جدول المحتويات
تعرف المستكة بأنها واحدة من المواد التي استخدمت في الشرق الأوسط منذ قرون مضت، وقد جاء ذكرها لأول مرة على لسان أبقراط أبو الطب الحديث؛ حيث استخدمها لعلاج نزلات البرد، ومشكلات المعدة وغيرها من الأمراض، يسلط هذا المقال الضوء على المستكة وقيمتها الغذائية، وفوائدها واستخداماتها المختلفة.
ما هي المستكة؟
المستكة أو علكة المستكة هي مادة صمغية لزجة تستخرج عادة من جذور وسيقان نوع معين من الأشجار، وهي أشجار دائمة الخضرة تسمى البطم العدسي أو أشجار المستكة؛ حيث يتم استخراجها عن طريق عمل شقوق صغيرة في لحاء الشجرة خلال أشهر معينة من السنة، ليبدأ الصمغ بعد ذلك بالخروج على شكل قطرات صغيرة يمكن جمعها والاستفادة منها، والجدير بالذكر هنا أن المستكة تستخدم بشكل واسع في الطب الشعبي البديل في بعض دول منطقة البحر الأبيض المتوسط، وذلك لفوائدها العديدة التي تتضمن: تسكين الألم، والتخفيف من بعض الاضطرابات الهضمية وغيرها الكثير.
شجرة المستكة
اكتشفت شجرة المستكة قبل ما يقارب 1700 عام، وهي واحدة من أجمل الأشجار البرية التي تزرع في كل من: أوروبا، وفرنسا، وإسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وتنمو في المساحات والحقول الخصبة الواسعة، وتحتاج إلى أرض طينية وجو معتدل شبه مشمس وكمية وفيرة من الماء حتى تنمو بشكل جيد، ولكنها في الوقت ذاته قادرة على حماية نفسها من قساوة البرد والجفاف وحتى الحرارة العالية؛ وذلك لحجمها الصغير وسيقانها الرقيقة.
يتراوح طول هذه الشجرة ما بين 5-6 متر ولها أوراق خضراء شبه عريضة، وأغصان بنية رقيقة جداً ومتفرعة بشكل رائع، وهي دائمة الاخضرار ولكنها تموت بسرعة إن تم قطف جزء صغير من أغصانها أو أوراقها، ولها أزهار ذات لون أحمر تنقسم إلى جزئين: ذكري، وأنثوي، ويتحول لونها إلى الأسود في فصل الربيع.
تبدأ هذه الشجرة في إنتاج المستكة بعد مرور 5 سنوات على زراعتها؛ حيث يصل إنتاج الشجرة الواحدة عادة إلى ما يقارب 200 غرام، ويتم جني محصولها في الفترة الواقعة ما بين يوليو (تموز) وحتى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك عن طريق جرح جذع الشجرة وأغصانها من 4-5 مرات وبمعدل مرة واحدة أسبوعياً، حيث تتساقط قطرات المستكة على الأرض من خلال الشقوق مكونة حبات المستكة، ليتم تنقيتها وفرزها فيما بعد لتصبح جاهزة للاستهلاك البشري، والجدير بالذكر هنا أنه لا بد من ترك الشجرة لمدة 15 يوماً بعد جرحها للمرة الخامسة، وذلك حتى تجمد وتغلق كافة الجروح الموجودة فيها.
القيمة الغذائية للمستكة
تتكون المستكة من ما يزيد عن 60 مركباً تضم كلاً من: فيتامين ه، والبوتاسيوم، والنحاس؛ حيث يتوفر هذان المعدنان بتركيز عال في ثمار شجرة المستكة، أضف إلى ذلك أن ثمار وأوراق هذه الشجرة غنية بالزيوت الأساسية التي تمتلك نشاطاً مضاداً للأكسدة، ولكنه أقل من النشاط الطبيعي لمضادات الأكسدة، أما عن صمغ المستكة فهو يتكون من مزيج معقد تشكل الزيوت المتطايرة ما نسبته 2% منه.
أما عن زيت المستكة فهو مكون بشكل أساسي من مركبات التيربينات الهيدروكربونية، ونسبة ضئيلة من الزنك، بالإضافة إلى ما يزيد عن 20 مركباً أهمها الألفا باينين، والذي يشكل قرابة 80% من تركيبته، ويعرف بكونه مضاداً للميكروبات والالتهابات، وبكونه خالياً من البروتينات والدهون والألياف.
