جدول المحتويات
أسلوب التوكيد هو أحد أساليب اللغة العربية ويعتبر أحد أقسام عائلة التوابع التي تختص بها الأسماء، حيث يأتي التوكيد لإزالة الشك21 الذي يمكن أن يصيب المستمع حول المتبوع أو المؤكد، وبما أن التوكيد من التوابع فهو يتبع متبوعه أو المؤكد في الإعراب سواء كان رفعًا أو نصبًا أو جرًا، ويقسم هذا الأسلوب إلى قسمين مختلفين في الشكل والخصائص، كما وتتوفر في اللغة العربية طرقاً للتوكيد التي تدخل على الأفعال والتي تختلف عن أسلوب التوكيد الخاص بالأسماء.
تعريف أسلوب التوكيد
التوابع هي أسلوب من أساليب اللغة العربية التي ترتبط بالاسم الذي يسبقها، وذلك من حيث الإعراب والجنس والعدد وغيره، وتنقسم التوابع إلى أربعة أقسام، هي: البدل، والنعت أو الصفة، بالإضافة إلى العطف الذي يقسم إلى عطف البيان وعطف النسق والتوكيد، ووفقاً لعلماء النحو فإن التوابع تتأخر عن متبوعها وتكون مرتبطة به، وتتفق معه في علامة إعرابها سواء كان المتبوع مرفوعًا أو مجرورًا أو منصوبًا.
يمكن تعريف التوكيد بأنه أحد الأساليب اللغوية التي تأتي في أكثر الأحيان لإزالة معاني الشك أو الأحكام المسبقة لدى المتلقي والتي يتم تبديلها بالتأكيد وإزالة تلك الشكوك، وعادةً ما يتم توكيد الاسم المعرفة، وهذا ما يطرح السؤال التالي: هل يجوز توكيد النكرة؟ أو هل يجب أن يكون الاسم المؤكد معرفة دائماً؟ الجواتب أن النحاة قد اختلفوا في توكيد الاسم النكرة على ثلاثة أقوال، هي:
- أنه لا يجوز مطلقًا، وهذا هو رأي ابن هشام.
- أنه يجوز مطلقًا، وهذا قول بعض النحاة الكوفيين.
- أنه يجوز إن أفاد توكيدها، وهذا رأي الأخفش وعدد من جمهور الكوفيين، والذي يعتبر الرأي الراجح، ومن الأمثلة المعروفة على هذه القاعدة قول السيدة عائشة رضي الله عنها: “ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا كله إلا رمضان”.
قال النحاة أن فائدة النكرة تحصل من أمرين، أي أنه يمكن معرفة هل أفادت النكرة أم لم تفد من خلال الآتي: أولاً أن تكون للنكرة زمنًا محدودًا، أي أن له بداية ونهاية، ثانياً أن يكون التوكيد من ألفاظ الإحاطة والشمول.
لأسلوب التوكيد عددٌ من الفوائد، حيث تمنح أدوات التوكيد الخطاب الخاص باللغة العربية وقعًا مؤثراً بنفس المتلقي، كما أنه يتم استعمال أسلوب التوكيد وأدواته بالسرد اللغوي والسرد السماعي، بالإضافة إلى أنه يمنح الكلام أهمية كبيرة وأولوية، مع تقوية النص الإنشائي وإغنائه بالمعاني، والتعرف على أهمية المُتحدث وأهمية مكانته عن طريق استعمال أدوات التوكيد الخاصة بإعطاء رفع كلامه التي تكون بكلام آخر.
أنواع التوكيد
توكيد لفظي
يمكن تعريف التوكيد اللفظي على أنه تكرار اللفظ مرتين، سواء كان هذا اللفظ اسمًا أم فعلًا أم حرفًا أم جملة فعلية أو اسمية، لهذا النوع من التوكيد لا يوجد إعراب محدد، لكنه يتبع متبوعه أو المؤكد بالإعراب سواء كان رفعًا أو نصبًا أو جرًا، ويعرب المتبوع حسب موقعه في الجملة، ومن الأمثلة على ذلك:
- قال تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * جَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}[الفجر: 21-22]، فكلمة دكاً الثانية وكلمة صفاً الثانية توكيد لفظي لما قبلهما وهذا مثال على توكيد اسم.
