جدول المحتويات
التكاثر
يعد التكاثر من أهم سمات الكائنات الحية، وهو عملية حيوية تقوم من خلالها الكائنات الحية بإنتاج أفراد مشابهة لها؛ كي تحافظ على نفسها من الانقراض، وللحفاظ على النظام البيئي والسلاسل الغذائية؛ وإذا لم تحدث هذه العملية؛ فستكون النتيجة انقراض أنواع معينة ما يؤثر بشكل سلبي على بقاء الأنواع الأخرى؛ حيث إن دورة حياة الكائنات الحية تعتمد في مرحلة ما على كائنات أخرى للبقاء والاستمرار.
تفضّل الكثير من الكائنات الحية أوقات معينة من السنة للتكاثر؛ تسمى هذه الأوقات مواسم التكاثر؛ حيث تقوم بالتزاوج أو التكاثر عند توافر الماء والطعام والمناخ المناسب؛ لضمان بقاء صغارها على قيد الحياة وفي أجواء مناسبة لنمو سليم، وينقسم التكاثر إلى نوعين: التكاثر الجنسي والتكاثر اللاجنسي، وهناك عدة طرق ووسائل لهذين النوعين.
أنواع التكاثر عند الحيوانات
- التكاثر الجنسي: يحتاج هذا النوع من التكاثر إلى وجود فردين، ذكر وأنثى من نفس نوع الكائن الحي لإتمام التزاوج والإخصاب، ومن الممكن أن يتم الإخصاب داخلياً، أي داخل الجهاز التناسلي للأنثى، أو خارجياً بالاستعانة بوسط ناقل كالماء أو الهواء أحياناً، وينتج عن التكاثر الجنسي صفات جديدة ناتجة من اختلاط جينات الذكر مع جينات الانثى.
- التكاثر اللاجنسي: يتميز هذا النوع من التكاثر بأنه لا يحتاج إلى وجود ذكر وأنثى أو زوجين من الكائنات للتكاثر، بل يتم بواسطة فرد أبوي واحد، إما من خلال التبرعم أو التجزئة أو الانشطار أو الإخصاب الذاتي؛ إذا كان الكائن ثنائي الجنس، ويتميز التكاثر اللاجنسي بعدم نشوء صفات جديدة حتى بعد عدة أجيال؛ لأنه يتم من خلال فرد أبوي واحد ولا يتم فيه اختلاط جينات وراثية وكروموسومات.
ما هي طرق التكاثر عند الحيوانات
- التكاثر بالولادة: يشيع التكاثر بالولادة بين فصيلة الثديّات؛ مثل: البقر والأحصنة والحيتان والدلافين والفقمات، ويتم التكاثر من خلال الاتصال الجنسي بين ذكر وأنثى؛ حيث تقذف الحيوانات المنوية الذكرية داخل الجهاز التناسلي الأنثوي ليحدث بعد ذلك التلقيح عند وجود بويضة ناضجة، ثم الإخصاب، ثم انقسامات متعددة ينتج عنها جنين يستمر في الانقسام والنمو خلال مرحلة الحمل حتى يحين موعد الولادة، وتختلف مدة الحمل من حيوان لآخر، وبعض الحيوانات تلد الجنين وهو غير مكتمل النمو وتضعه في جرابها حتى يكتمل نموه؛ مثل حيوان الكنغر وحيوان الكوالا، وتسمى هذه الفصيلة الجرابيات أو الكيسيات.
- التكاثر بالبيض: يشيع التكاثر بالبيض بين الطيور وأغلب الحيوانات البحرية وبعض أنواع الحشرات والزواحف؛ حيث تبدأ الأنثى بإنتاج البيض عند البلوغ، ويتم تخصيبه إما داخلياً أو خارجياً؛ حيث تضع الأنثى البيض، ثم يرقد عليه الذكر لمدة معينة حتى يضع عليه سائله المنوي من أجل الإخصاب، ثم تعود بعدها الأنثى لترقد على البيض ليبقى دافئاً وينمو؛ مثل الطيور، أو تدفنه تحت التراب إلى أن يفقس ويخرج منه صغارها مثل السلاحف.
- التكاثر بالتبرعم: هي عبارة عن عملية ينمو فيها كائن جديد كلياً على كائن آخر موجود، تتكاثر من خلالها الكائنات البدائية وأولية التركيب، ولا ينفصل الكائن الحي النامي عن الكائن الأصلي؛ إلّا عندما ينضج تمامًا، وعندما ينفصل يستمر بالنمو ويُنتج براعمه الخاصة، ومن الأمثلة على حيوانات تتكاثر بالتبرعم حيوان الإسفنج البحري.
