث أن الشكل العام لتلك المجرات هو عبارة عن قرص دائري يحتوي على غازات ونجوم وغبار، إذ أن عليها هالة من النجوم أضعف قليلاً من مركزها كما تحتوي الأذرع على نجوم تتألق بشكل أكثر إشراقًا من نجوم المجرات الأخرى، والمعروفة باسم النجوم الزرقاء والتي تعد الأكثر انتشارًا في تلك المجرات، بالإضافة إلى ذلك تحتوي المجرات الحلزونية على صفيحة دوارة مسطحة، وتدور بسرعة مئات الكيلومترات في الثانية تجعل المادة في القرص تبدو وكأنها مروحة كونية في الوسط درب التبانة، كما تجدر الإشارة أن تلك النوعية من المجرات يعد الأكثر انتشارًا في الكون حيث أن نسبة تلك المجرات هي الثلثين.

المجرات الشاذة

المجرات الشاذة

المجرات غير المنتظمة أو المجرات الشاذة هي مجرات تظهر بشكل عشوائي وغير منتظم وليس لها الشكل المحدد مثل المجرات الإهليلجية واللولبية، حيث أن معظم هذه المجرات تحتوي على غيوم غازية غائمة ونجوم زرقاء لامعة، وعلى الرغم من أن بعضها غازي بشكل ضعيف كما تحتوي الغيوم أيضًا على نجوم حمراء عملاقة عمرها طويل، إذ يعتقد العلماء أن معظمها ناتج عن اصطدام المجرات ببعضها البعض وتغير شكلها إلى شكلها الحالي كما يعتقد أن المجرات غير العادية كانت تمثل حوالي ربع المجرات المرئية في الكون، حيث أن المجرات الأكثر غرابة كانت إما حلزونية أو اهليليجية، لكن الجاذبية تسببت في ظهور المجرة بهذه الطريقة.

المجرات القزمة

المجرات القزمة

هي من أصغر أنواع المجرات، وتوجد بعض هذه المجرات بشكل مسطح يسمى الأقزام الكروية، لكن يصعب تحديد هذا النوع من المجرات بسبب عدم وجود تعريفات واضحة وخصائص واضحة التي تجعل إحدى المجرات القزمة والأخرى عادية.

الخصائص

  • المجرات لها مجالاتها المغناطيسية الخاصة كما أنها تكون قوية بما يكفي لامتلاك أهمية ديناميكية مختلفة و مميزة التي تساهم في تدفق الكتلة إلى مراكز تجمع المجرات، بالإضافة إلى التعديل في تشكيل المجرات الحلزونية، و التأثير على دوران الغاز في المناطق الخارجية للمجرات 
  • تشير العديد من خصائص المجرات (بما في ذلك الرسوم البيانية للحجم واللون) إلى وجود نوعين رئيسيين من المجرات حيث تنقسم هذه المجموعات إلى مجموعتين، مجرات زرقاء على شكل نجمة و تعد أقرب إلى الأنواع الحلزونية، والمجرات الحمراء التي لا تشبه النجوم وهي أقرب إلى الأنواع الإهليلجية
  • المجرات الحلزونية رقيقة جدًا وكثيفة وتدور بسرعات عالية نسبيًا، بينما تدور النجوم في المجرات الإهليلجية في مدارات عشوائية
  • تحتوي معظم المجرات العملاقة على ثقب أسود ضخم جدًا في مركزها تبلغ كتلته ملايين إلى مليارات المرات من كتلة شمسنا حيث ترتبط كتلة الثقب الأسود بالانتفاخ أو الكتلة الكروية للمجرة المضيفة.