- الله أكبر، الله أكبر، فجملة الله أكبر الثانية توكيد لفظي للجملة الأولى، وهذا مثال على توكيد جملة اسمية.
- قال تعالى: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ}[النبأ: 4-5]، فجملة كلا سيعلمون الثانية توكيد للجملة التي قبلها، وهذا مثال على توكيد جملة فعلية.
- لن لن أكذب، فحرف النصب لن الثاني توكيد لفظي للحرف الذي يسبقه، وهذا مثال على توكيد حرف.
يجوز أن يؤكّد بضمير رفع منفصل كل ضمير متصل، سواء كان مرفوعًا مثل (قُمتُ أنا بالأمرِ)، أو منصوبًا مثل (أسعدتُك أنت)، أو مجرورًا مثل (مررتُ به هو)، إذ إن الضمير المتصل التاء في الفعل (قُمتُ) والضمير المتصل الكاف في الفعل (أسعدتُك) والضمير المتصل الهاء في حرف الجر (بهِ) كلها ضمائر متصلة تم توكيدها توكيداً لفظياً عن طريق استخدام ضمير الرفع المنفصل، أما إذا كان الفاعل ضميراً مستتراً فيجري عليه ما يجري على الضمير المتصل بأن يُؤكد بضمير رفع منفصل، مثل قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}[البقرة: 35]، فالضمير المنفصل (أنت) توكيد للضمير المستتر في الفعل (اسكن).
يخرج التوكيد اللفظي إلى عدد من الأغراض، وهي كالآتي:
- أن يدفع المُتكلم به ضرر غفلة السامع أو عدم إصغائه.
- أن يدفع عن السامع ظنه بالمتكلم الغلط.
- أن يكون المقصود بالتوكيد تقوية الحكم في ذهن السامع وقلبه، كما في قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}[الشرح: 5-6].
- أن يدفع المتكلم به ظن التجوّز، فقد يذكر حكماً معيناً فيظنُ السامع أن المُتكلم لم يقصد هذا الحكم حقيقةً.
- أن يكون للتهويل والتعظيم، وذلك كما في قوله تعالى: {كلّا سيعلمون* ثم كلّا سيعلمون}[النبأ: 4-5].
توكيد معنوي
التوكيد المعنوي الذي يكون عن طريق استخدام ألفاظ معينة توافق المؤكد (المتبوع) في المعنى لكنها تخالفه في اللفظ، وهذه الكلمات كالآتي:هي (نفس، عين، كلا، كلنا، كل، جميع، عامة، كافة).
- نفس وعين: تأتيان بمعنى واحد، حيث يؤكد بهما كل من المفرد والمثنى والجمع، بشرط أن يضاف كل منهما إلى ضمير عائد على المؤكد، يطابقه في الإفراد والتثنية والجمع، والتذكير والتأنيث، ويكون لفظهما مفرداً مع المفرد، ويجمعان مع المثنى والجمع على وزن (أفعُل) فتصبحان أنفس وأعين، مثل قام الرجل نفسه، أو قام الرجال أعينهم، أو قامت الفتاة نفسها.
- كل وجميع وعامة وكافة: تستخدم هذه الألفاظ عند التوكيد لتدل على الشمول، لذلك لا يؤكد بها إلا ما كان له عدة أجزاء، وتستخدم لتوكيد المفرد والجمع فقط، ويجب أن تضاف إلى ضمير مطابق للمؤكد في الإفراد، والتثنية، والجمع، والتذكير والتأنيث، مثل: قال تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}[الحجر: 30]، وقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}[يس: 36] وأكلت الرغيف كله، وجاءت الناس عامتهم.
