جدول المحتويات
تعريف السحايا
إنّ الدماغ والحبل الشوكي المكونان الرئيسيان للجهاز العصبي المركزي، ويعد الدماغ مركز التحكم والفكر في حركة الجسم، ويشكل المخ ثلثي وزن الدماغ في جسم الإنسان، ويعد النخاع الشوكي صلة الوصل بين الدماغ وأجزاء الجسم الأخرى، وتعد كلٌ من عظام العمود الفقري والجمجمة خط الدفاع الأول للحبل الشوكي والدماغ، ويُحاط والنخاع الشوكي والدماغ بأغشية تسمى السحايا، وهي ثلاث طبقات من الداخل إلى الخارج، وهي الأم الحنون والعنكبوتية، وأمّا الطبقة الثالثة فهي الطبقة الخارجية ويطلق عليها اسم الأم الجافية، وهي عبارة عن طبقة صلبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ السائل الدماغي الشوكي يملأ البطينين في الدماغ وكذلك الفراغ بين الطبقة الأم الحنون والعنكبوتية، وتتمثل الوظيفة الرئيسية للطبقات السحائية والسائل النخاعي في توفير الحماية للجهاز العصبي المركزي.[1]
الالتهاب السحائي
الالتهاب السحائي هو التهاب يصيب الأغشية الثلاثة المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي المعروفة، والتي يطلق عليها اسم الأغشية السحائية، وهي الأم الجافية والأم الحنون والأم العنكبوتية [2]، كذلك يرتبط هذا المرض بالتهاب السائل المحيط بهذه الأغشية، ويُعد التهاب السحايا مرضًا قاتلًا، ويرجع سبب ذلك إلى حساسية الموقع الذي يصيبه، ويعد هذا المرض متعدد الأسباب، حيث يمكن أن يحدث الالتهاب نتيجة العدوى البكتيرية بأنواعها العديدة مثل: البكتيريا النيسرية أو الليستيرية أو العقدية، ويمكن أن يحدث أيضًا نتيجة عدوى فطرية أو فيروسية، إضافةً إلى احتمال أن تكون العدوى نتيجة استخدام بعض الأدوية أو أمراض معينة مثل الساركويد، وتجدر الإشارة إلى أنّ شدة العدوى تعتمد على المسبب والأعراض الناتجة، كذلك على عوامل أخرى مثل عمر المريض وتاريخه الطبي، وتوقيت التشخيص السريري والفحوصات المخبرية [3].
أسباب التهاب السحايا
يمكن تفسير أسباب التهاب السحايا على النحو التالي:
التهاب السحايا الفيروسي
إنّ التهاب السحائي الفيروسي الأكثر شيوعًا والأقل خطورة، ويمكن أن ينتشر من الأذن أو الجيوب الأنفية أو بأي جزء آخر من الجسم إلى الدماغ، كما ينتقل عن طريق اللعاب أو البلغم أو رذاذ العطس المحمل بالفيروسات، أو من خلال مصافحة شخص مصاب، وتبلغ فترة حضانة الفيروس 10 أيام من تاريخ الإصابة حتى ظهور الأعراض [4]، ومن أبرز الفيروسات التي تسبب هذا المرض ما يلي:[5]
- فيروس النكاف.
- فيروس غرب النيل.
- فيروس الانفلونزا.
- فيروس الإيدز.
- فيروس الهربس البسيط.
- الفيروسات المعوية.
التهاب السحايا البكتيري
يعد التهاب السحايا البكتيري أخطر أنواع التهابات السحايا، أما بالنسبة لأنواع البكتيريا المسؤولة عن المرض، فهي تختلف حسب الفئة العمرية التي تستهدفها، وسلالات البكتيريا المسببة هي كما يلي:[6]
- العقدية الرئوية: التي تصيب الرّضع والأطفال، وعادة ما تسبب هذه البكتيريا التهابات الأذن والجيوب الأنفية، ولكن تلقي اللقاحات اللازمة يحمي من الإصابة بها.
- النيسرية السحائية: تصيب هذه البكتيرية الأطفال الأكبر سنًا؛ أي المراهقين، وتسبب التهاب السحايا عندما تصل إلى مجرى الدم، حيث أنها بكتيريا شديدة العدوى، وتتسبب في انتشار الوباء في الجامعات والمدارس والثكنات العسكرية، إلا أن اللقاح يقي من العدوى.
- المستدمية النزلية: كثيرا ما يصاب الأطفال بهذا النوع من البكتيريا، والنوع (ب) منهم هو السبب الرئيسي لالتهاب السحايا عند الأطفال، ولكن تلقي اللقاحات يقلل من عدد حالات الإصابة.
