دليلك الشامل عن الحبهان وفوائده المذهلة : اقرأ

جدول المحتويات

يعرف الحبهان (في مصر) أو القعقلة (في المغرب العربي) أو الهيل (في الجزيرة العربية وبلاد الشام) بأنه واحد من أقدم التوابل في العالم وأكثرها شعبية، وهو نبات معمر زاحف زكي الرائحة ينتمي إلى الفصيلة الزنجبيلية، له ثمار مثلثة الشكل في المقطع العرضي، وهي ذات لون أخضر فاتح أو بني غامق، وفي داخلها بذور سوداء صغيرة تسمى حب الهيل.

معلومات عن حبهان

الحبهان أو الهيل هو نوع من أنواع التوابل المصنوعة من بذور نبات الهيل، حيث يأتي في قرون تحتوي على بذور صغيرة داكنة ولزجة، وله نوعان رئيسيان هما: الهيل الأخضر، والهيل الأسود، وموطنه الأصلي هو جنوب الهند ولكنه ازدهر أيضاً في غواتيمالا لتصبح أكبر منتج للهيل منذ ذلك الوقت، ويعد واحداً من أغلى أنواع التوابل حول العالم وذلك لرائحته التي تجمع ما بين رائحة النعناع والأوكالبتوس، والتي تميزه عن غيره من التوابل، وله استخدامات عديدة تتعدى استخدامه لإضافة نكهة للأطباق المختلفة؛ حيث استخدم في الطب التقليدي والهندي لآلاف السنين، وكان له دور كبير في علاج العديد من الأمراض المختلفة مثل: أمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها.

القيمة الغذائية لحبهان

تكتسب حبوب الهيل رائحتها وطعمها المميز من توفر مجموعة من الزيوت الثابتة والمتطايرة في بذورها؛ حيث تتألف حبة الهيل من: 10% بروتينات، و 20% ماء، و 42% سكريات، و 20% ألياف، و 2% دهون، بالإضافة إلى مجموعة من العناصر الغذائية التي تعرف بتأثيرها المضاد للأكسدة، وبعض المعادن المختلفة ومنها المنغنيز، وعلى ذلك نشير فيما يأتي إلى القيمة الغذائية لكل 100 غرام من الحبهان أو الهيل على النحو التالي:

الفسفور	178 ملليغرام
الكالسيوم	383 ملليغرام
المنغنيز	28 ملليغرام
الزنك	7.47 ملليغرام
البوتاسيوم	1119 ملليغرام
الصوديوم	18 ملليغرام
المغنيسيوم	229 ملليغرام
الحديد	13.97 ملليغرام
النياسين	1.1 ملليغرام
فيتامين ج	21 ملليغرام

أنواع الحبهان

الهيل الأخضر: هو أفضل أنواع الهيل؛ حيث يعود أصله إلى جنوب الهند وسريلانكا، ويزرع الآن في مناطق أخرى مثل: نيبال، وتايلاند، وأمريكا الوسطى، ويستخدم على نطاق واسع في الشرق الأوسط، وغالباً ما يتم حصاده يدوياً قبل أن تصل النبتة إلى مرحلة النضوج؛ وذلك لأن القرون المتعددة لكل نبات تنضج بطريقة مختلفة، وهو ذو نكهة قوية ومميزة جعلته ثالث أغلى أنواع التوابل في العالم بعد الزعفران والفانيليا، حيث تكفي فقط حبة أو اثنتان منه لإعطاء الطبق مذاقاً غاية في الروعة، كما يمكن استخدامه مطحوناً عوضاً عن استخدام القرون الكاملة أو الحبوب؛ ولكن الأفضل هو استخدام الحبوب الكاملة وذلك للحفاظ على الزيوت الأساسية فيها.
الهيل الأسود: يتراوح لون هذا الهيل ما بين الأسود والبني الغامق ويأتي بطول يتراوح ما بين 2-5 سم، ويحتوي في داخله على بذور صغيرة لزجة داكنة وذات رائحة تشبه رائحة الحمضيات، ويزرع في نيبال وفيتنام والصين ويتم حصاده بعد فترة من نضوج النبات ومن ثم يجفف على النار، وهو ذو نكهة مدخنة غريبة تشبه نكهة الكافور، وتشبه نكهة النعناع في بعض الأحيان، والجدير بالذكر هنا أن الهيل الأسود لا ينتمي إلى عائلة الهيل الأخضر ذاتها ولذلك يجب عدم الخلط بينه وبين الهيل الأسود الصيني، أما عن استخداماته في الطب الصيني فتتلخص في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي الشائعة مثل: الانتفاخ، وعسر الهضم، والغثيان.
الهيل الأبيض: يأتي هذا النوع عن طريق تبييض قرون الهيل الخضراء، ويستخدم بشكل أساسي في المطبخ الهندي والإندونيسي وذلك لنكهته المشابهة جداً لنكهة الهيل الأخضر، كما يستخدم أيضاً في كمبوديا وتايلاند وذلك لتجهيز المشروبات، والحلويات، والصلصات الطرية.