- كلا وكلتا: تستعملان لتوكيد المثنى فقط ولا يؤكد بهما المفرد والجمع، وهما بمنزلة كل في المعنى، تستعمل كلا لتوكيد المثنى المذكر، وكلتا لتوكيد المثنى المؤنث، ولا تعملان إلا إذا أضيفتا إلى الضمير، وتعربان إعراب المثنى، فترفعان بالألف، وتنصبان وتجران بالياء، لأنهما ملحقتان بالمثنى، مثل: سافر الرجلان كلاهما، وسافرت المرأتين كلتاهما، فإذا أضيفتا إلى اسم ظاهر فتعربان حسب موقعهما في الجملة، وتقدر عليهما حركات الإعراب الثلاث، سافر كلا الرجلين، وسافرت كلا المرأتين.
- أجمع: تستعمل لتوكيد المفرد والجمع ولا يؤكد بها المثنى ولا يتصل بها ضمير، ولا تضاف لاسم ظاهر، مثل: جاء الجيش كله أجمع، ويتفرع عن كلمة أجمع ثلاث كلمات أخرى للتوكيد هي:
- جمعاء: تستعمل للمفردة المؤنثة، مثل: استعدنا أرضنا المحتلَّةَ كلَّها جمعاءَ.
- أجمعون: تستعمل لجماعة الذكور، مثل: اندحر الأعداء كلُّهم أجمعونَ.
- جُمَع: تستعمل لجماعة الإناث، مثل: جاءت النساء كلهن جُمَع.
يجب أن تتوفر بعض الشروط حتى تعمل ألفاظ التوكيد المعنوي، فإذا اختل أحد هذه الشروط فلا تعرب توكيداً معنوياً، بل تُعرب حسب موقعها في الجملة، وهذه الشروط كالآتي:
- أن تأتي مضافة إلى ضمير يعود على المؤكد.
- أن تطابق المؤكد في العدد والنوع.
- أن لا يؤثر حذفها على الجملة.
يمكن توكيد الضمائر المنفصلة بما يناسبها من ألفاظ التوكيد دون شرط، وذلك في حال توكيد الضمائر المتصلة أو المستترة بنفس أو عين، حيث تؤكَّد بأحد ألفاظ التوكيد، مثل: قوموا أنتم أنفسكم، أما إذا تم التوكيد بغيرها من ألفاظ التوكيد فيجوز أن يؤكَّد من غير التوكيد اللفظي، مثل: قوموا كلكم.
أدوات التوكيد
يستخدم أسلوب التوكيد من أجل تقوية الكلام في نفس السامع، وله أحوال تقتضيه إذا خلا الكلام فيها من أي توكيد كان إخلالاً ببلاغته، أو إخلالاً بصحته، وتتعدد أساليبه كالتكرار والقسم أو إضافة بعض الأدوات الخاصة بالتوكيد مثل: إن وأنّ المشددتين، ولكن ولام الابتداء التي تختص بالأسماء أو دخول قد واللام ونوني التوكيد الخفيفة أو الثقيلة التي تختص بالأفعال، وتجعلها مبنية على الفتح، تعرب حرف توكيد لا محل له من الإعراب.
نون التّوكيد الثّقيلة ونون التّوكيد الخفيفة
يلحق بالفعل المضارع نون مشددة أَو نون ساكنة لتوكيده مثل قوله تعالى: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصّاغِرِينَ}[يوسف: 32]، أما بالنسبة للفعل الماضي فلا تلحقه هاتان النونان، وفعل الأَمر يجوز توكيده بهما مطلقاً دون أي شروط مثل: اقرأَنَّ يا سليم درسك ثم إلعَبَنْ، ولتوكيد الفعل المضارع بنوني التوكيد ثلاث حالات، كالآتي:
- يجب توكيده إذا كان جواباً لقسم، مثبتاً، ومستقبلاً متصلاً بلام القسم مثل: (والله لأُناضلنّ). ويمتنع توكيده إِذا كان جواباً لقسم ونقص أحد الشروط في النقطة السابقة مثل: (والله لسوف أُناضل)، كما يجوز توكيده استحساناً إذا تقدمه أسلوب طلب يتضمن التالي:
- أَمر: اقرأنْ وليقرأنّ معك أخوك.
- نهي: لا تلهوَنّ عن الحق.
- استفهام: هل تنصرنَّ أخاك؟.
- تَرَجّي: لعلك تنجحنّ فنسرَّ بك.
