يعد الدب من الثدييات المفترسة، وتحديداً من عائلة الدبيّات المنتشرة في أماكن كثيرة من بقاع الأرض، يعيش الدب ما بين 25 – 40 سنة، أما في البرية فيمكنه أن يعيش أقل من الدب الأسير، والجدير بالذكر أن الدببة في المناطق الشمالية تدخل في سبات شتاءً، ولهذا كان يُعتَقد في الأساطير أن الدب يموت ويولد من جديد في الربيع، كما تعد دببة الكودياك من أكبر اللواحم على سطح الأرض، في حين تعد دببة الشمس الأصغر حجماً.
يتحدث هذا المقال عن الدب، ويشمل:
نبذة عن حيوان الدب ودورة حياته.
سلوك الدب وخصائصه وأنواعه.
تغذية وتكيف الدب وكيفية تكاثره.
خطر الدب، وسبب تسميته.
الدورة الدموية في الدب.
الدب القطبي والأسود والأشهب.
تزاوج الدببة.
حيوان الدب
يندرج حيوان الدب تحت رتبة اللواحم، ويعتقد أنها حيوانات تطورت من سلف شبيه بالكلب، وتبلغ فترة حمل الدببة عادةً ثمانية أشهر، فيما تصنف الدببة كالتالي: مملكة الحيوانات، شعبة الحبليات، صف الثديات، رتبة آكلات اللحوم، فصيلة الدبيات.
تكون الدببة عادةً حيوانات منعزلة، لذلك نادراً ما تشاهد الأم مع صغارها، كما أن الدب حيوان عدائي لديه حاسة شم قوية، يتسلق ويسبح ببراعة، ويكون ملجأ الدببة عادةً إما في الكهوف أو جذوع الأشجار، حيث تستخدمها كأوكار تنام فيها خلال فترة السبات التي تمتد أحياناً لمدة 100 يوم.
يعد الذيل القصير من أهم صفات الدب الخارجية، والتي تعد من الصفات المشتركة لدى جميع فصائل الدب، كما يمتلك الدب فراء طويل وكثيف وجسم ضخم وقوائم قوية تساعده على الوقوف منتصباً. كما يمتلك أيضاً أكفف عريضة وأذنين مستديرتين وأسنان يتراوح عددها بين 32- 42 سناً بحسب الفصيلة التي ينتمي إليها، حيث تستخدم الدببة أسنانها كأدوات للدفاع عن النفس، أما المخالب فتستخدمها للتمزيق والحفر والإمساك، وأضف لذلك أن الدب يستطيع أن يعدو بسرعة تصل إلى 50 كيلومتر/الساعة.
لماذا سميت الدببة بهذا الاسم؟
يوجد أسماء عديدة للدب في اللغة العربية نذكر منها أبو جهينة وأبو قتادة والفلحس، وجمع دب كما هو معروف دببة ودباب وأدباب، فيما يسمى صوته السحيف والقهقاع، ويطلق اسم الجحر على بيت الدب، أما عن السبب وراء تسمية الدب بهذا الاسم فلا يوجد معلومات عن السبب.
أين يعيش الدب
تتنوع أماكن تواجد الدب ومساكنه باختلاف نوعه، حيث يمكن أن يعيش بالمناطق الاستوائية والقطب الشمالي وفي الغابات، وأيضاً في الحقول، والصحاري والمناطق الجبلية والعشبية والتندرا، فعلى سبيل المثال الدب الكسلان يعيش في دول قارة آسيا، ودب الشمس يعيش في الغابات الاستوائية دائمة الخضرة، أما الدب القطبي فيعيش في البلدان التي تحيط بالدائرة القطبية.
يبلغ عدد الدببة القطبية في العالم ما يقارب 26 ألف تقريباً، وهذا التقدير وضع من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فقد لوحظ ارتفاع أعداد الدببة في ولاية ألاسكا الأمريكية، ويعتقد أن الارتفاع بحدود ثلاث أضعاف في آخر خمسة عقود، ولكن يبقى من الصعب معرفة العدد الحقيقي للدببة اليوم، فالدب كحيوان ما زال في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، وبيئات عيش الدب تجعل ظروف عيشه صعبة أيضاً.
دورة حياة الدب
تتكاثر الدببة في عمر 18 شهر، وينضج الدب ما بين 2-3 سنوات، كما يولد أشبال الدب بعد أن تجهز الأم العش المناسب للولادة، وعادةً ما يُجهّز العش من الأغصان والأوراق قبل بضعة أيام من الولادة، وبعد 8 أشهر تقريباً تضع الأنثى ما بين 1-4 أشبال، ويتراوح وزن كل شبل ما بين 110- 130 غراماً، وبعد 18 يوم من الولادة، من الممكن للصغار فتح عيونهم، وبعد 90 يوماً تقريباً تكتسب الأشبال لون الفراء، لتفطم فيما بعد بعمر 6-8 أشهر.
