جدول المحتويات
ظاهرة الحت
تعد ظاهرة الحت واحدة من الظواهر الطبيعية التي تؤثر بدورها على الصخور والتربة عن طريق فصلهما عن سطح الأرض بحدود مساحة محددة، كما أنّها تعمل على انتقالها إلى مكان آخر، وتشمل ظاهرة الحت ثلاث عمليات متتالية، وهي: التجويف، التآكل، والنقل، وترجع ظاهرة الحت إلى أكثر من مليون عام، فقد ظهرت بالتزامن مع ظهور البشر على وجه الأرض وممارستهم للأنشطة البشرية، مثل عملية التعدين التي تسرع بدورها من حدوث الحت، وممن مميزات ظاهرة الحت أنّها تعتبر يداً تساعد الإنسان على تفتت الصخور وبالتالي الاستفادة من التربة الناتجة من هذا التفتت.
كيفية عمل ظاهرة الحت
تؤثر ظاهرة الحت على المناظر الجيولوجية في البيئة بصورة كبيرة وملحوظة، وهذا من خلال عوامل مساعدة تسمى بعوامل التجوية التي تنقسم إلى نشاطين متلازمين، وهما:
- التفكك الآلي الميكانيكي: تحدث عملية التفكك الميكانيكي نتيجة الاختلاف في درجات الحرارة، أو نتيجة لتعرض الماء لدرجة حرارة منخفضة مما يعمل على تجمده، أو نتيجة لتمدد ذرات بعض الأملاح التي توجد في مسامات الصخور، أو نتيجة لاصطدام مياه المطر والسيول بسطح التربة فينتج عنها فتات من الحجارة، والرمال، والحصى والجلاميد والطين تتشابه كلها بالخصائص الكيميائية ولكنها متفاوتة الحجم والشكل.
- التحلل الكيماوي: يعتبر التحلل الكيماوي مجموعة من العمليات البطيئة، وتحدث هذه العمليات نتيجة لوجود عنصر الماء بأشكاله المختلفة كعمليات التميه، والانحلال، والأكسدة، وهذه العملية هي عملية غير ملموسة ومن الصعب على الإنسان ملاحظة حدوثها بسهولة؛ هذا لأنّ عملية التحلل الكيماوي تنتج عنها مواد ومحاليل (جزئيات ذائبة في الماء) تتفاوت بالخصائص عن الصخور الأصلية.
كيفية تنقل نواتج الحت
- الرياح: تعتبر الرياح أهم ناقل لنواتج الحت، وبالأخص في المناطق الصحراوية، فبواسطتها تنتقل الرمال وتفقد زواياها بسبب التصادم والخدش فتصبح مستديرة وغير براقة.
- مياة الأنهار والتيارات البحرية: تعتبر المياه الجارية أيضًا من أهم طرق تقل نواتج الحت، وتنقسم حمولة المياه الجارية لثلاث حمولات، وهي: الحمولة الذائبة التي تتشكل من الجزيئات القابلة للذوبان بالماء، والحمولة المتدحرجة التي تتكون من الصخور الثقيلة، مثل: الحصى والرمال وغيرها، والحمولة العالقة وتتشكل من الجزئيات الخفيفة، مثل: الطين؛ وهذه الحمولة تكون المسؤولة عن تغير لون مياه الأنهار.
تأثير ظاهرة الحت على شكل المناظر الجيولوجية
ظاهرة الحت تؤثر بشكل واضح على المظاهر الجيولوجية بطريقة إيجابية وسلبية بنفس الوقت، فيتمثل الجانب الإيجابي في مساهمة هذه الظاهرة على ظهور بعض التكوينات الجيولوجية التي تمتاز بالمناظر الطبيعية الخلابة مثل الوادي الأكبر في أمريكا. أما بالنسبة للجانب السلبي فيتمثل في تأثير تلك الظاهرة على الطبقات العلوية من التربة الزراعية الخصبة المنتجة للأراضي الزراعية، وفي نقل المواد الكيميائية الضارة وتجمعها في الأنهار والبحيرات والبحار، كما أنّ تلك الظاهرة تلعب دوراً أساسياً في سد المجاري المائية، وتحويل وتغيير المناظر الطبيعية بشكل مستمر، ومن أهم تلك التأثيرات:
- نحت وصقل الصخور: يعمل انجراف وتحرك الجليد في الأماكن الباردة على تعرض الصخور للنحت والصقل وبالتالي تتراكم الركامات الجليدية الضخمة في قاع الجبل.
- تحلل الصخور: يحدث تحلل الصخور تأثرًا بمياه الأمطار التي تحمل قطراتها ثاني أكسيد الكربون، كما يعمل اصطدام أمواج البحر بالجرف إلى تفتت وتشقق الصخور، ويمكن ملاحظة هذا بسبب وجود حفر عميقة فوق الشواطئ الصخرية التي تمتلئ بالرمل والجراويل والحصى ويطلق على تلك الحفر اسم قدور العمالقة.
- التأثير في الاستسطاحات: يساعد هذا النوع من الحت بجانب التغيرات المناخية وتغير درجات حرارة الماء، وتناوب فترات التجمد والذوبان على المياه الموجودة بداخل الصخور؛ مما يعمل على تشقق وتفتت الكتل الكرانيتية، وبالتالي تتفتت بعض المعادن كالجرانيت بفعل الماء، كما تتشكل الرمال الجرانيتية.
