قصة سيدنا موسى عليه السلام

قصة سيدنا موسى عليه السلام

موسى عليه السلام نبي من بني إسرائيل؛ ينتهي نسبه إلى سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام- وقد أرسله الله إلى فرعون وقومه؛ ليدعوهم إلى إخلاص العبادة لله تعالى؛ ولينقذ بني إسرائيل من ظلم فرعون وقومه؛ حيث كانوا يذَبِّحون الذكور، ويستحيون الإناث، وظل يكرر الدعوة لفرعون وقومه، وينهاهم عن ظلم الناس، لكن من غير فائدة، وكانت نتيجة إصرار فرعون على الكفر والطغيان والعناد أن أغرقه الله وقومه، وجعله عبره لمن بعده من الجبابرة.

من هو سيدنا موسى؟

نسب سيدنا موسى عليه السلام

والد سيدنا موسى عليه السلام هو: عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام، وكان قاهث من القادمين مع يعقوب -عليه السلام- إلى مصر، ووُلِدَ عمران بمصر، وولد له هارون عليه السلام، وعمره ثلاث وسبعون سنة، وولد له موسى -عليه السلام- وعمره ثمانون سنة، وقيل: بعد هارون -عليه السلام- بسنة والله أعلم.

ولادة سيدنا موسى

وُلد سيدنا موسى -عليه السلام- في ظرفٍ قاسٍ، حيث كان فرعون مصر قد تمادى في ظلمه، وعلا في الأرض عتواً وفساداً، وأنزل العذاب بطائفة من رعاياه، وهم بنو إسرائيل؛ إذ عاشوا في ظلاله عيشة صعبة وظالمة، وبينما هم في ضيق من العيش، إذ تقدم كاهن من فرعون، وقال له: يولد مولود في بني إسرائيل، يذهب ملكك بيده! فثارت ثائرة فرعون، واشتاط غضباً، وأخذ يذبِّح الذكور من بني إسرائيل، ويستبقي النساء أحياء، وقد كانت أم موسى -عليه السلام- في تلك الأثناء تجلس في بيتها قلقة خائفة، وهي على وشك أن تضع مولودها، فلما وضعته كتمت أمره عن الناس؛ مخافة أن يصيبه ما يُصيب أمثاله من المواليد، ثم ألهمها الله تعالى أن تضع وليدها في صندوق، وتلقي به في اليم نيل مصر، مسلِّمة أمرها لله -عز وجل- وقد طلبت أم موسى من ابنتها أن تتبع أثر أخيها؛ لتنظر ماذا سيكون من أمره.

إعلان السوق المفتوح

حياة سيدنا موسى

حياة موسى في قصر فرعون

سارت أخت موسى تتتبع أثر الطفل الرضيع، وما كان أشد خوفها حينما رأت أن الصندوق وصل إلى قصر فرعون، ولم تكد تقع عين امرأة فرعون على هذا الطفل الجديد حتى ألقى الله محبته في قلبها، فطلبت من زوجها أن تتخذه ابناً لها، وبقدر فرحة امرأة فرعون بهذا المولود بقدر ما كان قلب أم موسى يحترق على وليدها، ولكنها كانت واثقة بحفظ الله له، ورعايته إياه، وأخذت امرأة فرعون تبحث للمولود الجديد عن مرضعة، ولكن الرضيع لم يقبل ثدي أي واحدة من المرضعات، ثم هدى الله أخت موسى إلى بيت فرعون، فطلبوا منها أن تأتي لهم بمرضعة، فجاءت بأمها على أنها مرضعة من المرضعات، فعرضوا عليه ثديها فقبله ورضع منها، فطلبوا منها أن تأخذ الطفل، وتعتني به حتى يكبر، أتمت أم موسى رضاع وليدها، ثم أسلمته إلى القصر الفرعوني، وهناك شب وأصبح ذا شأن، وعندما بلغ موسى تمام الأربعين سنة، أوحى الله إليه بالرسالة، وأمره أن يبلغها إلى فرعون وقومه.

