جدول المحتويات
كانت معظم التقاويم ما قبل الحديثة حول العالم قمرية، وتجمع بين السنة الشمسية والشهر القمري عن طريق إدخال الأشهر الكبيسة، وتخلى التقويم اليولياني عن هذه الطريقة واستبدله بحساب شمسي بحت “سنة شمسية فقط بدون قمري”، بينما اختار التقويم الإسلامي في القرن السابع “التقويم القمري البحت” كما أن الكثيرين منا لا يعرفون بالضبط ما هي مراحل القمر خلال الشهر، لذلك سنقدم لكم الآن بحثًا عن أطوار القمر خلال الشهر الهجري بالترتيب.
نبذة عن القمر
يبلغ عمر القمر حوالي 4.6 مليار سنة، وهو نفس عمر الأرض تقريبًا، وقد تم اكتشاف ذلك عن طريق قياس أعمار الصخور القمرية، وتبلغ المسافة بين الأرض والقمر حوالي 384 ألف كيلومتر، ,قطر القمر 3476 كيلو متر، وتبلغ كتلة القمر أو كمية المواد التي يتكون منها حوالي 1/80 من كتلة الأرض، فالوقت الذي يستغرقه القمر للدوران مرة واحدة على محوره يساوي الوقت الذي يستغرقه لإكمال دورة واحدة في مداره حول الأرض، وهو ما يعادل حوالي 27.3 يومًا، مما يجعل نفس الجانب من القمر دائمًا مواجهًا للأرض، فيما يدور القمر حول الأرض بسرعة 3700كم/ساعة، ولا يدور القمر حول الشمس بالمعنى الحرفي للكلمة، بل يدور حول الأرض التي تدور حول الشمس، أما الجاذبية على سطح القمر تساوي حوالي سدس الجاذبية على سطح الأرض.
يبلغ حجم القمر حوالي 27٪ من حجم الأرض، والقمر بيضاوي الشكل وليس كرويًا أو دائريًا، ويبتعد القمر عن الكوكب بشكل تدريجي، ففي كل عام يبتعد عنه بمقدار 3.8سم، ويعتقد العلماء أن هذه الظاهرة ستستمر في الحدوث لمدة 50 مليار سنة، وفي ذلك الوقت سيستغرق القمر وقتًا يقدر بـ 47 يومًا، ولإكمال دورة واحدة حول الأرض، مقارنة بحوالي 27.3 يومًا في الوقت الحاضر، فيحدث خسوف للقمر (خسوف القمر) عندما تقع الأرض بين القمر والشمس، مما يؤدي إلى منع ضوء الشمس من الوصول إلى سطح القمر ويغطي ظل الأرض كامل سطح القمر أو جزء منه، ويُعتقد أن هناك أكثر من 500000 حفرة على سطح القمر، والجدير بالذكر أنه تمكن 12 شخص فقط من المشي على سطح القمر، أولهم كان نيل أرمسترونج في عام 1969 في مهمة أبولو 11، وآخرهم كان جين سيرنان عام 1972 في مهمة أبولو 17، وبعد ذلك كل القمر تألفت الرحلات الجوية من مركبات فضائية بدون رواد فضاء.
مراحل اكتمال القمر
يختلف شكل القمر كل ليلة في بعض الليالي، قد يظهر على شكل هلال ضيق، وفي ليالي أخرى يظهر على شكل دائرة كاملة من الضوء، وفي بعض الليالي قد لا يظهر القمر أبدًا، وهذه الأشكال المختلفة للقمر، التي نراها في أوقات مختلفة، تسمى أطوار القمر أشكال، أو ثماني مراحل؛ وهي القمر جديد ويسمى القمر الجديد، طور الهلال الصاعد أو الهلال المتزايد، ومرحلة المربع المتزايد، وكذلك مرحلة تزايد الحدباء، وطور اكتمال القمر، ثم طور الأحدب المتضائل، وهي مرحلة المربع المتناقص، وأخيرًا مرحلة الهلال المتناقص.
المحاق
المحاق؛ هي مرحلة القمر الجديد والعمر الصفري للشهر القمري، وبعد ذلك عندما يغادر القمر خط التصريف هذا يبدأ الشهر ويستمر القمر في الابتعاد عن الشمس خلال الشهر حتى يعود إلى فترة جديدة أخرى ابدأ شهرًا آخر، وفي هذه الفترة التي تكون فيها الشمس والقمر والأرض في خط مستقيم واحد، فيكون القمر بين الشمس والأرض، ومن ثم لا يستطيع الوجه القمري المقابل للأرض أن يعكس أي قدر من ضوء الشمس.