- تمنّي: ليتك تحققِنّ أَمانيك في الإصلاح.
- حض: هلاَّ تأْخذنَّ بيد العاجز؟!.
- عرض: أَلا تعينَنَّ الضعيف؟!.
- إِذا وقع فعل الشرط بعد حرف (إِن) المتصلة بـ (ما) الزائدة مثل قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}[الأنفال: 58].
- يجوز توكيده قليلاً في الكلام إذا وقع بعد نفي مثل قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خاصَّةً}[الأنفال: 25]، أو جاء بعد (ما) الزائدة غير المسبوقة بـ (إن) الشرطية مثل: بجهدٍ ما تبلغَنَّ.
لام القسم
تستخدم هذه الأداة لتأكيد معنى الكلام ، وإثباته وعدم التشكيك في صحته، ويسمى هذا الأسلوب في الكلام بأسلوب القسم، مثل: والله لأذبحنَّ شاة، إذا نجح ولدي، حيث تقع لام القسم في جواب القسم الظاهر أو المقدر، فإذا كانت جوابًا لقسم مقدر تُسمى في هذه الحالة باللام الموطئة للقسم، والتي تفيد تأكيد جواب القسم، والجملة بعدها تكون في محل جواب القسم، تعرب حرف توكيد لا محل له من الإعراب، وفي علم البلاغة تعتبر من مؤكدات الجمل الخبرية، مثل قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: 21]، فاللام الواقعة في أول الآية هي اللام الموطئة لجواب القسم، لأنّ القسم غير ظاهر في الآية، إنّما هو مقدر، أما إذ جاءت جواباً بقسم ظاهر في هذه الحالة تسمى اللام الواقعة في جواب القسم، مثل قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ}[يوسف: 91]، فاللام التي سبقت الحرف (قد) هي لام القسم لأنها وقعت في جواب قسم ظاهر وهو استخدام كلمة (تالله).
قد
أداة تدخل على الفعل تفيد توكيد الكلام، وتوضيح المعنى المقصود منه، ولهذا الحرف حالتان، الأولى أنه يدخل على الفعل الماضي فتعطي معنى التأكيد، وعدم الشك، مثل قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1]، وقد تلحقها لام القسم فتصبح (لقد) مثل: والله لقد ذاكرت.
تُفيد قد مع الفعل المضارع تقليل احتمال وقوعه، وتُفيد في بعض المواضع التحقيق إذا كان هناك دليل، ولا يمكن أن تدخل قد على الفعل المضارع إلا بعد خلوه من النواصب والجوازم أو السين وسوف، ولا يمكن الفصل بينها وبين الفعل بأي فاصل إلا بالقسم، لأنها تُعد جزءًا من الفعل، مثل قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا}[النور: 64].
أنّ وإنّ
إنّ وأنّ المشددتين تدخلان على الجملة الإسمية لتوكيدها وتوضيح المعنى المراد منها، فهما حرفان مُشبّهان بالفعل مبنيان على الفتحة الظاهرة، يستعملان لتوكيد الجملة دون تكرارها مرتين، أي أنهما تُفيدان الإيجاز، وهما حرفان لهما محل إعرابي عكس باقي الأدوات، مثل قوله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}[الإسراء: 27]، وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا}[النور: 43].
