جدول المحتويات
تعريف الوسيط التجاري ومجال عمله
الوسيط التجاري هو فرد أو مؤسسة أو هيئة وساطة تقوم بتنظيم عمليات البيع والشراء بين البائع والمشتري دون معرفة أحدهم بالآخر مقابل مبلغ مادي يُتفق عليه ويسمى (عمولة) من أحد الأطراف، وفي بعض الحالات يمكن أن يستفيد من الطرفين في آن واحد، وعمل الوسيط التجاري لا يقتصر فقط على عمليات البيع والشراء، وإنما يتسع مجال عمله في جميع الأمور التي بها مصلحة مشتركة بين طرفين مثل إبرام عقود لصفقة ما. وينتهي دور الوسيط بموته حيث لا يمكن حلول الورثة محله في تنفيذ الوساطة التجارية، أما في حال موت الموسط فإن العقد ينتهي لأن الوسيط قد باشر عمله بتخويل من الموسط لإتمام عمل ما.
حكم الوسيط في البيع والشراء
تُعرف الوساطة بأنها عقد يتعهد الوسيط بمقتضاه لشخصٍ ما بأن يبحث له عن طرق ثانٍ من أجل إبرام عقد معين، وردًا على سؤال الكثيرين حول حكم الوسيط في البيع والشراء من الناحية الشرعية، فإن العلماء قد أجمعوا على جواز التوسط في البيع والشراء؛ لتسهيل عمليات البيع ولكن بشرط أن تكون السلعة أو ما في معناها من المباحات شرعًا؛ وذلك استنادًا لحديث النبي الذي رواه الإمام أحمد وأبي داود: “المسلمونَ على شروطِهم”[صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث صحيح]، لذا فإن السمسرة والوساطة في البيع والشراء حلال شرعًا، ولكن تحديد عمولة الوساطة من الأمور التي تخضع لطبيعة الاتفاق بين الوسيط وبين من كلّفه بالبيع أو الشراء، وليس هناك حد أقصى للمقدار الجائز شرعًا، ولكن الواجب هو البعد عن الغرر والتدليس.
يُشترط في الوسيط أن يكون خبيرًا فيما يتوسط فيه بين البائع والمشتري وذلك حتى لا يتسبب في إحداث الضرر لأحد الطرفين، كما يجب أن يتصف بالأمانة والصدق، مع عدم محاباته لطرف على حساب الطرف الآخر؛ لذا يجب عليه أن يُبين مميزات السلعة وعيوبها.
بالنسبة إلى حكم الوسيط في البيع والشراء من الناحية القانونية، فإن عقد الوساطة أو السمسرة يندرج ضمن عقود المعاوضة؛ لأن كل طرف من الأطراف يسعى إلى أن يحصل على مقابل ما يُؤديه من أعماله، ولكنه أيضًا من العقود الاحتمالية، حيث لا يستحق الوسيط أجره إلا في حال نجح في تحقيق مسعاه، كما أن الوساطة من العقود المُلزمة للجانبين، ويتميز هذا العقد عن عقد الوكالة بأن موضوعه هو السعي لإيجاد طرف آخر للعقد؛ لذلك فهو قائم على “العمل المادي” بخلاف عقد الوكالة الذي يقوم على “العمل القانوني”، حيث يقتصر دور الوسيط على تقريب الطرفين إلى بعضهما ثم يتركهما للتعاقد بأنفسهما دون أن يشترك في إبرام العقد كالوكيل في عقد الوكالة.
الوساطة التجارية
تتم الوساطة التجارية عن طريق عقد تجاري مبرم بين بائع ومشتري من خلال وسيط تجاري لتسهيل إتمام عملية البيع أو الشراء.
عقد الوساطة التجارية
هو عقد تجاري بين طرفين أو أكثر وغير ملزم بالقانون أن يكون له شكل أو نص محدد.
كيف يضمن الوسيط أخذ عمولته من الطرف المستفيد؟
يعتبر إيجاد طريقة لضمان الوسيط لحق من أهم الأمور التي عليه أن يفكر بها حتى لا يذهب تعبه أدراج الرياح، وبالفعل هناك الكثير من الوسطاء الذين لم يستطيعوا أخذ عمولتهم لأن ليس لديهم ما يحفظ حقوقهم، لذا يمكن للوسيط التجاري تجربة أحد الطرق التالية:
- عدم إعطاء أي معلومات أو بيانات شخصية عن الطرف الأخر من الصفقة كرقم هاتفه أو بريده الإلكتروني أو مكان عمله، ليكون التواصل بين الطرفين عن طريقه فقط.
- أخذ ورقة موقعة ومختومة من الطرف المستفيد تثبت نسبة العمولة أو المبلغ المتفق عليه بشكل واضح وصريح، ويفضل أن يتم توثيق الورقة في المحكمة.
- كتابة عقد عن طريق محامي يضمن فيها الوسيط حقه.
المواصفات التي يجب أن يتمتع بها الوسيط التجاري
- حسن السيرة.
- النزاهة والأمانة.
- قاعدة علاقات جيدة.
- السرعة في أداء العمل.
هل يستطيع الموسط عزل الوسيط التجاري؟
نعم، يستطيع الموسط أن يعزل الوسيط والإتفاق مع وسيط تجاري آخر، وغالباً ما تقع هذه الحادثة في حال شعر الموسط بأن الوسيط متحيز أو متواطأ مع الطرف الاخر من أجل استفادة شخصية، فعندها لا يمكن إكمال الوساطة بعد أن تزعزعت الثقة أو ساءت العلاقة الشخصية بينهم. أما في حال لم يوجد سبب واضح ومقبول لسبب العزل فعندها يستطيع الوسيط أن يطالب بتعويض مالي من الموسط بحيث لحقه ضرر من العزل، وعليه أن يثبت الضرر الذي أصابه من العزل أمام القانون ليستطيع اخذ التعويض. بينما إذ اعتزل الوسيط من تلقاء نفسه فيجب أن الاعتزال في وقت مناسب وبسبب مبرر وفي حال يكن له مبرر فمن الممكن أن يلحق به ضرر بإعطاء الموسط لتعويض مالي.
الوسيط التجاري الإلكتروني
كما ذكرنا سابقاً الوسيط التجاري هو شخص يقوم بإبرام اتفاق بين طرفين، وإما يعمل الوسيط بشكل مستقل وإما في شركة أو مؤسسة ما، وكل ما يحتاجه الوسيط هو علاقات جيدة، ولذلك تم إنشاء مواقع إلكترونية للوساطة التجارية مثل موقع (بس بس) وهو أول موقع إلكتروني للتجارة الإلكترونية، إذ يعمل على ربط المستخدمين بوسطاء تجاريين بشكل مجاني تماماً، بحيث يقوم الوسيط التجاري باستخدام مواهبه في البحث عن المعلومات واستخدام علاقاته الشخصية لمساعدة العملاء على إبرام عمليات البيع والشراء مقابل مبلغ مادي يتم الاتفاق عليه.
