كل ما يجب معرفته عن العنبر

العنبر هو مادة شمعية تأتي بألوان متعددة وجميلة، وهو ذو رائحة جميلة جدًّا، وملمس رخو، وهو أحد أنواع العطور الطبيعية المتعارف عليها منذ القدم، ويعتبر من أشهر العطور وأغلاها سعراً على الإطلاق، وأفضل أنواعه هي التي تكون باللون الأشهب القوي، ويليه الأزرق، ثم الأصفر، أما ذات اللون الأسود فهي أقلها جودة.

يتحدث المقال عن أبرز النقاط التالية:

• تعريف العنبر.
• أهمية مادة العنبر.
• انواع العنبر.
• فوائد و اضرار وسعر العنبر.
• كيفية استخدام العنبر.

ما هو العنبر؟

العنبر عبارة عن مادة شمعية صلبة تُصنع في أمعاء أحد أنواع الحيتان الذي يُطلق عليه اسم حوت العنبر، وهو قيء الحوت الذي يخرج من جوفه، كما يستخدم العنبر في تحضير وتصنيع أفضل وأغلى أنواع العطور، حيث يتميز العنبر الطازج برائحته غير المحببة، وقوامه الرقيق على صورة كتل شحمية متنوعة الحجم والشكل واللون، ولكن بعد تعرضه للشمس والهواء وماء البحر تتحول خصائصه ليصبح مادة صلبة متنوعة الألوان بين الرمادي والأصفر، وتصبح رائحته جميلة، كما يحتوي العنبر على مواد قاعدية وحامضية، بالإضافة إلى مادة معينة تدعى أمبرين (Ambreine)، لذلك هناك الكثير من الفوائد والاستخدامات للعنبر، كما أنّ هناك تشابه كبير بين عنبر الحوت وحجر العنبر في الاسم، لكن هناك اختلاف بينهم حيث أن حجر العنبر هو عبارة عن بقايا الأشجار التي تكون متحجرة من ملايين السنين ويسمى أيضاً بحجر الكهرمان. 

أهمية مادة العنبر 

تعد مادة العنبر التي تستخرج من حوت العنبر من أكثر المواد التي لها أهميّة اقتصاديّة كبيرة، فمن يعثر عليها يكون محظوظ جداً، وذلك بسبب ارتفاع ثمنها، حيث يتواجد العنبر على شكل قطع صلبة تتراوح كتلتها ما بين 0.1-10 كغ، ومن النادر جداً أن يتواجد على شكل قطع كبيرة الحجم؛ ففي عام 1908 تم العثور على  قطعة كبيرة جداً من العنبر يصل وزنها إلى 455 كيلوغرام تقريباً، وقد تمّ بيعها بحوالي 23 ألف يورو، كما يعد العنبر مكوّناً أساسيّاً في العديد من الصناعات أهمها صناعة البخور، وصناعة العطور نظراً لقُدرته على الاحتفاظ بالرائحة لمدة طويلة، وصناعة السجائر، حيث تم استعماله لتحسين رائحة الدخان قديماً، بالإضافة إلى صناعة المواد التجميلية، 

أنواع العنبر

عنبر الحوت 

هو مادّة شمعية صلبة تُصنع في أمعاء إحدى أنواع الحيتان الذي يُطلق عليه اسم حوت العنبر، وهو قيء الحوت الذي يخرج من جوفه، وقد استخدم هذا النوع من العنبر في القرون والحضارات القديمة في الطب البديل، وكجزء من البهارات، وتم استخدام عنبر الحوت كمادة مثبّتة لأفخر أنواع العطور، وتتنوع ألوان هذا النوع من العنبر؛ منها اللون الأبيض والأصفر والأزرق والأسود والرمادي والمختلط، أما أفضلها فهو اللون الأشهب، ويأتي بعده الأزرق وأقلّها جودة هو الأسود، كما أنّ للعنبر الحوت رائحة طيبة تشبه رائحة المسك، ويمتاز باستخداماته وفوائده المتعددة. 

العنبر البلطيقي

يعد العنبر البلطيقي من أكثر أنواع العنبر شيوعاً، وهو غير محدد اللون أو الشكل، ويعرف بهذا الاسم لأنه يتواجد في منطقة البلطيق، كما يوجد على طول شواطئ جزء كبير من بحر البلطيق، ويعود تاريخه إلى 44 مليون سنة، كما يتم استخدام هذا النوع في صنع المجوهرات ذات الجودة العالية، بالإضافة إلى أنّ له الكثير من الاستخدامات الفنية. 