النشاطات والتفاعلات غير الاعتيادية 

التفاعلات المجرية

هناك مجموعة متنوعة من التفاعلات بين المجرات والتي تكون متكررة نسبيًا اعتمادًا على موقع المجرة في عنقود المجرات، حيث تلعب هذه التفاعلات دورًا مهمًا في تكوين المجرات وتطورها إذ عندما تقترب مجرتان من بعضهما البعض، يتغير هيكلها بشكل كبير بسبب المد و الجزر المجري، وفي بعض الأحيان قد يكون هناك تبادل الغاز والغبار بينهما أما في حالة التصادمات، فإنها تحدث عندما يتم تكون هناك مجرتان تحومان في الفضاء و تتخدا مسارًا باتجاه بعضهما البعض بحركة كافية نسبيًا؛ حتى لا تندمجان، بالإضافة إلى ذلك عادة لا تصطدم النجوم في هذا النوع من التفاعل مع بعضها البعض لأن المسافات الكونية كبيرة جدًا، وفي هذا النطاق إلا أن حالة الاصطدام النجمي لا يتم ملاحظتها إطلاقاً، ولكن الغازات والغبار تتفاعل لتبدأ ولادة نجوم جديدة، حيث أن هذا الاصطدام يقطع الروابط بين المجرات ويعيد ترتيبها مشكلا اعمدة، و حلقات أو أشكال تشبه الذيل، حيث يعد الاندماج المجري هو أكبر التفاعلات المجرية، وفي هذه الحالة نجد أن الزخم النسبي للمجرتين ليس كبيرًا بما يكفي للسماح للمجرتين بالمرور عبر بعضهما البعض، لكن عوضاً عن ذلك تندمجان وتذوبان في بعضهما البعض معلنتان عن تشكيل مجرة ​​جديدة تضم كل المجرات التي شاركوا في الاندماج

مجرات الانفجار النجمي

المجرات النجمية هي مجرات حدث فيها تشكل النجوم بسرعة كبيرة إذا كانت الظروف مناسبة، حيث يمكن لجميع أنواع المجرات تقريبًا تجربة الأحداث النجمية، إذ يعرف علماء الفلك أن المجرات النجمية غالبًا ما تشارك في عمليات الاندماج التي تجمع بين النجوم والغاز كما تدفع موجات التأثير الغاز إلى خارج النشاط النجمي حيث تتمتع المجرات النجمية بمعدلات عالية بشكل غير عادي من تكوين النجوم، وتستمر هذه الانفجارات لفترة قصيرة طوال عمر المجرة الطويل وذلك لأن تكوين النجوم يحترق بسرعة كبيرة من خلال احتياطيات الغاز في المجرة من الممكن أن يكون الانفجار المفاجئ لميلاد النجم سببه حدث معين. في معظم الحالات، يعمل دمج المجرات يحدث هذا عندما تنخرط مجرتان أو أكثر في رقصة جاذبية طويلة وتختفي في النهاية أثناء عملية التكامل، تختلط غازات كل المجرات المعنية معًا بارسل الاصطدام موجات صدمة من خلال سحب الغاز تلك، والتي تضغط الغازات وتؤدي إلى انفجارات تشكل النجوم.

النواة النشطة

نواة المجرة النشطة (AGN) هي منطقة كثيفة في مركز المجرات لها طيف شديد السطوع في الطيف الكهرومغناطيسي، بدءًا من موجات الراديو إلى الأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية إلى الأشعة السينية وأشعة جاما كما تسمى المجرة التي تحتوي على مثل هذه النواة بالمجرة النشطة حيث يُعتقد أن الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة تنشأ عن ضغط المادة في تلك المنطقة تحت تأثير ثقب أسود هائل يحتل مركز المجرة كما تعد هذه المجرات أيضًا هي ألمع الأجرام السماوية في الكون، ومن خلالها يمكن رؤية أو تصوير الأشياء الأبعد عن الأرض، بالإضافة إلى أنه من الممكن دراسة مراحل تكوينها وتطورها بمرور الزمن.

اقرأ أيضاً:  مجالات التدريب في التنمية البشرية

النجم الزائف المتوهج

يُعتقد أن النجم الزائف المتوهج أو بلازار أنه ينتمي إلى ثقب أسود في قلب مجرة ​​إهليلجية ضخمة نشطة حيث تعد نجوم Blazar من أكثر الأجرام السماوية كثافة والتي تنبعث منها الطاقة والإشعاع في الكون كما تشكل مجالًا هامًا في الدراسة الفلكية للأجسام خارج مجرة ​​درب التبانة.