أنواع المستكة
تتوفر أنواع عديدة من المستكة تختلف عن بعضها البعض تبعاً لاختلاف المنشأ والنقاء، ويمكن العثور عليها في الأسواق على شكل بلورات أو مطحونة وذلك بالاعتماد على الهدف المرغوب من استخدامها.
طريقة تذويب المستكة
يمكن تذويب المستكة عن طريق وضعها في الماء الساخن والانتظار قليلاً حتى تذوب بالكامل، كما يمكن تذويبها عن طريق وضعها في ملعقة وتعريضها للنار لبضع دقائق.
استخدامات المستكة
- استخدامات الطهي: تستخدم المستكة في صناعة الحلوى التركية والمعمول، وصناعة المكسرات المعطرة المحلاة، كما تضاف للمعجنات، والخبز، والمثلجات، وتضاف لعصير الليمون لمنحه مذاقاً رائعاُ.
- الاستخدامات الصناعية: تستخدم المستكة في تصنيع الورنيش الملمع وخاصة للأجهزة الموسيقية، وتصنيع الصابون العطري، وتصنيع العوازل الكهربائية، وتعطير أواني الماء عن طريق دخان المستكة، كما تستخدم في الدباغة وصناعة النسيج، وتصنيع اللبان والبخور، وتربية النحل، وصناعة معجون الأسنان، وعمليات التحنيط، وإنتاج الإطارات، وتصنيع مبيدات الحشرات، وتستخدم كمادة مثبتة في الطلاء.
- الاستخدامات الطبية: تستخدم المستكة في علاج الجروح المختلفة والمساعدة في التئامها، ومعادلة رائحة الفم الكريهة وذلك من خلال مضغ لبان المستكة، كما تعد عاملاً محفزاً ومدراً للبول، وتستخدم لوحدها كحشوة مؤقتة للأسنان، أو تستخدم كمحلول توضع فيه السدادة القطنية الصوفية قبل غمسها في الكحول.
كيفية علاج جرثومة المعدة بالمستكة
يستخدم الكثير من الأشخاص المستكة لعلاج جرثومة المعدة، وذلك عن طريق أخذ ملعقة من حبوب المستكة ونقعها في كوب من الماء الدافئ لما يقارب 12 دقيقة، والانتظار حتى تذوب بشكل كامل، ومن ثم تناول كوب واحد من هذا المزيج بشكل يومي ولمدة أسبوعين وذلك للحصول على أفضل النتائج، والجدير بالذكر هنا أنه من الممكن أيضاً استخدام المستكة المطحونة بدلاً من الحبوب ومن ثم اتباع الخطوات ذاتها.
فوائد بخور المستكة في البيت
يمتاز بخور المستكة برائحته العطرية المميزة التي تطهر المنزل من الروائح الكريهة، ومسببات الأمراض، وتطرد الحسد والعين والحشرات المختلفة ولا سيما البعوض، وليس هذا فحسب؛ حيث استخدم بخور المستكة منذ القدم لتبخير الأواني المنزلية وذلك لتطهيرها ومنح الأطعمة التي توضع فبها لاحقاً طعماً ورائحة غاية في الروعة، ويتم ذلك عن طريق إشعال الجمر بالنار ووضع عدد من حبات المستكة عليه، ومن ثم وضع أكواب القهوة، والصحون، والأواني المختلفة فوقها بالمقلوب لمدة 10 دقائق حتى تحتفظ بالرائحة.
فروقات مع المستكة
الفرق بين المستكة ولبان الذكر
على الرغم من التشابه الكبير ما بين المستكة ولبان الذكر إلا أنه يمكن التمييز بينهما من خلال بعض النقاط الأساسية وهي:
- المنشأ: تستخرج المستكة من شجرة تنتمي إلى اليونان وتسمى شجرة البطم العدسي، بينما يستخرج لبان الذكر من شجرة تنتمي إلى المناطق الجافة في أفريقيا والشرق الأوسط وتسمى شجرة اللبان المقدس.
- النكهة: تمتاز المستكة بنكهتها الخشبية القوية التي تشبه نكهة الفانيليا، بينما يمتاز لبان الذكر بنكهته الخشبية المرة والحراقة.
- الشكل: تمتاز المستكة بحبيباتها الصغيرة المنتظمة دائرية الشكل، وبرائحتها الزكية ولونها الشفاف المائل للأبيض أو الأصفر، بينما يمتاز لبان الذكر بحبيياته غير المنتظمة ذات الشكل العشوائي، ورائحته العادية الأقرب لرائحة الخشب.