سيدنا موسى في مدين 

توجه موسى -عليه السلام- تلقاء مدينة مدين (منطقة الأردن اليوم) بعد حادثة قتل القبطي، وكان يقيم فيها النبي شعيب -عليه السلام- ووصل موسى -عليه السلام- إلى أرض مدين، وعند وصوله قصد مكاناً يشرب الناس منه، ويسقون بهائمهم، ووجد في ذلك المكان فتاتين كانتا تريدان سقاية أغنامهما، والتزود بالماء، والناس يتدافعون للحصول عليه، ولكن الفتاتين كانتا تقفان جانباً، تنتظران أن يفرغ للناس للتزود بالماء، فتقدم منهما موسى، وسألهم عن شأنهما: فأخبرتاه أنهما ليس من عادتهما أن يطلبا الماء؛ حتى ينصرف الرجال عنه، ويصبح المكان خالياً، وأخبرتاه أيضاً أنهما لا يليق بهما مزاحمة الرجال على الماء، وليس عندهما من يقوم بهذه المهمة بدلاً عنهما، وأن أباهما شيخ كبير لا يقوى على القيام بهذه المهمة.

بعد أن سمع موسى -عليه السلام- منهما سارع إلى معاونتهما، فسقى لهما مواشيهما، ثم تنحى جانباً؛ ليستظل تحت شجرة تقيه من حر الشمس، وأخذ يناجي ربه طالباً منه المدد والعون، لما رجعت الفتاتان سريعًا بالغنم إلى أبيهما، أنكر حالهما ومجيئهما سريعاً على غير المألوف من عادتهما، فسألهما عن خبرهما، فقصتا عليه خبر موسى -عليه السلام- وأخبرتاه أنه رجل قوي أمين؛ فبعث إحداهما إلى موسى تدعوه إلى مقابلته، فجاءته وهي تمشي على استحياء، وأخبرته أن أباها يريد رؤيته والتعرف عليه، ومكافأته على فعله، فلاقت الدعوى قبولاً لدى موسى عليه السلام، فذهب معها للقاء والدها، ولما وصل إلى بيت العجوز والتقى به، وقص عليه ما كان من أمره وقتله القبطي، وخروجه من مصر، قال له الشيخ: لا تخف نجوت من القوم الظالمين، ثم إن الفتاة طلبت من أبيها أن يستأجر موسى -عليه السلام- لأنه قوي وأمين، فاستجاب الشيخ لاقتراح ابنته، ثم استدعى موسى وأخبره أنه راغب في مصاهرته، وتزويجه أي الفتاتين يرغب، واشترط عليه العمل عنده مدة ثمانية أعوام، وإن رغب أن يكملها عشر، فذلك فضل منه وكرم، وأبدى موسى موافقته على هذا العرض النبيل، ومضت السنين، ووفى كل واحد منهما بما وعد، وتزوج موسى بإحدى الفتاتين، ثم قرر الرجوع إلى مصر.

اقرأ أيضاً:  أحاديث عن فضل الصدقة في رمضان

مكانة موسى عليه السلام 

لقد نال نبي الله موسي -عليه السلام- مكانة عظيمة: فهو أحد أُولي العزم من الرُسل، حيث قال تعالي: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}، وقال تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، وقد اختاره الله وفضله على الناس في زمانه باختياره نبياً فقال عز وجل: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.

بعثة موسى عليه السلام 

عندما بلغ موسى تمام الأربعين، أوحى الله إليه بالرسالة، وأمره أن يبلغها إلى فرعون وقومه، واتجهت أنظار المغلوبين من بني إسرائيل والمظلومين إليه ليحميهم من الظلم، وبُعث سيدنا موسى -عليه السلام- إلى بني إسرائيل عامة، وأرسله الله إلى فرعون خاصة؛ لأنه كان حاكم مصر، وبنو إسرائيل كانوا يعيشون في مصر تحت حكم فرعون، وكان جباراً وظالمًا، ومع ذلك أمر الله نبيه أن يتلطف لفرعون في القول لعله يؤمن بالله تعالى، وأرسله الله بمعجزات، مثل: عصاه التي تتحول إلى ثعبان، ويده التي يخرجها بيضاء من جيبه.