العنبر الحقيقي 

هو المصطلح الذي يشمل عنبر البلطيق الطبيعي والعنبر المضغوط، وكلاهما لا يحتويان على أي إضافات ونسبة العنبر بهما 100%.

العنبر المضغوط

هو عبارة عن عنبر تم صناعته من مجموعة متنوعة من الأحجار الصغيرة التي تم إذابتها وضغطها معاً، مما نتج عن ذلك هذا النوع من العنبر، ويتميز بأنه ذو شكل غير منتظم، وهو من الأنواع التي يصعب تفريقها عن العنبر البلطيقي. 

الأمبرويد 

هو عبارة عن مادة مكونة من خلال دمج قطع صغيرة من العنبر مع البلاستيك، وفي هذه الحالة يكون البلاستيك ملوناً.

الكوبال

يعتبر عنبر الكوبال من الأحجار الشابة، كما يتواجد هذا النوع في جمهورية الدومينيكان وما حولها، وهو يتكون من مجموعة من أحفوريات الأشجار المختلفة، كما يحتوي هذا النوع من العنبر على كمية أكبر من الحشرات مقارنةً بعنبر البلطيق مما يزيد ذلك من قيمته، لكنه يختلف كثيراً عن عنبر البلطيق فهو أصغر عمراً وله خصائص مختلفة، لأن أصله من أنواعٍ مختلفةٍ من الأشجار. 

العنبر المقلّد

هو نوع مقلد وغير أصلي، ويرجع أصله إلى شجر الراتنج الحديث وليس إلى الأحفوريات، فهو يخلط بالبلاستيك والزجاج الملون.

العنبر الأخضر 

يعد العنبر الأخضر من أكثر الأنواع استخداماً بين الناس، وهو من الأنواع التي لا تتواجد بشكل طبيعي، فهو يتكون نتيجة تسخين أو تدفئة العنبر الأصفر، وفي العصور القديمة كان يُعتقد الناس أنّ هذا اللون من العنبر يجلب الحظ السعيد والخلود، أما بالنسبة لسعر العنبر الأخضر فهو يعتمد على مدى عمق اللون الأخضر فيه، فكلما كان اللون غامقاً أكثر كلما زادت القيمة المالية لحجر العنبر الأخضر بالتالي يزداد سعره، أما إذا كان هناك شوائب من اللون الأصفر داخله فسوف تقل قيمته المادية وسعره. 

العنبر الأحمر 

يعرف أيضاً بعنبر الكرز، فهو ينتج عن طريق تعريض العنبر لدرجات حرارة عالية جداً، وتصل نسبة اللون الطبيعي فيه هي 2-3% فقط، حيث قديماً كان هذا النوع يرتديه الناس الأغنياء فقط، فكان غالي الثمن، لكنه في الوقت الحالي صار غير باهظ الثمن ومتوفر بكل سهولة. 

العنبر الأزرق 

يعد هذا النوع من العنبر نادر الوجود، إذ تصل نسبته إلى 0.2% من نسبة كل أنواع العنبر، وتعد ندرته من أهم أسباب زيادة قيمته المالية، ويتميز العنبر الأزرق بأن لونه يتّضح عند تعريضه إلى الإضاءة الصحيحة وبالطريقة الصحيحة، عدا ذلك سيبدو وكأن لونه بنياً أو أصفر، كما يحتوي على مادة الفلورسنت، لذلك عند تعريضه إلى ضوء الفلورسنت تتحول داخله هذه المادة إلى اللون الأزرق الفاقع جداً، ويتركز وجود العنبر الأزرق في مناجم العنبر في سلاسل الجبال المحيطة بسانتياغو في جمهورية الدومينيكان، بالإضافة إلى الأجزاء الشرقية من جمهورية الدومينيكان، ويندر وجوده في منطقة البلطيق، أما في العصور القديمة فقد كان الاعتقاد السائد أن هذا النوع من العنبر يساعد على السيطرة على الأرواح القوية مثل أرواح الهواء والنار والمياه، وكذلك الحصول على النعم من الآلهة. 