سلوك الدب
الدببة كما أسلفنا من الحيوانات آكلة اللحوم، غذاؤها الحيوانات والفواكه والخضروات، ولأن أغلب الدببة في العالم تعيش على الخطوط العرض الشمالية المرتفعة، ففي فصل الشتاء تحتاج لوسيلة للاستمرار والبقاء على قيد الحياة، ولحسن الحظ أن جسم الدب والفراء المحيط به ملائم للبيئات التي تسكنها، ولأن هذه الظروف تحول دون توفر الطعام؛ ما يجعله صعب المنال، لذلك تكيفت الدببة وبدأت تخضع لسبات قد يطول لأشهر، وعادةً ما تلد الإناث في فترة السبات.
خصائص الدب
فرو كثيف وطويل.
الذيل القصير
حاستيّ السمع والشم القويتان.
البيئات التي يعيش فيها الدب متنوعة؛ فالدب القطبي يعيش في البيئات الباردة جداً، وبعض الدببة تعيش في البيئات الاستوائية.
أضراس عريضة ذات شكل مسطح، مما يمكنه من طحن الأطعمة النباتية، كما يمتلك أنياب صغيرة الحجم.
قدرة عالية على التمييز بين الألوان والأشكال المختلفة؛ مما يمنحه القدرة على التمييز بين الفواكه المختلفة.
بعض الدببة معرضة للانقراض.
يفضل الدب العزلة ونادراً ما تجد جماعة منه.
عندما تجوع الدببة تبدأ بامتصاص يديها وأرجلها، وهذا السلوك يساعد على التخلص من الجوع.
الدب يأكل الخضار واللحوم، على الرغم من أنه يصنف بأنه لاحم.
الدورة الدموية في الدب
يعد الدب من الحيوانات الثديية، ويمتلك جهاز دوران مشابه لمعظم الثدييات، لكنه لا يمتلك جهاز دوران دموي مميز عن غيره من الحيوانات، فلا يوجد أي معلومات تضاف لجهاز دورانه الدموي غير تلك المعرفة في أي جهاز دوران دموي لأي كائن حي ينتمي للثدييات.
أنواع الدب
الدب القطبي
يبلغ وزن الدب القطبي والمعروف بأنه أكثر الحيوانات البحرية كاريزما تقريباً 590 كيلوغرام، ويصل طوله إلى نحو 2.7 متر، فيما يتواجد الدب القطبي اليوم في كل من: كندا، وروسيا، واليابان، والنرويج، وغرينلاند، وآيسلندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى جليد القطب الشمالي.
يقضي الدب القطبي نصف حياته في الصيد؛ فهو كائن غير محظوظ، فيقول الخبراء أنه ينجح في الصيد بنسبة لا تتعدى٢%. أما طعامه فيعتمد بشكل رئيسي على الفقم والجيف والثدييات الصغيرة والطيور والنبات.
يتميز جسم الدب القطبي بأن أطرافه الخلفية أطول من الأمامية، وأقدامه كبيرة ورأسه مستطيل وصغير إذا ما قورن بجسمه، ولديه أذنين صغيرتين مقارنة مع أنواع أخرى من الدببة، وذيله قصير وصغير يبلغ طوله بين 7-12سم
للدب القطبي طبقة من الدهون تحت الجلد مباشرة تقي الجسم من البرد وتحافظ على درجة حرارة الجسم، ومن أبرز الصفات السلوكية لدى الدب القطبي نشاط متذبذب خلال النهار، فتجدها نشيطة جداً في الثلث الأول من اليوم، ثم يقل نشاطها في الثلث الأخير، ومن صفاته السلوكية أيضاً المشي والركض والسبات الشتوي والهجوم على البشر، وقد تم تصنيف الدببة على أنها ثدييات بحرية لكونها تمضي جزء كبير من حياتها في البحر.
الدب الأسود
يعد الدب الأسود من أكثر أنواع الدببة تواجداً وأصغرها حجماً، وعلى الرغم من أن اسمه يوحي بلونه الأسود، إلا أن هناك بعض الأنواع الفرعية، والتي تكون ذات لون بني أو حتى أشقر.
تتواجد الدببة السوداء في أمريكيا الشمالية بين كندا والمكسيك، ولا تصنف من الدببة المهددة بالانقراض، ويتراوح عمر الدب الأسود ما بين 10-30 سنة، وتمتلك مخالب قصيرة تساعدها في تسلق الأشجار، وعادةً ما تفضل الدببة السوداء العيش بمفردها.
تعد حيوانات ليلية أكثر منها نهارية، رغم أنها تنشط في معظم ساعات النهار، لكنها تتغذى غالباً في الليل، وتتواصل هذه الدببة مع بعضها البعض عادةً عن طريق الأصوات.
الدب الأشهب
من الدببة الكبيرة التي تسكن أمريكيا الشمالية، ويوجد ما يقارب 60000 دب أشهب في البرية في جميع أنحاء أمريكيا الشمالية، ويصل طول الذكر منه إلى 2.44 متراً، أما عن وزنه فيقدر بحدود 181-282 كيلوغرام، وللدب الأشهب شعر أبيض اللون على طول الكتفين والظهر، وهو ما يمنحه المظهر الأشهب، ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم.