قصص سيدنا موسى

قصة سيدنا موسى وفرعون

مواجهة موسى لفرعون 

لما جاء موسى وهارون إلى فرعون، وأبلغاه رسالة ربهما، ما كان منه إلا أن أنكر دعوة موسى وهارون، وأعرض عنهما، وأخبر أتباعه وأنصاره أنه لا إله سواه، وقال موسى في رده على فرعون ودعواه: يا فرعون! ربنا وربك الله الواحد الأحد الفرد الصمد، قال فرعون لموسى: {أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى، فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً} [طه:57-85] على أن يكون اللقاء في وسط المدينة، بحيث يستطيع جميع سكانها الحضور؛ ليشاهدوا عن قرب نتائج هذا التحدي.

مواجهة موسى للسحرة 

وافق موسى على اقتراح فرعون، واتفق الطرفان على أن الموعد بينهما يوم العيد، واستشار فرعون وزرائه، فأشاروا عليه بأن يرسل إلى جميع المدن التي تقع تحت سلطانه أن يرسلوا إليه السحرة، ووعدهم بالأجر الكثير، وجاء موعد اللقاء، ووقف الجميع ينتظرون أمر فرعون، في ساحة المبارزة قال مخاطباً موسى: “لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين” ولكن موسى لم يلق بالاً لهذا التهديد والوعيد، فسحر الساحرون أعين الناس، وحينها ألقى موسى عصاه، فإذا هي ثعبان عظيم، أفزعت الجميع، ولما رأى السحرة هذا الأمر، علموا أن ما جاء به موسى هو الحق، فآمنوا به، وسجدوا لله رب العالمين، فقال لهم فرعون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم، ولكنهم آمنوا بالله ولم يخافوا من وعيد فرعون.

حادثة شق البحر وغرق فرعون 

عندما علم فرعون بخروج موسى ومن معه من مصر، جمع جنوده وأسرع في طلبهم، وما إن وصلوا إلى شاطئ البحر حتى انشق البحر أمام موسى ومن معه، وتمهد الطريق أمامه لعبور البحر، فأتبعهم فرعون وجنوده لقتلهم، ولكن ما إن دخل فرعون البحر؛ حتى انطبق عليهم البحر فأغرقهم أجمعين، ولما أدرك الغرق فرعون أقر بالألوهية لله تعالى، فقال له الله {آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} أي: أن الوقت قد فات، ولن ينفعك إيمانك اليوم.

اقرأ أيضاً:  من هو خالد ابن الوليد؟

قصة سيدنا موسى مع بني إسرائيل

خروج موسى وبنو إسرائيل من مصر 

بعد أن أغرق الله فرعون، ونجا موسى ومن معه من بني إسرائيل، سار موسى بقومه إلى بيت المقدس، وبعدما جاوزوا البحر رأوا قومًا يعبدون الأصنام، فقالوا لموسى: اجعل لنا إلاهًا كما لهم آلهة، فقال لهم موسى “إنكم قوم تجهلون” إن الأصنام لا تضر ولا تنفع، وأمرهم الله بدخول الأرض المقدسة، ولكنهم خافوا من القوم الجبارين الذين كانوا فيها، وقالوا لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، فكتب الله عليهم التيه في الأرض أربعين سنة، وحرم عليهم الأرض المقدسة.

قصة سيدنا موسى والرجل العاصي

كان في عهد سيدنا موسى -عليه السلام- رجل من بني اسرائيل عصى الله أربعين سنة، وقتها انقطع المطر ولم يعد هناك ماء؛ وبالتالي توقف الزرع، فوقف سيدنا موسى وبنو اسرائيل ليصلوا صلاة الاستسقاء، ولم ينزل المطر، فسأل موسى الله تعالى، فقال له الله: “لن ينزل المطر، فبينكم عبد يعصيني منذ أربعين سنة، فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء” فقال موسى -عليه السلام- “وماذا نفعل؟”، فقال الله: “أخرجوه من بينكم فإن خرج من بينكم نزل المطر” فدعا موسى -عليه السلام- وقال: “يا بني إسرائيل، بيننا رجل يعصي الله منذ أربعين سنة، وبشؤم معصيته منع المطر من السماء، ولن ينزل المطر حتى يخرج” فلم يستجب العبد ولم يخرج، وأحس العبد بنفسه وقال: “يا رب، أنا اليوم اذا خرجت بين الناس فضحت، وإن بقيت سنموت من العطش، يا رب ليس أمامي الا أن أتوب اليك وأستغفرك، فاغفر لي واسترني”، فنزل المطر! فقال موسى: “يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد” فقال الله: “نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي عصاني أربعين سنة” فقال موسى: “يا رب، دلني عليه لأفرح به” فقال الله له: “يا موسى يعصيني أربعين سنة واستره، أيوم يتوب إلي أفضحه؟”.