العنبر الأسود

يعرف العنبر الأسود أو الكهرمان الاسود باسم حجر Oltu، كما يشكل نسبة 15% من من نسبة جميع أنواع العنبر، ويتركز وجوده في  المنطقة المحيطة بمدينة أولتو داخل مقاطعة أرضروم في شرق تركيا، وتستخدم المادة العضوية كحجر كريم في صناعة الحلي، كما ينتج هذا النوع من خلال خلط شجرة الراتنج مع مجموعة من العناصر المختلفة مثل التربة والحطام والحشرات والشوائب الأخرى، كما يشكك البعض بوجود العنبر الأسود وذلك بسبب أنه عند تعريضه إلى الضوء فإنه يعكس لوناً غير الأسود كالبني أو الأحمر. 

العنبر الأصفر 

يعد العنبر الأصفر من أكثر الأنواع شيوعاً وذلك نظراً لجودته المرتفعة، كما يشكل ما نسبته 70% من بين أنواع العنبر الأخرى، ويكثر وجوده في منطقة بحر البلطيق، كما يعتمد درجة لون العنبر الأصفر على عدد فقاعات الغاز الموجودة فيه، فكلما زاد عدد هذه الفقاعات قلّت درجة لون العنبر الأصفر وصار اللون الأصفر فاتحاً أكثر. 

فوائد العنبر

لا تقتصر فوائد العنبر على رائحته العطرية فقط، وإنما تمتد فائدته لتشمل الجوانب الصحية والنفسية. وهذه أهم فوائد:

فوائد العنبر الدخني

يعد العنبر الدخني من المواد الطبيعية التي يتمّ استخراجها من حوت العنبر المعروف باسم فيزيتر ماكروسيفالوس، والتي يفرزها بسبب تهيج المعدة، وهي عبارة عن مركب ذي قوام مترهل وطري ورائحة سيئة جداً، كما يميل لونه إلى الأسود الداكن، ويتواجد بكميات كبيرة قد تصل في بعض الأحيان إلى ما يقارب مئة رطل، ومع التأثير المتزامن لمياه البحر والهواء، يأخذ هذا النوع من العنبر شكل أكثر وضوحاً، من اللون الرمادي الفضي إلى الأصفر الذهبي، وتصبح رائحته مكررة وحلوة وممتعة جداً، وفيما يلي أهم فوائد العنبر الدخني: 

• يعد من أقوى العناصر الطبيعيّة التي تتميز بفاعليتها العالية للقضاء على مشاكل الجهاز التنفسيّ، بما فيها البلغم وضيق التنفس والأعراض التي ترافق الزكام والنزلات الشعبيّة بما فيها البرد والإنفلونزا. 
• يساعد بشكل كبير على علاج اضطرابات النوم وحالات الأرق، فهو يساعد على الخلود للنوم، بفضل رائحته القوية جداً والزاكية، لذلك ينصح بوضع بعض القطرات من عطر العنبر الدخني على وسائد النوم لتنشر رائحته عليها مما يساعد على تحسين الحالة المزاجية للأشخاص الذي يعانون من الأرق، بالتالي يحصلوا على نوم هادئ ومريح لساعات. 
• يدخل في العديد من طرق الاسترخاء، حيث تضاف بعض القطرات منه إلى أحواض الاستحمام، حيث يبعث التفاؤل والسعادة، كما يعتبر حلاً مثالياً للمشاكل والأمراض العصبيّة على رأسها الصرع.
• يعد مفيداً جداً لصحة القلب، وذلك بفضل تركيبته التي تساعد على خفض معدل الكولسترول الضار في الدم، مما يسهل من وصول الأكسجين إليه، وبالتالي يقي من أمراض انسداد الشرايين والأوعية الدموية التي تعد السبب الأول في الإصابة بأمراض القلب. 
• يعد من أكثر المواد الفعالة التي تساهم في علاج مشكلة الضعف الجنسي، حيث يزيد من الرغبة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء على حد سواء.
• العنبر الدخني يعد من أفضل العناصر الطبيعيّة التي تخلّص الجسم من السموم المتراكمة فيه، وهو مريحاً للأمعاء والمعدة، كما يعتبر فعالاً جداً لصحة الجهاز الهضمي، حيث يساعد بشكل كبير على التخلّص من مشاكل الانتفاخات، وهو طارداً للغازات، وهو مليّناً ومسهلاً طبيعيّاً وذلك بالشرب أو بالدهن.
• يحتوي العنبر الدخني على مادة خاصة تسمى حمض السكسينيك الموجود داخل زيت العنبر، حيث تساعد هذه المادة على تهدئة آلام التسنين التي تصيب الرضع، من خلال تهدئة ألم لثة الرضيع الملتهبة، مما يؤدي إلى تقليل آلام التسنين والشعور بعدم الراحة الذي يصاحب فترة التسنين.
•  هو من العلاجات الفعالة التي تساعد على إدرار البول، لذلك يعتبر مناسب جداً لعلاج أمراض الكلى، أو الحالات التي تعاني من وجود حصوات أو انسداد بالحالب.
•  يستعمل شعبياً في إبطال مفعول السحر، وذلك بتبخير المنازل به، حيث هناك اعتقاد شعبي بأنّ لديه قدرة على طرد الشياطين. 
• يعدّ فاتحاً طبيعياً للشهية ويزيد من الإقبال على الطعام، مما يساعد على زيادة الوزن، كما يساعد على التخلّص من مشاكل العظام والمفاصل، حيث يخفّف من التهابها، ويعدّ مسكناً طبيعيّاً للأوجاع المرافقة لهذه الالتهابات بما فيها الروماتيزم. 