- التكاثر بالتجزئة: في هذه العملية ينقسم الكائن إلى أجزاء عدة، ويتم إنتاج كائن آخر من كل قسم مطابق تمامًا للكائن الأصلي، بحيث تنمو الأجزاء بشكل سريع عن طريق إنتاج خلايا جديدة؛ لتشكيل العضلات والأليّاف والبنية الداخلية، ومن الأمثلة على حيوانات تتكاثر بهذه الطريقة الديدان الحلقية ونجمة البحر.
كيف تتكاثر الحيوانات الفقاريه
تعرف الحيوانات الفقارية بأنها مجموعة الحيوانات التي لها عمود فقري وجمجمة، وتنقسم الفقاريات إلى خمس مجموعات رئيسية وهي: الثدييات، الأسماك، الطيور، الزواحف والبرمائيات، ولكن كيف تتكاثر الحيوانات الفقاريه
وهل تتكاثر جميع الحيوانات الفقارية بنفس الطريقة؟ هذا ما سنجيب عليه فيما يلي:
طريقة تكاثر الثدييات
تشترك مجموعة الثدييات ببعض الصفات كالشعر أو الصوف الذي يغطي أجسامها، إضافة إلى الغدد الثديية الموجودة لدى إناث هذه الحيوانات، كما تقوم جميع الثدييات بتغذية أولادها بالرضاعة، وتتكاثر هذه المجموعة جنسيًا، حيث تتحد الخلية الجنسية الذكرية مع الخلية الجنسية الأنثوية في مرحلة الإخصاب، ويتم تلقيح البويضة وتخصيبها داخل جسم الأنثى وتختلف الفترة التي ينمو بها الجنين داخل رحم الأم من حيوان إلى حيوان آخر.
طريقة تكاثر الأسماك
تتكاثر الأسماك جميعها جنسيًا، حيث تقوم الأنثى بتجهيز العش حتى تطلق به بيضها في الماء، ويتم تخصيب أغلب البيض خارج جسم الأنثى، وعندما تطلق الأنثى بيضها يطلق الذكر المني في الوقت نفسه، وتسمى هذه العملية ب الأمشاج وهي عملية الإخصاب الخارجي للبيوض.
طريقة تكاثر الطيور
تتكاثر الطيور من خلال فتحات خارجية في أجسامها تعرف بأسم المذرق؛ وهو عبارة عن حجرة داخلية تنتهي بفتحة تندفع من خلالها الحيوانات المنوية والبويضات، وخلال موسم التزاوج ينتفخ المذرق ويبرز قليلاً خارج الجسم، وعند عملية التزاوج تنتقل الحيوانات المنوية من مذرق الذكر إلى مذرق الأنثى لتخصيب البويضات.
طريقة تكاثر الزواحف
تتكاثر الزواحف من خلال تلقيح الأنثى داخليًا، حيث يجب على الذكر أن يدخل نطافه مباشرة في مذرق الأنثى حتى تتم عملية التزاوج، وتقوم الزواحف جميعها بمجموعة من الحركات والرقصات، والمداعبات تسمى برقصة الزواج للفت وجذب الأنثى.
طريقة تكاثر البرمائيات
تتكاثر البرمائيات عن طريق تلقيح البيوض خارج جسم الأنثى، حيث تقوم الأنثى بوضع البيض في الماء العذب، ويطلق الذكر حيواناته المنوية في نفس الوقت ليتم تلقيح البيوض.
ما الذي يميز الجاميت الذكري عن الجاميت الأنثوي؟
يعرف المشيج أو العرس أو الجاميت بأنه خلية جنسية متخصصة بالتكاثر الجنسين وتحمل عددًا فرديًا من الصبغيات، ويحتوي كل جاميت على نصف العدد في الخلية الجسمية، ويتحد كل جاميت مع جاميت آخر أثناء العملية الجنسية تكوين بويضة مخصبة، ويتكون كل إنسان من إختلاط أمشاج أو الجاميتات الموجودة في كل من نطفة الذكر والأنثى، وتدور العديد من الأسئلة حول الجاميت ومن أبرزها ما الذي يميز الجاميت الذكري عن الجاميت الأنثوي؟ وتتلخص الفروقات بالنقاط الآتية:
- الجاميت الأنثوي في الإنسان يمكن تعريفه بأنها مجموعة الخلايا الجنسية الناضجة التي تنتجها الأنثى في العضو التناسلي الأنثوي.