لاينر

عباره عن خط انبعاث نووي منخفض التأين (LINER)، وهو منطقة غازية شائعة في مراكز العديد من أنواع المجرات إذ يتم تحديدها من خلال انبعاث خط الطيف حيث تتكون الأطياف عادة من خط نثر الذرات المتأينة بشكل ضعيف أو متعادل على عكس الأكسجين، O + و N + و S +، فإن انبعاث خط طيفي من ذرات عالية التأين، مثل O ++ و Ne ++ و He +، يعد أيضًا ضعيفًا نسبيًا

زايفرت

هي تصنيف لأنواع من المجرات التي تنبعث منها إشعاعات غازية شديدة التأين، ويظهر هذا الإشعاع على شكل خطوط متميزة في الطيف كما سمي هذا النوع من المجرات بإسم العالم الفلكي كارل زايفرت حيث أنه أول من اكتشف هذا النوع من المجرات عام 1943

النجم الزائف

هي منطقة محاطة بثقب أسود هائل و مصدر راديو فلكي، حيث كانت تُعرف في الأصل بأنها مصدر فلكي للطاقة الكهرومغناطيسية، بما في ذلك الضوء المرئي، وهذه الطاقة تقلل من طاقة النجوم الأكثر سطوعًا كما يمكن الكوازارات أيضًا أن تولد طاقة بمستويات تساوي حاصل ضرب مئات المجرات الوسيطة معًا في التلسكوبات الضوئية، إذ يظهر الكوازار كنجم ضوئي (بمعنى أنه مصدر نقاط الطاقة) وله انزياح أحمر مرتفع جدًا (بمعنى أنه ينتقل بعيدًا عن الأرض) حيث أنه قد تم الاتفاق في المجتمع العلمي على أن هذا الانزياح الأحمر الكبير هو نتيجة لقانون هابل، مما يعني أن الكوازار يجب أن يكون بعيدًا جدًا عن الأرض ولامعًا جدًا يُعتقد أن الكوازارات صغيرة الحجم نسبيًا وعالية الكثافة يبلغ قطرها بين 10 و10000 مرة نصف قطر حدود شوارزشيلد الذي يحول أي شيء أصغر إلى ثقب أسود بالاضافة إلى ذلك تبعث كميات كبيرة من الطاقة مثل الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية وموجات الراديو وأشكال أخرى من الإشعاع الكهرومغناطيسي

المجرات المضيئة بالأشعة تحت الحمراء

تعد مجرات الأشعة تحت الحمراء المضيئة أو LIRGs مجرات ذات لمعان إذ يقاس السطوع، أعلى من 1011 L☉ كما يشار إليها أيضًا باسم المجرات دون المليمتر (SMGs) من خلال طريقتها المعتادة في الكشف، حيث تعد LIRGs أكثر وفرة من مجرات الانفجار النجمي ومجرات السيرفرات و الكوازارات في لمعان مماثل بالإضافة إلى أن مجرات الأشعة تحت الحمراء تبعث طاقة في الأشعة تحت الحمراء أكثر من جميع الأطوال الموجية الأخرى مجتمعة.

الانفجار العظيم ونشأة المجرات

الانفجار العظيم في علم الكونيات الفيزيائي هو النظرية السائدة عن أصل الكون، حيث إنّ فكرة هذه النظرية هي أن العالم في الماضي كان كثيفًا وفي حالة حرارة شديدة جدًا فتمدد الكون، إذ كان الكون عندما خُلق جزءًا واحدًا، حيث تشير بعض التقديرات الحديثة إلى أن تلك اللحظة كانت قبل 13.8 مليار سنة، وهو ما يعتبر عمر الكون بعد التمدد الأول، وقد برد الكون بدرجة كافية لتشكيل جسيمات دون ذرية مثل البروتونات والنيوترونات والإلكترونات، وعلى الرغم من أن النوى الذرية البسيطة تشكلت في غضون ثلاث دقائق من الانفجار الأعظم، إلاّ أن تشكيل الذرات المحايدة كهربائيًا استغرق آلاف السنين، كما أن معظم الذرات التي تشكلت من الانفجار العظيم كانت من الهيدروجين والهيليوم مع القليل من الليثيوم ثم تحسنت تشكلت السحب العملاقة من تلك العناصر بفعل الجاذبية لتكون النجوم والمجرات، كما تشكلت العناصر الأثقل من خلال تفاعلات الاندماج النجمي أو أثناء تخليق العناصر في المستعرات الأعظمية، بالإضافة إلى ذلك تقدم نظرية الانفجار العظيم شرحا وافيا لمجموعة واسعة من الظواهر المرئية التي تشاهد و ترصد بالتلوسكبات الضخمة.