- الاستخدامات الشائعة: تستخدم المستكة في تحضير العديد من الأطعمة المختلفة وذلك لمذاقها ورائحتها المميزة، أما لبان الذكر فلا يستخدم في تحضير الأطعمة وذلك بسبب مذاقه المر، وعوضاً عن ذلك فهو يستخدم في تهدئة آلام المعدة والمفاصل، وتهدئة الجهاز التنفسي، كما يدخل أيضاً في وصفات التجميل والعناية بالبشرة وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الكولاجين.
فوائد المستكة
المستكة وعسر الهضم
يختبر الكثير من الأشخاص عسر الهضم من حين إلى آخر، والذي يعد مشكلة صحية شائعة تظهر عادة على شكل ألم في النصف العلوي من المعدة، يرافقه بعض الأعراض الأخرى المزعجة مثل: حرقة المعدة، والغثيان، والانتفاخ، وفي هذا الصدد فقد أظهرت دراسات عدة أن تناول المستكة قد يكون مفيداً في مثل هذه الحالات؛ حيث تتحول المستكة في البيئة الداخلية الحامضية للمعدة إلى سائل صمغي يساعد على حماية خلايا القناة الهضمية، وذلك لاحتوائه على بعض المواد التي لها خصائص طبيعية مضادة للأكسدة والبكتيريا.
المستكة والفم والأسنان
تفيد المستكة في تحسين صحة الفم بشكل عام وذلك عن طريق مضغها أو تطبيقها موضعياً على اللثة؛ حيث أظهرت العديد من الدراسات أنها تحتوي على مواد قادرة على مقاومة بعض أنواع البكتيريا الفموية المسببة لمرض التهاب دواعم السن، وأنها قد تكون فعالة بشكل أكبر في هذا الصدد مقارنة ببعض أنواع الأدوية المستخدمة في علاج هذا المرض، ونتيجة لذلك يمكن القول بأن المستكة تساعد أيضاً في الوقاية من العديد من المشاكل الصحية الأخرى التي تصيب الفم والأسنان وأهمها التسوس.
المستكة والسرطان
أظهرت بعض الدراسات الأولية أن الزيت المستخرج من المستكة قد يفيد في محاربة بعض أنواع مرض السرطان، لا سيما كل من: سرطان القولون، وسرطان الرئة، وسرطان الدم؛ وذلك لاحتوائه على بعض المواد التي تعمل على قتل بعض أنواع الخلايا السرطانية، ومحاربة نمو الأورام السرطانية، ولكنها بالطبع لا تغني عن علاجات السرطان وإنما يمكن استخدامها جنباً إلى جنب مع هذه العلاجات.
المستكة والقلب والشرايين
أظهرت بعض الدراسات الأولية أن للمستكة فوائد عديدة لصحة القلب والشرايين؛ حيث تعمل على خفض مستويات ضغط الدم وبالتالي تقليل فرص إصابة القلب والأوعية الدموية بأي ضرر ناتج عن ضغط الدم المرتفع، كما أنها تعمل أيضاً على خفض مستويات الكوليسترول السيء في الجسم، ولكن هذه الفوائد جميعها لا زالت قيد البحث والدراسة للتأكد من مدى صحتها.
فوائد المستكة للمرأة
المستكة لتضييق المهبل
أثبتت المستكة فعاليتها في تضييق المهبل والرحم وذلك عن طريق شد أنسجة الرحم المتمددة نتيجة للولادات الطبيعية المتكررة، وتجفيف الماء الزائد في الرحم؛ الأمر الذي يساعد في حدوث التلقيح ويحمي من دخول البكتيريا والجراثيم المسببة للالتهابات النسائية، والتي تعد واحدة من أهم أسباب تأخر الحمل، أما عن طريقة استخدامها فتكون بوضع عدد من حبات المستكة على مبخرة، ومن ثم وضع المبخرة بين القدمين وتغطية البخار المتصاعد بمنشفة وذلك لضمان تصاعده مباشرة نحو منطقة المهبل، والحصول على الفائدة المرجوة.
المستكة والحمل
- تجعل المستكة الولادة الطبيعية أكثر سهولة، كما تحمي من أضرار الولادة القيصرية.
- تساعد في استعادة نضارة البشرة وتوهجها بعد الولادة، كما تحافظ على رطوبتها ونعومتها خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
- تقلل من فرص ظهور البقع الداكنة وحب الشباب والرؤوس السوداء، والتي تعد شائعة جداً خلال فترة الحمل.