الراصد يراه من الأرض لأن وجه القمر هذا لا يواجه الشمس ليعكس نورها، بل يواجه الأرض وبالتالي يكون القمر مظلمًا، ويعد أو يسمى بالقمر الجديد، وقد سميّ بهذا الاسم لأنه بداية دورة قمرية جديدة، حيث إن القمر والشمس يقتربان من بعضهما البعض، بحيث يكونان قريبين قدر الإمكان من بعضهما البعض، ويظهر القمر في شكل مظلم عند النظر إليه من الأرض، حيث يكون الجزء المضيء في الجانب الآخر مواجهًا لأشعة الشمس، وعندما يكون القمر بين الشمس والأرض، وننظر إليه من الأرض، فسيكون كما لو كان غطت الشمس بالكامل أو جزء منها، ثم سيحدث كسوف للشمس.
الهلال
يمثل الجزء الهلالي من القمر قوسًا مضيئًا رقيقًا في السماء، عرف باسم الهلال النامي، وتأتي مرحلة الهلال مباشرة بعد مرحلة القمر الجديد، وتنتج هذه المرحلة عندما يبدأ القمر بالدوران حول الأرض، ويصبح الجانب الذي ننظر إليه من الأرض أكثر إشراقًا بسبب أشعة الشمس المباشرة، وشكل الهلال هو رمز أو شعار يستخدم لتمثيل المرحلة القمرية في الربع الأول (القمر المنجلي)، أو بواسطة رمز يمثل القمر نفسه، يتم استخدامه كرمز فلكي للقمر، وكذلك الرمز الكيميائي لمعدن الفضة، كما كان شعار ديانا وارتميس رمزًا للعذرية وفي التبجيل الروماني الكاثوليكي لماريان المرتبط بمريم العذراء، واستخدم كسقف نهائي في المساجد العثمانية، فأصبح مرتبطًا بالدين الإسلامي باعتباره الشعار، ورمز الهلال (كشرطي قسيس) تم تقديمه لرجال الدين المسلمين في الجيش الأمريكي في عام 1993.
التربيع الأول
تعتبر المرحلة المربعة الأولى هي المرحلة الثالثة من القمر، وسميت تلك المرحلة بهذا الاسم لأن القمر يدور فيها ربع الدورة التي يصنعها حول كوكب الأرض، وفيها القمر والشمس بزاوية قائمة (تسعون درجة)، وتحدث هذه المرحلة عندما يصبح النصف الأيمن من القمر مضيئًا ويصبح الجانب الأيسر مظلمًا، وينمو الجزء المضيء تدريجيًا كل يوم، وينمو باستمرار حتى اكتمال القمر، ويقطع القمر ربع المسافة حول الأرض منذ مرحلة القمر الجديد، وهذه المرحلة لا تتطلب فترة طويلة حتى تبدأ في الظهور، كما ورد في الإيضاح العلمي أن علماء الفلك أوضحوا أن المرحلة الأولى تظهر وهي القمر الجديد، وبعد ذلك تظهر المرحلة الثانية في غضون أسبوع، وهو الهلال، ثم المرحلة الثالثة، وهي المرحلة التربيعية الأولى، تظهر بعد 15 يومًا من ظهور الهلال، وبعد أسبوع من ظهور الهلال.
الأحدب المتزايد
تعتبر مرحلة النمو الأحدب هي المرحلة الرابعة من القمر، حيث تظهر تلك المرحلة مباشرة بعد المرحلة الأولى من المربع، وتحتاج تلك المرحلة إلى الظهور بعد حوالي أسبوعين أو أقل من ظهور المرحلة الجديدة، وهي المرحلة الأولى، والقمر في تلك المرحلة صافٍ إلى حد كبير في السماء، لكنه غير مكتمل، أي وكأنه دائرة غير مكتملة، وهذه هي المرحلة الأخيرة قبل ظهور القمر في شكله الكامل، يسمى “البدر”، وتحدث هذه المرحلة عندما يتعرض أكثر من نصف القمر لأشعة الشمس، حيث تستمر مساحة الإضاءة في الزيادة، وتبدأ هذه المرحلة عندما تصل الإضاءة إلى 50٪.