- بكتيريا الليستريا المستوحدة: يكثر انتشار هذا النوع من البكتيريا في وجبات الإفطار غير النظيفة، وتعد النساء الحوامل وحديثي الولادة والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا، ومن أنواع البكتيريا الحاجز المشيمي الليستريا الذي يسبب التهاب السحايا، وتتأخر مراحل الحمل مما يؤدي إلى وفاة الجنين. .
التهاب السحايا الفطري
التهاب السحايا الفطري الأكثر شيوعًا هو الكوكسيديا المستخفية، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الفطريات المسببة مثل: الدودة الكرواتية، داء المبيضات، وداء النوسجات، والتهاب البثور الجلدية أو الأشخاص المصابون بأمراض تضعف جهاز المناعة، مثل مرضى الإيدز، ويتوقفون عن العلاج بدواء مضاد للفطريات يعرض المريض لخطر الموت[6]
أعراض التهاب السحايا
قد تكون أعراض التهاب السحايا الناتجة عن عدوى فيروسية وبكتيرية متشابهة في بادئ الأمر، ولكن أعراض العدوى البكتيرية عادة ما تكون أكثر حدة وتختلف أيضًا حسب عمر الشخص المصاب. يمكن تفسير أعراض التهاب السحايا على النحو التالي:[9]
أعراض التهاب السحايا الفيروسي
تتضمن أبرز أعراض الالتهاب السحائي الفيروسي عند فئة الرّضع ما يلي: [9]
- قلة الشهية.
- التهيج.
- النعاس والخمول.
- ارتفاع درجة الحرارة.
أمّا عن الأعراض التي تظهر لدى فئة البالغين فهي كما يلي:[9]
- صداع في الرأس.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تصلب الرقبة.
- نوبات التشنج.
- تقع في الضوء الساطع.
- النعاس والخمول.
- القيء والغثيان.
- فقدان الشهية.
أعراض التهاب السحايا البكتيري
تتطور أعراض هذا الالتهاب بشكل مفاجئ وسريع، وتشمل ما يلي:[9]
- التغييرات في الحالة العقلية.
- الغثيان، والتقيؤ
- الحساسية للضوء.
- التهيج.
- صداع في الرأس.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الإصابة بالقشعريرة.
- المعاناة من تصلب الرقبة.
- مناطق أرجوانية تشبه كدمات على الجلد.
- النعاس والخمول.
أعراض التهاب السحايا الفطري
تتشابه أعراض هذا النوع من الالتهاب السحائي مع أعراض الأنواع الأخرى المذكورة أعلاه، ومن بين هذه الأعراض الظاهرة ما يلي:[9]
- الغثيان والتقيؤ.
- الحساسية للضوء.
- صداع الراس.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- ارتباك أو فقدان التوازن.
علاج التهاب السحايا
حتى يتم التأكد إن كان الشخص مصابًا بالتهاب السحايا أم لا؛ يتم إجراء عملية تسمى البزل القطني، وهي طريقة رئيسية للحصول على التشخيص، حيث يتم حقن مخدر في أسفل الظهر، ومن ثم قطع إبرة بين عظمتين بالعمود الفقري، وذلك بهدف الحصول على عينة صغيرة من السائل النخاعي، وعادة ما يكون السائل صافياً وإذا كان يبدو غائماً ويحتوي على خلايا دم بيضاء، فقد يشير ذلك إلى اصابة الشخص بالتهاب السحايا، حيث تساعد الاختبارات المعملية في تحديد نوع التهاب السحايا بأنواعها المختلفة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المرض يمكن أن يتحرك في الجسم بسرعة، وبسبب ذلك يبدأ العلاج على الفور قبل ظهور الأعراض، وتجدر الإشارة إلى أنّ علاج التهاب السحايا يختلف حسب نوعه، وتتضمن طرق علاج التهاب السحايا حسب نوعه ما يلي:[3]
- التهاب السحايا البكتيري: قد يكون الالتهاب السحائي البكتيري مهددًا لحياة المريض، ويجب علاجه بسرعة، وعندما تُظهر اختبارات السائل النخاعي إصابة الشخص بالتهاب السحايا الجرثومي، يتم إعطاؤه المضادات الحيوية لمدة أسبوعين تقريبًا، حيث يمكن أن ينتشر التهاب السحايا الجرثومي بسهولة للآخرين، كذلك يتم اعطاء المريض السوائل الوريدية ومسكنات الألم، ومن المرجح أن يبقى المريض في غرفة العزل لمدة 48 ساعة على الأقل.