- الجاميت الذكري في الإنسان يمكن تعريفه بأنه مجموعة الخلايا الجنسية أحادية العدد الناضجة والتي يتم إنتاجها من قبل الذكر في العضو التناسلي الذكري.
- يتميز الجاميت الأنثوي بأنه يأتي أكبر من الجاميت الذكري .تتميز الجاميتات الذكرية بأنها متحركة، على عكس الجاميتات الأنثوية التي لا تتحرك.
- يتم إنتاج الجاميت الأنثوي عن طريق الإنقسام الإختزالي ليتم تلقيحها من قبل الحيوان المنوي داخل جسم الأنثى.
- يتطور الجاميت الذكري في الخصيتين عند الذكور وتعرف بأسم الحيوانات المنوية، ويتميز الحيوان المنوية بقدرته على الحركة حيث يحتوي على سوط يساعد الخلية الذكرية على التحرك والاندفاع نحو الخلية الأنثوية أثناء عملية التلقيح والإخصاب.
الجدير بالذكر أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون نتيجة إختلاط الأمشاج أو الجاميت الذكري والأنثوي إلا في القرن التاسع عشر عن طريق العالم غريغور يوهان مندل والذي كان أول من أطلق أسم جاميت أو مشيج على نبات البازيلاء أثناء دراسته له، والذي من خلاله توصل إلى ما يعرف حاليًا بقوانين علم الوراثة المندلية.
تكوين الجاميتات
تتكون الأمشاج أو الجاميتات في جسم الإنسان من خلال تسلسلات من الحمض النووي المرتب بتسلسل فريد وخاص بكل إنسان ويعرف بأسم كروماتيدات، وتقوم هذه الكروماتيدات بتخزين الصفات الوراثية للإنسان مثل الجنس، الطول، اللون، والعديد من الصفات غير الظاهرة، ويوجد في جسم الإنسان الطبيعي 22 كروموسوم، وتتكون هذه الكروموسومات من خلال إتحاد كل كروماتيد مع نسخته الثانية، وتقوم هذه الكروموسومات البالغ عدد 22 بتحديد جميع المعلومات عن الإنسان إلا المعلومة التي تختص بتحديد جنسه، حيث يتولى هذه المهمة الكروموسوم صاحب الرقم 23 وهو المسؤول عن تكوين الجاميتات الذكرية والأنثوية، ويتم إنتاج الخلايا الجنسية في الإنسان من خلال عملية تدعى تكوين الجاميتات والتي تحدث أثناء عملية الانقسام المنصف في الخلية.
تكوين الجاميتات الذكرية
كما وذكرنا سابقًا فإن الجاميتات الذكرية تعرف بأسم الحيوانات المنوية، ويتم إنتاجها في العضو التناسلي الذكري عند مرحلة البلوغ، ويتم إنتاج ما يقارب 200 مليون حيوان منوي في اليوم، ويهدف إنتاج الحيوانات المنوية بأعداد هائلة لضمان فرصة وصولها إلى البويضة والقيام بتلقيحها، وتحتاج عملية تكوين الحيوانات المنوية ما يقارب 70 يوم لتكتمل، وتستغرق هذه الفترة الطويلة حتى تكون عملية الإنتاج مستمرة مدى الحياة.
تكوين الجاميت الأنثوي
تولد الأنثى ولديها أكثر من مليونين جريبة بدائية، وتتدخل هذه الجريبات في مرحلة تكوين الجاميتات عند الإناث، وتساهم هذه الجريبات في تكوين هذه الجاميتات بشكل كبير في المرحلة التي تسبق الدورة الشهرية، وتنقسم الخلايا الجرثومية الأولية في جسم الأنثى إلى عدد من الانقسامات غير المباشرة لتكون ما يعرف بأمهات البيض، ثم تنقسم فيما بعد لتكون الخلايا البيضية الأولية، وتبقى هذه الخلايا في المبيض إلى حين وصول الفتاة سن البلوغ لتنقل هذه الخلايا مرحلة النمو، وتكون هذه المرحلة قبل البلوغ بفترة قصيرة، ثم تنتقل هذه الخلايا فيما بعد لمرحلة النضج والتي يتضاعف فيها عدد الكروموسومات بسبب تأثير الانقسام الاختزالي.
حيوانات بإمكانها التكاثر جنسياً ولاجنسياً
هناك العديد من الحيوانات لديها القدرة على التكاثر الجنسي واللاجنسي حسب الظروف المحيطة بها؛ مثل: حشرات المنّ والإسفنج البحري والشعاب المرجانية وبعض أنواع النحل والأسماك.