قصة سيدنا موسى مع الله 

سار موسى بزوجته قاصداً مصر، وفي أثناء رحلته ضل طريقه، وكانت ليلة شديدة البرد ولم يستطع أن يشعل النار، فبينما هو كذلك، إذ ظهر له من جانب جبل الطور ناراً، فاستبشر خيراً، وأخبر زوجته بما رأى، ولما ذهب إلى النار سمع نداء يخاطبه {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} [طه:14]، ثم جاءه نداء ثانٍ يطلب منه أن يلقي عصاه، فلما ألقاها انقلبت العصا ثعباناً، فما كان من موسى إلا أن ولى هارباً ولم يلتفت إلى شيء، ثم جاءه نداء ثالث يطلب منه أن يعود وأنه آمن بأمان الله، ثم جاءه نداء رابع يطلب منه أن يُدْخل يده في جيبه فتخرج بيضاء من غير مرض أو عيب، ثم أتاه نداء يخبره أن هاتين المعجزتين برهاناً على صدق ما جاء به، ويحاجج بهما فرعون ومن سار على دربه، وأمر الله موسى أن يذهب إلى فرعون، ويدعوه للإيمان بالله رب العالمين، وهنا تذكر موسى ما كان بينه وبين فرعون من عداوة، فقال: {رب إني قتلت منهم نفسًا فأخاف أن يقتلون} [القصص:33]، فاستجاب موسى لأمر ربه، واستدعى أخاه هارون؛ ليكون عونًا له.

قصة سيدنا موسى والخضر 

ثبت في السنة أن موسى قام خطيباً في بني إسرائيل، فسُئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه؛ إذ لم قلت أنك أعلم الناس؟ فقال الله له: بل لي عبد بمجمع البحرين، هو أعلم منك، قال: أي رب! ومن لي به، قال: تأخذ حوتاً (سمكة) فتجعله في مكتل (جراب)، فحيثما فقدت الحوت، فهذا مكانه، فأخذ حوتاً، فجعله في مكتل، ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة، وضعا رؤوسهما، فرقد موسى، واضطرب الحوت، وسقط في البحر، فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما، حتى إذا كان من الغد، أدرك موسى التعب والجوع، فطلب من مرافقه أن يحضر له الطعام، فأخبره المرافق أنه قد نسي الحوت عند الصخرة، فرجعا يتبعان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى بثوب، فسلم موسى فردَّ عليه، فقال: وأنى بأرضك السلام! قال: أنا موسى! قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمك الله، هل أتبعك على أن تعلمني مما علمك الله؟ فأجابه الخضر: إنك لن تستطيع معي صبرًا، فأجابه موسى: ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا.