يكون القمر خلال هذه المرحلة أقل بقليل من اكتمال القمر وأكثر اتساعًا من نصف دائرة الربع الثالث، بينما يأتي الاسم الثاني للزيادة (الشمع) من زيادة إضاءة القمر خلال هذه المرحلة، حيث يزداد من 50.1٪ إلى 99.9٪.
البدر
تنتج هذه المرحلة عندما يكون القمر في خط مستقيم واحد مع الشمس والأرض، بحيث تكون الأرض في المنتصف بين القمر والشمس، ويكون جانب القمر المضيء مواجهًا للأرض، ويكون القمر شديد السطوع بسبب ينعكس ضوء الشمس عنها، وفي هذه المرحلة يكون القمر كاملاً ويسمى اكتمال القمر، وتحدث هذه المرحلة عندما يكون القمر أبعد ما يكون عن الشمس بمقدار 180 درجة، ويشار إلى أنه نادر للشمس، الأرض والقمر لتشكيل خط كامل (أن يكون القمر بالضبط في المنتصف بين الأرض والشمس)، لأن مدار القمر ليس في نفس المستوى مثل مدار الأرض يدور حول الشمس، وعند ثالث مرتبة في خط كامل، ثم يحدث خسوف للقمر.
الأحدب المتناقص
الأحدب المتناقص، تبدأ هذه المرحلة عندما يتعرض أكثر من نصف القمر لأشعة الشمس، ثم تستمر الإضاءة في الانخفاض، ويلاحظ أن الحدب المتضائل يرتفع عادةً في السماء قبل منتصف الليل وبعد غروب الشمس، ويغرب بعد شروق الشمس، وتنخفض إضاءة الجزء المضيء من القمر في هذه المرحلة من 99.9٪ إلى 50.1٪. لذلك، من الصعب أحيانًا التمييز بين المرحلة الأولى من الحدباء المتضائل ومرحلة اكتمال القمر، عندما يكون سطحه مضاءً بنسبة 98٪ إلى 99٪، أما سبب تسميته بالحدب المتناقص، لأن الشكل المتناقص يشير إلى انكماشه وتصغيره.
التربيع الثاني
يصل القمر إلى ربعه الأخير بعد أسبوع من اكتمال القمر، ثم يكون القمر في المربع، حيث يرتفع القمر المربع الثاني في السماء عند منتصف الليل، ثم يعبر خط الزوال عند شروق الشمس ولا يغيب حتى الظهر، وتتكرر المرحلة التربيعية الثانية كل 29531 يومًا.
الهلال الثاني
هذه المرحلة؛ هي المرحلة الأخيرة من الشهر القمري، يبدأ فورًا بعد مرحلة التربيع الثانية ويستمر حتى مرحلة القمر الجديد التالية، يرتفع في السماء بعد منتصف الليل، ويبقى عالياً في الصباح وأثناء النهار حتى تغرب بعد الظهر، وتنخفض إضاءة القمر في هذه المرحلة من 49.9٪ إلى 0.1٪..
علاقة الكسوف والخسوف بأطوار القمر
يحدث خسوف الشمس في طور القمر الجديد، فعندما يدور القمر حول الأرض يتحرك أحيانًا بين الشمس والأرض، وفي ذلك الوقت يحجب القمر ضوء الشمس عن الأرض ثم يحدث كسوف للشمس، وفي خسوف للشمس يسقط القمر ضوءه على الأرض فيكون كسوف الشمس، إما كليًا أو جزئيًا أو حلقي، فإذا حدث كسوف للشمس عند سقوط القمر بين الشمس والأرض، فما يحدث عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، وهو عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر يحدث خسوف للقمر في مرحلة اكتمال القمر، أي في طور البدر جزئي، وعندما يقال أن كسوف الشمس يحدث في طور القمر الجديد ويحدث الكسوف في مرحلة اكتمال القمر، فيجب أن يحدث الخسوف والكسوف مرة واحدة كل شهر، إلا أنه قد يحدث هذا إذا كان يدور القمر في نفس مستوى مسير الشمس، أي المستوى المداري للأرض، ومع ذلك، ما يحدث في الواقع هو أن مدار القمر يميل بمقدار 5 درجات تقريبًا إلى مدار الأرض، وهكذا، يتقاطع القمر مع مسير الشمس مرتين في الشهر عند نقاط تسمى “العقد”، إذا كان القمر يتجه من الجنوب إلى الشمال، فإنه يسمى “العقد”تصاعدي”، أما إذا كان اتجاه القمر من الشمال إلى الجنوب، فإنه يسمى “العقد الهابطة”، ويحدث القمر الجديد عندما يكون القمر بين الشمس والأرض، بينما يحدث خسوف القمر في مرحلة اكتمال القمر، عندما تكون الأرض بين القمر والأرض الشمس.