طلائع المجرات

تم اكتشاف الدليل على تشكل المجرات الأولى في عام 2006، عندما كان لمجرة IOK-1 انزياح أحمر غير طبيعي قدره 6.96، أي ما يعادل حوالي 750 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، مما يجعلها أقدم مجرة ​​بدائية كما تم اكتشافها بحلول حتى 2012، إلا أن في تلك الفترة توقع بعض العلماء وجود مجرات أقدم، وهذا ما حدث بالفعل في عام 2012، تم اكتشاف المجرة UDFj-39546284 وأصبحت أقدم الأجرام المرصودة مع انزياح أحمر يبلغ 11.9، يُقدر بحوالي 380 مليون سنة بعد الانفجار العظيم حيث أن وجود هذه المجرة البدائية يؤدي إلى الاعتقاد بأنها تشكلت في الحقبة المظلمة

تكون طلائع المجرات

يعتقد البعض أن المجرات تتشكل تمامًا مثل النجوم، ولكن على نطاق أوسع حيث أنها تتطور من خلال سديم كبير جدًا يمتد على عدة ملايين من السنين الضوئية ثم تبدأ في الانقسام فوق بعضها البعض لتشكيل كل منهم، لكن تفاصيل تكوين المجرات الأولى هي مسألة مجال مفتوح في الفيزياء الفلكية، ويمكن تقسيم نظرياتها إلى نوعين:”من أعلى إلى أسفل” ومن أسفل إلى أعلى” حيث تفترض النظرية الأولى أن المجرات تكونت أساسا من بنى كونية شديدة العظم ثم تفككت و تقطعت إلي الحادثة التي نراها اليوم خلال فترة زمنية تقدر بمليون سنة ضوئية بينما النظرية الثانية على عكس ذلك تمامًا، إذ يعتقد أن المجرات تتكون من هياكل صغيرة جدًا ثم تبدأ بالتضخم تدريجيًا كما تشكلت بدورها مكونة مجرات كبيرة

التطور

تتعلق دراسة تكوين المجرات وتطورها بالعمليات التي شكلت كونًا غير متجانس منذ بداية التجانس، وتشكيل المجرات الأولى، وكيف تتغير المجرات بمرور الوقت، والعمليات التي نوعت الهياكل المرصودة للمجرات المجاورة حيث يُعتقد أن المجرات تشكلت من نظريات تكوين البنية، نتيجة موجات كمومية صغيرة بعد انفجارات كبيرة إلا أن أبسط نموذج متفق عليه بشكل عام ومتوافق مع الظواهر المرصودة هو نموذج Lambda-CDM، مما يعني أن التجميع والتكامل يسمحان للمجرات بتجميع الكتلة وتحديد شكلها وبنيتها 

الاستشرافات المستقبلية

في مجرة ​​درب التبانة، تولد نجوم جديدة ما دامت المواد الخام متوفرة بكثرة و هي: السحب الجزيئية والغبار والغاز بين النجمي المكون من الهيدروجين المتواجد في الأذرع الحلزونية، أما الإهليلجية فإنها تخلو من غزلت كهذه لذا فإن معدل ولادة النجوم فيها منخفض نسبيًا، كما أن مع ملاحظة أن احتياطيات العناصر الأساسية اللازمة لولادة النجوم محدودة، لذا فإن الولادات والوفيات المتكررة تستنزف احتياطيات الهيدروجين لأنه عندما يتحول النجم إلى عناصر أثقل سوف ينفجر على شكل مستعر أعظم وبالتالي ينتهي تخزين الهيدروجين ثم تتوقف عمليات الولادة، بالإضافة إلى ذلك يعتقد أن الفترة الحالية لتشكيل النجوم الجديدة و النابضة بالحياة ستستمر لما يصل إلى مائة مليار سنة، ثم تبدأ فترة جديدة من النجوم طويلة العمر تسمى “عصر النجوم”، وهذه الفترة من عشرة تريليونات إلى واحد مائة تريليون سنة، وخلال هذه الفترة تسود فيها الأقزام الحمراء، حيث يقدر عددهم بالتريليونات، وتصبح المجرات مشكلة من بقايا نجوم من مختلف الأنواع.