المفعول المطلق
يعد المفعول المطلق أحد أكثر أدوات التوكيد استخداماً في الكلام، حيث يستعمل من أجل تأكيد المعنى وتوضيحه للسامع، وإبعاد الشك عن إثبات صحة الكلام، مثل: أكل الولد التفاحة أكلاً، وقوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[النساء: 164]، ويعرب المفعول المطلق إعراباً مختلفاً عن أساليب التوكيد السابقة، حيث تعرب كلمة (تكليماً) في الآية السابقة: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
حرف اللام
يعتبر حرف اللام أحد أدوات التوكيد، وتسمى لام التوكيد أو لام الابتداء، وتستخدم من أجل التأكيد التام للكلام المقال، وذلك إذا اتصل بها اسم أو فعل، حيث تدخل هذه اللام على الابتداء والخبر مؤكدة ومانعة ما قبلها من تخطيها إلى ما بعدها، وذلك مثل قوله تعالى: {وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}[النحل: 30]، وهذه اللام لشدة توكيدها وتحقيقها ما تدخل عليه يقدر بعضهم قبلها قسماً فيقول أنها لام القسم، لكنها تختلف عن لام القسم، فالمشترك بينهما أنّهما من مؤكدات الخبر، وتعملان في معنى الجملة بشكل مختلف، حيث تأتي لام الابتداء في بداية الجملة فتدخل على المبتدأ، أو على خبر إنّ وبذلك تعرف باللام المزحلقة، ولا تدخل على أخوات إنّ في المشهور من كلام العرب، أو قد تدخل على الفعل المضارع الواقع خبرًا لإنّ، كما أنها تدخل على شبه الجملة المتعلقة بخبر إنّ المحذوف، وتعرب حرف لا محل له من الإعراب، مثل قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: 4]، كما أنها تدخل على الفعل الماضي المتصرف المقرون بـ (قد) مثل قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}[يوسف: 7]، أو على الفعل الماضي الجامد، مثل قوله تعالى: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 62]، أو قد تدخل على الفعل المضارع المرفوع، مثل: لتجتهد في الدرس أكثر.
أمثلة وتدريبات على أسلوب التوكيد
التدريب الأول: أعرب الجمل التالية:
- جاء محمدٌ نفسُه.
- جاءَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- محمد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- نفسه: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- الهاء: ضمير متصل مبني على الضمة في محل جر بالإضافة.
- حضر الطالبان أنفسَهُما.
- حضر: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- الطالبان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- أنفسهما: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- هما: ضمير متصل مبني على الضمة في محل جر بالإضافة.
- رجع المعلمون أجمعونَ.
- رجع: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- المعلمون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
- أجمعون: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
- يلعبُ الملاكمان كلاهُما.
- يلعبُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- الملاكمان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- كلاهما: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى.
- هما: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
- الأمةُ الأمةُ واحدةٌ.
- الأمة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- الأمة: توكيد لفظي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- واحدة: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخًا لَه ** كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ
- أخاك: مفعول به على الإغراء لفعل محذوف تقديره (الزم أخاك) منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف.
- الكاف: ضمير متصل مبني على الفتحة في محل جر بالإضافة.
- أخاك: توكيد لفظي منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف.
- الكاف: ضمير متصل مبني على الفتحة في محل جر بالإضافة.
- هِيَ الدُنيا تَقولُ بِمِلءِ فيها ** حَذارِ حَذارِ مِن بَطشي وَفَتكي
- حذار: اسم فعل أمر مبني على الكسرة الظاهرة على آخره، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت.
- حذار: توكيد لفظي مبني على الكسرة الظاهرة على آخره.
التدريب الثاني: عين التوكيد في الجمل الآتية، وميّز التوكيد اللفظي من التوكيد المعنوي:
| الجملة | التوكيد | نوعه |
| الملك كله لله | كله | معنوي |
| أطع والديك كليهما، واعطف على إخوتك جميعهم | كليهما، جميعهم | معنوي |
| إياك إياك النميمة | إياك | لفظي |
| عاد الرسول عينه يحمل البشرى | عينه | معنوي |
| أجل، أجل سيلقى الجاني جزاءه | أجل | لفظي |
| تفقدت أنا نفسي أشجار البستان، فوجدتها جميعها مثمرة | نفسي | معنوي |
| قاتلك الله، قاتلك الله أيها الظالم | قاتلك الله | لفظي |
التدريب الثالث: ضع في الفراغ توكيداً معنوياً مناسباً:
| الجملة | التوكيد |
| بعت ثمر البستان … | كله |
| أبوه وأخوه … يعطفان عليه | كلاهما |
| تلف الأثاث … | جميعه |
| أخوك … هو الذي نقل الخبر | أخوك |
| اشتريت الحصانين … | كليهما |
| احفظ عينيك … من وهج الشمس | كلتيهما |
| العقلاء … يكرهون الشقاق | جميعهم |