- التهاب السحايا الفيروسي: لا يمكن للمضادات الحيوية أن تعالج التهاب السحايا الفيروسي ، وفي معظم الحالات تختفي العدوى من تلقاء نفسها بمرور الوقت، وكما تمّ الإشارة سابقًا عادةً ما تكون العدوى الفيروسية أقل خطورة من الأنواع الأخرى، وقد يحتاج الشخص فقط لبضعة أيام في المستشفى، حيث سيتم إعطاءه سوائل وريدية لمنع الجفاف، وكذلك مسكنات الألم.
- التهاب السحايا الفطري: على الرغم من ندرة حدوثه، إلا أنّ التهاب السحايا الفطري يصيب بدوره الأشخاص الذين لديهم حالات طبية أخرى، ويتم علاج التهاب السحايا الفطري بالأدوية المضادة للفطريات التي يمكن أن تقاوم هذا النوع من العدوى، ويحتاج المريض أيضًا إلى تناول السوائل لتجنب الجفاف، وأدوية مسكنة للألم والحمّى المصاحبة للعدوى.
تشخيص التهاب السحايا
يمكن تشخيص التهاب السحايا بناءً على عدة أسباب، منها: الفحص البدني والتاريخ الطبي وبعض الاختبارات التشخيصية، و قد يبحث الطبيب عن علامات العدوى حول الرأس والأذنين والحلق والجلد على طول العمود الفقري، وقد يخضع الشخص بدوره للاختبارات التالية:[7]
- زرع الدم: حيث توضع عينات الدم بطبق خاص بهدف معرفة ما إذا كان هناك أي كائنات دقيقة نامية وخاصةً البكتيريا، ويمكن أيضًا وضع عينة على شريحة، ثم يتم فحص جرام من الدم تحت المجهر.
- التصوير: يتم ذلك عن طريق التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يقوم بمسح الرأس، ويمكن أيضًا أن تظهر الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للصدر أو الجيوب الأنفية عدوى في مناطق أخرى قد تكون مرتبطة بالتهاب السحايا.
- أخذ عينة من النخاع الشوكي: لإجراء التشخيص النهائي لالتهاب السحايا، من المهم أخذ عينة من السائل النخاعي، حيث غالبًا ما يُظهر انخفاضًا في نسبة السكر في الدم – الجلوكوز – مع ظهور زيادة في خلايا الدم البيضاء وزيادة البروتين.
- فحص السائل الدماغي النخاعي: يمكن أن يساعد في تحديد البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا، وفي حالة الاشتباه في سبب العدوى الفيروسية، قد يطلب الطبيب اختبار الحمض النووي، والذي يعرف باسم تفاعل البوليميراز المتسلسل؛ للبحث عن الأجسام المضادة ضد الفيروسات، وذلك لتحديد سبب العدوى وتحديد العلاج المناسب.
الوقاية من التهاب السحايا
يمكن أن الفيروسات أو البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا عن طريق: العطس والتقبيل والعطس والسعال، ومشاركة الأدوات الشخصية، والسجائر وفرشاة الأسنان، واتباع النصائح التالية يمكن أن يساعد في الوقاية من التعرض لالتهاب السحايا:[8]
- غسل اليدين: غسل اليدين جيدًا يساعد على منع انتشار الجراثيم ويوصى بتعليم الأطفال ضرورة غسل أيديهم عدة مرات في اليوم خاصة قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض وعند المكوث في مكان مزدحم.
- مارس عادات صحية جيدة: تجنب مشاركة الطعام والمشروبات أو أواني الطهي أو مرطب الشفاه مع أي شخص آخر.
- الحفاظ على الصحة: الحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة الرياضة بانتظام، كذلك تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة يمكن أن يساعد في تحسين وظيفة الجهاز المناعي ومكافحة الأمراض.
- تغطية الفم : وذلك بتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
- العناية بطعام المرأة الحامل: يجب على الحامل التأكد من أن الطعام مطهو جيداً وخاصة اللحوم، بحيث تصل درجة حرارته إلى 74 درجة مئوية أثناء الطهي مما يساعد بدوره في تقليل مخاطر الإصابة بالليستيريا، ويجب تجنب تناول الجبن المصنوع من الحليب غير المبستر.
- التطعيم: يمكن الوقاية من بعض أشكال التهاب السحايا الجرثومي والفيروسي عن طريق التطعيمات المتعددة، مثل: التطعيم ضد المستدمية النزلية من النوع ب، كذلك أخذ المطعوم ضد المكورات الرئوية، والمطعوم ضد عديدة السكاريد الرئوية، وأخذ المطعوم ضد المكورات السحائية.