اقرأ أيضاً:  معلومات شاملة عن الشرك الأكبر والأصغر

انطلق موسى والخضر يمشيان على ساحل البحر، فمرت بهما سفينة، فعرضوا عليهم أن يركبا معهم، فعرفوا العبد الصالح، فحملوه بغير أجر، فلما ركبا أخذ الخضر فأساً، فنزع لوحاً من السفينة، فقال له موسى: ما صنعت؟ قوم حملونا بغير أجر، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها؛ لتغرق أهلها؟ فقال الخضر: ألم أخبرك أنك لن تستطيع معي صبرًا؟ فاعتذر موسى إليه، ثم تابعوا المسير حتى وصلوا إلى غلام فقتله، ثم مرا على قرية، وكان الجوع قد نال منهم فسألوا أهل القرية الطعام ، فأبوا، وفي تلك الأثناء رأى الخضر جداراً مائلاً على وشك السقوط، فأصلحه ليمنع سقوطه، فاستعجب موسى لهذا الموقف، وقال له: قوم أتيناهم فلم يطعمونا، ولم يضيفونا، مع ذلك أصلحت لهم حائطهم، كيف يكون هذا؟ فأجاب الخضر: هذا فراق بيني وبينك وعلى الرغم من هذا فسوف أخبرك لماذا فعلت هذه الأمور الثلاثة، أما السفينة كانت لأناس فقراء يعملون في البحر، وكان لهم ملك يأخذ السفينة التي لا عيب فيها، فخرقتها لكي لا يأخذها، وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين، وكان هو شقيًا فخفت أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا عندما يكبر، أما الجدار فقد كان تحته كنزٌ لغلامين، ولو سقط الجدار قبل أن يبلغ الغلمان لذهب ذلك الكنز؛ إذ ليس لهما القدرة على استخراجه بعد، وكان ذلك إكراماً لهما ولأبيهما الصالح.

موسى والبقرة الصفراء 

كان في بني إسرائيل رجل غني، وله ابن عمٍّ فقير لا وارث له، فلما طال عليه موته، قتله؛ ليرثه، وحمله إلى قرية أخرى، فألقاه فيها: ثم طلب ثأره، وجاء بأناس إلى موسى يدَّعي أنهم القتلة، فسألهم موسى؟ فأنكروا، فسألوه أن يدعو الله؛ ليبين لهم القاتل الحقيقي، فدعا موسى ربه، فأوحى الله تعالى إليه أن يطلب منهم أن يذبحوا بقرة، فقالوا: أتهزأ بنا، وتسخر منا؟ فقال لهم موسى: لا، فطلبوا منه أن يبين لهم البقرة التي يريد، فأخبرهم موسى بأن المطلوب أن تكون متوسطة السن، فأخذوا يسألون عن لونها، فأجابهم موسى بقوله: هي صفراء شديدة الصفرة تسر الناظرين، فطلبوا من موسى أن يسأل ربه؛ ليزيدهم إيضاحاً لحال البقرة التي أمروا بذبحها، فأجابهم موسى أن من صفاتها أنها ليست مذللة بالعمل في الحراثة، ولا في السقي، وأن تكون سليمة لا عيب فيها ولا شية فيها فلما وجدوا أن جميع صفاتها ومميزاتها قد اكتملت، أحضروا البقرة وذبحوها، ثم أمرهم أن يضربوا المقتول بأي جزء منها، فضربوه، فعادت إليه الحياة -بإذن الله- وأخبر عن قاتله. 

قصة سيدنا موسى والمرأة العقيم 

قيل: جاءت امرأة عقيم إلي موسى -عليه السلام- وطلبت منه أن يدعو لها بالولد، فدعي لها، فقال له الله: إني كتبتها عقيماً، ثم جاءته بعد مدة تحمل طفلًا، فسألها فقالت: إنه ابني فرجع موسى، وسأل ربه عن ذلك، فقال له: كلما كتبتها عقيم قالت: يا رحيم فسبقت رحمتي قدرتي.

لم نقف على أصل لهذه القصة، والواقع أنها من الإسرائيليات التي لا يوثق بها، ولا يتحقق من أصلها.

قصة سيدنا موسى وملك الموت 

في الحديث عن وفاة سيدنا موسى عليه السلام، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه، فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر.

فيديو عن قصة سيدنا موسى عليه السلام

مقالات مشابهة

سورة قريش وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة قريش وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

هل يجوز أخذ قرض ربوي من أجل السكن

هل يجوز أخذ قرض ربوي من أجل السكن

كيف خلق آدم

كيف خلق آدم

من يرى ليلة القدر؟

من يرى ليلة القدر؟

صيام الإثنين والخميس والفضل الكبير

صيام الإثنين والخميس والفضل الكبير

سورة الأنفال وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الأنفال وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة نوح وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة نوح وسبب نزولها وفضلها مع التفسير