- تساعد في خسارة الوزن الزائد بعد الولادة، وذلك عن طريق زيادة معدلات الحرق خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
فوائد المستكة للرجال
تفيد المستكة في علاج بعض المشاكل الجنسية التي يعاني منها الرجال ومنها ضعف الانتصاب، كما تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتساعد في وصولها إلى الأعضاء التناسلية؛ الأمر الذي يقوي الرغبة الجنسية، أضف إلى ذلك أن المستكة تمنح الرجال الطاقة والحيوية وتحسن من أدائهم الجنسي، كما تزيد من القدرة على حدوث الاستثارة الجنسية، وتزيد الخصوبة وكمية السائل المنوي.
أوراق المستكة للتخسيس
يساعد مشروب أوراق المستكة على التخسيس وفقدان الوزن الزائد بمعدل 5-7 كيلو في الشهر الواحد وذلك عند تناوله بانتظام؛ حيث يعمل على حرق الدهون الثلاثية الصعبة الموجودة في منطقتي البطن والفخذين، والتي تسبب ارتفاعاً حاداً للكوليسترول في جسم الإنسان، كما يعمل على حرق الدهون الموجودة في الجسم بصفة عامة، ويساعد في تنظيم عمل الغدد المختلفة في الجسم وبالتالي خسارة الوزن بشكل آمن، ناهيك عن قدرته على تحسين عملية الهضم والوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة مثل: الانتفاخ، والغازات، والقضاء على جميع مشكلات القولون العصبي، أما عن طريقة تحضير واستخدام هذا المشروب فنشير إليها على النحو التالي:
- يتم استخدام فتلتين من أوراق المستكة فقط في اليوم الواحد؛ حيث تستخدم الفتلة الواحدة لإعداد كوبين، وبذلك يتم تناول 4 أكواب من مغلي أوراق المستكة في اليوم الواحد.
- تستخدم الفتلة الأولى قبل الإفطار بربع ساعة وبعد الإفطار بربع ساعة، بينما تستخدم الفتلة الثانية قبل العشاء بربع ساعة وبعد العشاء بربع ساعة.
- يحضر مغلي أوراق المستكة عن طريق وضع الفتلة في الكوب ثم صب الماء الساخن عليها، وتركه مغطى لمدة 5 دقائق قبل تناوله، وعند الرغبة في استخدام الفتلة للمرة الثانية فهي توضع مجدداً في كوب ويصب الماء الساخن عليها، ومن ثم يترك المشروب مغطى لمدة 5 دقائق أخرى قبل تناوله.
أضرار المستكة
على الرغم من الفوائد العديدة التي يحصل عليها الجسم عند تناول المستكة، إلا أنه لم يتم حتى الآن تحديد العواقب الناتجة عن استخدامها بإفراط ولمدة طويلة؛ فنظراً إلى كون شجرة المستكة تنتمي إلى عائلة نباتات الفستق فهي قد تسبب الحساسية للأشخاص الذين يعانون من حساسية من الفستق أو ما يشابهه مثل الكاجو، حيث يمكن أن تكون الحساسية خفيفة مع ظهور بعض الأعراض بالأنف، أو تورم في الشفاه، أو حكة في الفم، وقد تكون أيضاُ حساسية مفرطة تنتشر على الجسم كاملاً؛ الأمر الذي يستدعي الاتصال بالطوارئ أو الدفاع المدني للحصول على المساعدة، وذلك لتجنب حدوث الصدمة أو الغيبوبة، وفي بعض الحالات حدوث فشل في القلب والجهاز التنفسي، وعلى ذلك فإن من أهم الأعراض التي تظهر بعد تناول المستكة والتي تتطلب الحصول على المساعدة الطبية بشكل فوري ما يأتي:
- دوخة أو إغماء.
- طفح جلدي.
- ضيق أو أزيز في التنفس.
- شرى.
- تورم في الوجه، أو الحلق، أو اللسان.
- ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة.
محاذير المستكة
بالإضافة إلى الأضرار التي سبق ذكرها فإن للمستكة بعضاً من المحاذير وهي:
- تجنب الاعتماد الكامل على علكة المستكة كبديل للعناية بنظافة الفم بالطرق المعتادة، وذلك بما يشمل استخدام كل من الخيط والفرشاة.
- استشارة الطبيب قبل استخدام علكة المستكة؛ حيث يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية أو المكملات الغذائية أو العلاجات العشبية بشكل خاطئ.
- استشارة الطبيب قبل استخدام المستكة من قبل الأطفال، أو النساء الحوامل، أو الأمهات المرضعات؛ حيث لم يتم اختبار تأثيرها على هذه الفئات.