للدب الأشهب رأس كبير ومستدير، كما يعتبر عداء ماهر وسريع للغاية رغم حجمه الضخم؛ فهو من أكبر الدببة حجماً، ومخالبه قد تصل لطول إصبع الإنسان، فهي مميزة عن مخالب الدببة الأخرى.
يأكل الدب الأشهب النباتات كما يأكل اللحوم، ومن أفضل فرائسه الغزلان، والأيائل، والأغنام، وحتى الدببة السوداء، كما كافة أنواع الدببة يفضل الدب الأشهب العيش بمفرده، ويصنف من الدببة المعرضة لخطر الانقراض.
تغذية الدب
يأكل الدب كل ما يقع في يديه من الثمار الجوزية والفواكه والحشرات وأوراق الشجر والنباتات وبقايا الطعام، كما تطيب للدببة أيضاً مخلفات رواد الجبال والغابات، وتعتبر الأسماك، واللحوم، من ضمن نظامها الغذائي، كما يعد العسل من أفضل الوجبات التي يحبها الدب.
يعد كلاً من التكاثر والغذاء والمأوى احتياجات لجميع أنواع الحيوانات، ومن أجل القدرة على تلبية هذا الحاجات لا بد من تكيف الحيوان ليستطيع البقاء والاستمرار، لذلك نجد الحيوانات تختلف في قدرتها على التكيف.
حيث نجد أن الحيوان الذي يعيش في الصحراء يتكيف مع بيئتها الحارة، وكذلك الأمر للحيوان القانط في الأماكن الباردة يتكيف مع البيئات الباردة ليتمكن من البقاء على قيد الحياة، كما أن عملية التكيف تحتاج لسنوات طويلة للوصول للصفات الجسدية الملائمة للبيئة المحيطة، ثم تنتقل هذه الصفات بشكل متوارث عبر الأجيال، فجلد الدب يساعد كثيراً في البيئات التي يتواجد فيها، إضافة للفراء السميك وشكل الجسم فإنهما يساهمان بشكل عام في بقاء الدب على قيد الحياة.
كيف تتكاثر الدببة؟
تتكاثر الدببة بالولادة، وعادة ما تضع الأنثى مواليدها في فصل الشتاء في فترة السبات تحديداً، وتستمر في حمايتها.
تلد الأنثى كل ثلاث إلى أربع سنوات، ويحدث التزاوج في فصل الصيف، هذا وتستمر فترة الحمل من ٦.٥-٩ أشهر تقريباً، وترضع الأم أشبالها بحليب دسم جداً يؤمن لها الدفء، كما يبقى الأشبال مع الأم حتى عمر 28 شهراً تقريباً،ثم يواجهون العالم وحدهم.
تزاوج الدب
تتزاوج كل أنثى لمدة 1.5-2 أسبوع، وبمعدل 10-12 مرة/اليوم، ولا تستمر المغازلة بين الدببة كثيراً، حيث تعد فترة المغازلة قصيرة، هذا ويستمر حمل الدببة في الأسر تقريباً 8 أشهر.
قبل الولادة يتغير سلوك أنثى الدب وتتحول لكائن عصبي، وتستلقي على بطنها فترات طويلة وتفقد شهيتها، وتحدث الولادة في أي وقت من اليوم، ولكن لوحظ بالنسبة للدببة المتواجدة في الأسر أن الولادة غالباً تتم في الليل.
تولد أطفال الدب عمياء وصماء وبلا أسنان وتبقى مع والدتها لموسمين، وعند ما تدخل الأم الدورة النزوية مجدداً تقوم بطرد أشبالها، فيما تبلغ الدببة النضوج الجنسي في حوالي عامها الخامس إلى عامها السابع.
خطر الدب
تعتبر الدببة من أخطر المخلوقات على الكوكب، فعلى الرغم من خجل الدببة، إلا أنها ستهاجم البشر إذا تعرضوا لأشبالها أو نافسوها على الطعام، وجميعها تبادر بالهجوم وهي خطيرة إذ أن فرصة النجاة من هجومها تكاد تكون معدومة، ووفقاً للعلماء فأن عضة الدب خطيرة وتتفوق على عضة الأسد.
إذا كانت الفريسة سريعة فهل تنجو؟ لا يعتقد ذلك، فالدب يمتلك سرعة قادرة على الإمساك بالفرائس واللحاق بها، ولا ننسى المخالب التي تعد سلاح مهم في صراعات الدببة.
أسئلة شائعة
ماذا يطلق على صغير الدب؟
يطلق على صغير الدب اسم الديسم، ويكون عند ولادته أعمى وأصم، ويعتمد على أمه اعتماد كامل قبل أن تتركه بعد ثلاث سنوات من الرعاية، لغرض الإنجاب والتزاوج.
ما اسم أنثى الدب؟
تدعى أنثى الدب بـ جهبر أو جهيزة، وهي ترعى أطفالها وتهتم بهم حتى يتمكنون من الاعتماد على الذات.