اختلاف شكل القمر حسب المنطقة والفصل
في هذا العالم يمكن أن تكون هناك أشياء غريبة جدًا، على الرغم من أنها بديهية، على سبيل المثال، الفكرة التي تعلمناها في العلوم في المدرسة الإعدادية، والتي تقول أن سبب تعاقب الفصول الأربعة ليس كما اعتقدنا المسافة أو الاقتراب من الأرض خلال مدارها السنوي حول الشمس، لكن ميل الأرض حول محورها بزاوية 23.4 درجة مما يجعلها تميل نحو الشمس تارة (مسببة الصيف)، وتبتعد عنها تارة أخرى (مما يسبب الشتاء)، تدريجيًا، أصبحت هذه معلومات بديهية، ونكررها كلما أخطأ شخص ما أمامنا ويقال أن موسم الصيف يحدث لأن الأرض تقترب من الشمس أثناء دورانها، ويمكننا حتى أن نضيف، في الواقع الأرض قريبة مثل ممكن لأشعة الشمس في الشتاء، لكن المشكلة التي نواجهها هنا هي أنه بينما نعلم ذلك، فإننا لا ندرك بسهولة ما يعنيه ذلك لسكان نصف الكرة الجنوبي، لنفترض أنك ذهبت في رحلة عمل إلى كيب تاون، جنوب أفريقيا، يوليو المقبل، فيختلف شكل طور القمر باختلاف المنطقة التي يمكن رؤيتها منها على سطح الأرض، حيث تظهر المرحلة في نصف الكرة الشمالي على عكس الظاهر في نصف الكرة الجنوبي، لذلك فإن خط استواء الأرض ترى البلدان القريبة من خط الاستواء شكل الهلال على شكل ابتسامة، بينما يمكن رؤية الهلال في مناطق أخرى على شكل حرف، وبالتالي يختلف طور القمر نفسه تبعًا لخط العرض الذي تقع عليه المنطقة، بالإضافة إلى أن شكل طور القمر يختلف أيضًا حسب الموسم خلال فصل الشتاء، فيتجه القمر إلى الشمال الغربي ويتبع مسارًا مستقيمًا مع الأفق خلال فصل الصيف، ويظهر القمر في الجنوب الغربي ويتبع مسارًا يميل من الأفق،
يدور القمر حول الأرض تقريبًا في نفس المستوى الذي يدور حول الشمس، وهذا يعني أنه بالنسبة لشخص قريب من القطب الشمالي، وآخر قريب من القطب الجنوبي، يرفع رأسه إلى السماء، سيظهر القمر مائلة قليلاً في الأفق، لكنها ستختلف باختلاف كل منها، تلك السمات القمرية الموجودة في منطقة من القمر، دعنا نقول إنها المنطقة (X) التي تقع على أحد جوانبها، لأن القمر يتخذ نفس الشكل بالنسبة للأرض، لكن الفكرة كلها هنا أنك ترى أن الأرض تحتك والسماء أعلاه، أما بالنسبة لطبيعة الكوكب، فهذا ليس حقيقيًا، إنه وجهة نظرك فقط، لذلك ستجد أنه في كل مكان على الكوكب، ولأنه عند كل خط عرض سيتغير منظر القمر إلى الناس، ليس ذلك فحسب، بل تنعكس أطوار القمر 4 في نصف الكرة الجنوبي أيضًا عن الشمال، على سبيل المثال، هنا في العالم العربي، يبدأ الهلال في اتخاذ شكل “C” المقلوب، ثم ينمو شيئًا فشيئًا حتى يصبح يصل إلى المربع الأول الذي يشبه الحرف “D”، ثم يواصل رحلته إلى البدر، ثم إلى المربع الثاني الذي يشبه الحرف المقلوب “D”، ثم إلى آخر هلال من الشهر الهجري الذي يشبه الحرف العادي “C”، ولكن في أستراليا،على سبيل المثال، سيحدث العكس تمامًا، فالقمر يبدأ بهلال يأخذ شكل الحرف “C” منتظم، وينتهي بالحرف “C” المقلوب.