فوائد العنبر للشعر 

للعنبر الكثير من الاستخدامات والفوائد الطبية والتجميلية، حيث يستخرج منه زيت العنبر الذي له العديد من الفوائد والعناصر الهامة للصحة، ومن أشهر استخدمامات العنبر هو العناية بالشعر وصحته، وفيما يلي أهم فوائد العنبر للشعر:

• يساعد العنبر على تقوية بصيلات وجذور الشعر وتنشيطها.
• تحفيز نمو الشعر بشكل قوي وصحي.
• يساعد على زيادة طول الشعر.
• يساعد على منع تساقط الشعر وإصلاح الشعر التالف فيه.
• للعنبر فوائد هامة في إضافة رائحة رائعة ومثالية للشعر.
• يزيد من نعومة الشعر ونضارته وحيويته.
• يحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي تمنح للشعر قوته.
• يسمح العنبر بمنح الشعر القوة اللازمة لمنع تقصف أطرافه.
• تدليك فروة الرأس بزيت العنبر يساعد على تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس مما يحفز نمو الشعر.
• الحماية من الشيب المبكر والحفاظ على لون الشعر الطبيعي.

أضرار العنبر 

من الجدير بالذكر أنه لم يُذكر وجود أي أضرار للعنبر، إلا أنّ كل ما في الأمر أنه يجب الحذر واستعماله ضمن الحدود والتعليمات الموصى بها، مثل عدم الإفراط في استخدامه في بعض الحالات مثَله مثل باقي المواد الأخرى أهمها عدم استخدام العنبر للمصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم وتسارع في نبضات القلب، حيث إنّ العنبر يعمل على زيادة قوة عضلة القلب ودقاته ويزيد من سرعة التنفس، كما يُنصح بعدم الإكثار منه في حالات السُّمنة أو من يخاف السمنة حيث أنه يعمل على زيادة الوزن والتخلص من النحافة كما أنه فاتح شهية فعال.

كيفية استخدام العنبر 

يتم استخدام العنبر حسب الغاية المرجوة منه، فيمكن استخدامه داخلياً من خلال خلطه مع عسل النحل أو الحليب الدافئ والأفضل لبن الناقة، أما خارجياً يكون من خلال إذابته مع السمن البلدي ذي المصدر الحيواني أو مع أي من الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون أو زيت السمسم، ويجب أن يراعى عند إذابته أن يكون على نار هادئة جداً والأفضل أن يُذاب على بخار الماء في إناء مزدوج القاع، وذلك لأن العنبر يذوب ويتحول إلى دهن سائل راتنجي ذو لون أصفر عند 62 درجة مئوية، أما عند 100 درجة مئوية فهو يتطاير ويتحول إلى بخار أبيض، وهو قابل للذوبان في الإيثر والزيوت الطيارة والثابتة.

سعر العنبر 

يمكن بيع أفضل أنواع العنبر بسعر يصل إلى 20 ألف دولار لكل نصف كيلوغرام من هذه المادة، حيث يذكر أنه في أبريل 2016، بيعت كتلة من العنبر عثر عليها في لانكشاير مقابل 673 ألف دولار، وبعد ذلك بأشهر، باع 3 من الصيادين العمانيين قطعة ضخمة من قيء حوت العنبر بأكثر من 2.7 مليون دولار.

أسئلة متداولة

فيديو عن العنبر