اقرأ أيضاً:  وسائل جمع المعلومات في الإرشاد النفسي

قائمة المجرات المسماة

المرأة المسلسلة

المعروفة أيضًا باسم NGC 224 و M31، والتي تعد أقرب مجرة ​​كبيرة لمجرتنا؛ على الرغم من أن المجرة القزمة Canis Major هي أقرب مجرة ​​قزمة لمجرة درب التبانة، كما أنها مجرة مرئية للعين المجردة بدون تلسكوب، إذ تبعد حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية عن الأرض حيث أنها تحتوي على حوالي 250 مليار نجم ويبلغ قطرها 220 ألف سنة ضوئية، ويقدر عدد نجومها بحوالي 200-400 مليار نجم وبالإضافة إلى ذلك فإن مجرة المرأة المسلسلة هي إحدى المجرات التي كتب عنها العديد من الكتاب في روايات الخيال العلمي 

مجرة العين السوداء

تقع هذه المجرة الحلزونية في كوكبة Helba على بعد حوالي 17 مليون سنة ضوئية من الأرض حيث تم اكتشاف المجرة من قبل عالم الفلك الإنجليزي إدوارد بيجو رد في 23 مارس 1779 كما تحظى هذه المجرة بشعبية لدى علماء الفلك لتميزها ومظهرها بأدوات بسيطة إذ تحتوي على الكثير من الغبار في أذرعها الحلزونية التي تعمل على امتصاص الضوء، لكن نواتها شديدة السطوع لدرجة مما أدى الى تسميتها بالعين السوداء أو العين السيئة

مجرة بودي

ميسييه 81 أو “NGC 3031” أو “مجرة الجسم” هي مجرة ​​حلزونية تبعد 12 مليون سنة ضوئية في كوكبة الدب الأكبر قيمتها الافتراضية حوالي 7 تقريباً كما اكتشفها عالم الفلك يوهان أليرت عام 1774م ولهذا السبب يطلق عليه أحيانًا اسم مجرة ​​الجسم ثم بعد بضع سنوات، أضافها تشارلز ميسييه إلى قائمته الفلكية  

مجرة عجلة العربة

تعد مجرة ​​عدسية تبعد حوالي 500 مليون سنة ضوئية، كما تقع هذه المجرة في كوكبة مختبر النحات يبلغ عرض المجرة حوالي 150.000 سنة ضوئية، كما أنها أكبر بقليل من مجرتنا درب التبانة حيث تم اكتشافها هذه المجرة من قبل فريتز زفيكي في عام 1941م أنها تعد واحدة من أكثر الهياكل التي تم اكتشافها تعقيدًا على الإطلاق، إذ تحتوي أيضًا على عدد كبير من النجوم النيوترونية والثقوب السوداء التي تنبعث منها كميات كبيرة من الأشعة السينية

السيجارة

تعد مجرة انفجار نجمي وهي عبارة عن مجرة ​​نجمية تبعد 12 مليون سنة ضوئية في كوكبة الدب الأكبر حيث أن مركز هذه المجرة أكثر سطوعًا 100 مرة من مركز مجرتنا، ويبلغ حجمه الظاهري حوالي 8.4، كما يتحرك بعيدًا عنا بسرعة 203 كيلومترات في الثانية، إذ من المتوقع أن يحدث اصطدام بين هذه المجرة والمجرة الكبيرة M81 وتندمج مع بعضها البعض

مجرة المذنب

تعد مجرة ​​حلزونية في اتجاه معمل نحت يقع على بعد 3.2 مليار سنة ضوئية من الأرض في مجموعة مجرات Abel 2667، حيث تم اكتشافها بواسطة تلسكوب هابل الفضائي في مارس 2007، كما أن كتلة هذه المجرة أكبر قليلاً من كتلة مجرتنا درب التبانة.

مجرة الانزياح

 تعد هذه المجرة الأكثر سطوعًا منذ بدايات الكون، حيث تشكلت منذ حوالي 800 مليون سنة (6٪ من العمر الكون الحالي) إذ إن هذه المجرة تكونت بعد وقت قصير نسبيًا من الانفجار العظيم 

مجرة هوغ

تعد مجرة ​​غير نموذجية من مجرة ​​الحلقة كما سميت المجرة على اسم عالم الفلك الأمريكي آرثر هوغ، الذي اكتشفها عام 1950، إذ تعرف بالسديم الكوكبي أو بالمجرة ​​الغريبة والتي تقع على بعد 600 مليون سنة ضوئية في كوكبة الحية بعيدً.

سحابة ماجلان الكبرى

مجرة ماجلان الكبرى هي مجرة ​​قزمة غير منتظمة قريبة من مجرتنا،حيث كان يُعتقد أنها تنتمي إلى مجرتنا وأحد أقمار مجرة ​​درب التبانة كما تقع على مسافة أقل من 50 كيلو باسكال، كما تعد سحابة ماجلان الكبرى ثالث أقرب مجرة لمجرة ​​درب التبانة

سحابة ماجلان الصغرى

سحابة ماجلان الصغيرة هي مجرة ​​قزمة قريبة من مجرة ​​درب التبانة يبلغ قطر هذه المجرة حوالي 7000 سنة ضوئية وتبعد حوالي 200000 سنة ضوئية عن مجرتنا وهي واحدة من المجرات المرئية بالعين المجردة

مجرة مايل

تمت تسمية المجرة على اسم المستكشف نيكولاس في مرصد ليك، كما تعرف أيضًا باسم VV 32 و Arp 148 كما أنه من المرجح أن تكون هناك مجرتان، وليست واحدة

مجرة دولاب الهواء

تعبير عن مجرة ​​حلزونية تقع في كوكبة الدب الأكبر كما تبعد هذه المجرة 27 مليون سنة ضوئية وحجمها الظاهري 7.86 إذ اكتشفها الفلكي بيير ماشين عام 1781م أبلغ تشارلز ميسييه عن اكتشافه بعد فترة، والذي بدوره قام بالتحقق من وجودها ثم أضافها إلى ملفه الشخصي، حيث كان هذا أحد آخر الأشياء التي قام بها

سومبريرو

تعد مجرة محدبة موجودة في كوكبة العذراء وقد وجدت على مسافة 31.1 مليون سنة ضوئية عن الأرض، حيث يبلغ قطر المجرة حوالي 15 كيلوغراماً (50000 سنة ضوئية)، أي 30 في المائة من حجم مجرة ​​درب التبانة كما أنها تمتلك نواة لامعة وانتفاخ مركزي كبير بشكل غير عادي، وحفرة غبار بارزة على قرصها المائل، حيث اعتقد علماء الفلك في البداية أنها كانت هالة صغيرة خفيفة تمثل مجرة ​​حلزونية، لكن تلسكوب سبيتزر الفضائي وجد أن حلقة الغبار حول مجرة ​​سومبريرو كانت أكبر وأضخم مما كان يعتقد سابقًا بالاضافة إلى ذلك يبلغ حجم المجرة الظاهر 8.0، مما يجعل من السهل رؤيتها باستخدام تلسكوبات الهواة، إذ يعتبرها بعض المؤلفين مجرة ​​بحجم مطلق يبلغ 10 ميغا فرسخ حول مجرة ​​درب التبانة 

مجرة زهرة الشمس

تعد مجرة ​​حلزونية تقع في كوكبة السلوقيين حيث يتكون القرص من قرص مركزي محاط بالعديد من أذرع المجرة القصيرة كما تنتمي مجرة ​​الشمس إلى مجموعة مجرات M51، والتي تضم عددًا من المجرات، بما في ذلك مجرة ​​الإعصار.

فيديو عن المجرة

مقالات مشابهة

أنواع مجالات التدريب

أنواع مجالات التدريب

معلومات حول برج السرطان

معلومات حول برج السرطان

لائحة آداب السلوك الرقمي بالترتيب

لائحة آداب السلوك الرقمي بالترتيب

الجدول الدوري للعناصر الكيميائية

الجدول الدوري للعناصر الكيميائية

كيف نتعلم الرسم

كيف نتعلم الرسم

تعرف على أهمية القراءة وفوائدها

تعرف على أهمية القراءة وفوائدها

دليلك الشامل عن المفعول المطلق

دليلك الشامل عن المفعول المطلق