شراء وحفظ الحبهان

إن أفضل طريقة لشراء الهيل هي شراء الحبات الكاملة وطحنها حسب الحاجة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون الحبوب ذات لون أخضر ليموني، وشكل بيضاوي وقشرة تشبه الورق، وعند الرغبة بشراء الهيل المطحون لا بد من معرفة أنه لن يكون ذو نكهة قوية مثل الحبوب الكاملة؛ حيث تقل المركبات المتطايرة الموجودة فيه والتي تعطيه النكهة بمجرد أن يتعرض للهواء.

أما عن أفضل طريقة لحفظ الهيل سواءً كان كاملاً أو مطحوناً فهي وضعه في وعاء محكم الإغلاق، ومن ثم حفظه في خزانة مغلقة بعيداً عن الرطوبة، مع مراعاة أن يكون الوعاء مظلماً وذلك لحساسيته تجاه الضوء الساطع، وأن لا يكون مصنوعاً من البلاستيك؛ حيث يحتوي الهيل على مجموعة من المركبات الكيميائية التي قد تتفاعل معه بشكل مضر للصحة، والأفضل هنا هو استخدام العلب المصنوعة من البورسلان أو المعدن غير القابل للصدأ.

استخدامات الحبهان

يحسن عملية الهضم، ويعالج اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة مثل: عسر الهضم، والانتفاخ، والإمساك، والغازات.
يعالج نزلات البرد، والرشح، والسعال، والربو، والتهاب الحنجرة والشعب الهوائية.
يقلل من حدة الأعراض التي ترافق متلازمة القولون العصبي.
يعزز من قدرة جهاز المناعة على مقاومة العدوى والأمراض المختلفة.
يخلص الجسم من السموم الزائدة مثل اليوريا.
يقلل من خطر الإصابة بمرض السرطان.
يقلل من حدة الاكتئاب، ويعالج الوهن والضعف العام.
يفتت الحصى ويعالج الكلى ويعد مدراً جيداً للبول؛ حيث يعود السبب في ذلك لاحتوائه على الديتوكسفير المدر للبول، والذي أثبت قدرته على تنظيف الكلى والمثانة والمسالك البولية، وتخليصها من الماء الزائد والأملاح.
يقلل من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الدموي وتصلب الشرايين، ويمنع حدوث الجلطات الدموية وذلك لقدرته على خفض ضغط الدم المرتفع.
يعالج التقرحات في الفم، ويطهره ويخلصه من الروائح الكريهة.
يعالج المشاكل المتعلقة بسوء التغذية، ويعد فاتحاً للشهية.
يقلل من الآلام المرافقة للطمث عند السيدات.
يعالج الضعف الجنسي ويحسن الرغبة والقدرة الجنسية.
يحسن صحة الشعر وفروة الرأس بشكل عام؛ حيث يساعد في التخلص من القشرة والفطريات في حال وجودها، ويقوي بصيلات الشعر ويزيد من كثافته.
ينظف البشرة ويمنحها النضارة والحيوية، ويؤخر ظهور علامات التقدم في السن كالتجاعيد والخطوط، وذلك من خلال غسل البشرة بمنقوع الحبهان بانتظام.
يزيل زنخ الأطعمة الغليظة مثل اللحوم، ويمنحها مذاقاً طيباً.

فوائد حبهان للجسم

عند استخدام الحبهان أو الهيل بصورة منتظمة يمكن الحصول على مجموعة من الفوائد التي نذكرها تباعاً على النحو التالي:

حبهان وجهاز الدوران

يساعد الحبهان أو الهيل في تقوية وتحسين أداء جهاز الدوران بشكل عام؛ حيث يمتلك القدرة على تقوية الدورة الدموية في الجسم، وخفض ضغط الدم المرتفع، وخفض مستويات الكوليسترول الضار، بالإضافة إلى الحماية من تخثر وتجلط الدم؛ الأمر الذي يقلل من فرص الإصابة بالنوبات القلبية.

حبهان والجهاز الهضمي

يساعد الحبهان في تحسين الهضم بشكل ملحوظ، ويعود الفضل في ذلك لاحتوائه على مجموعة من المواد التي تساعد على علاج الغثيان والتقيؤ، وتحفز إنتاج بعض الأحماض الخاصة بالهضم في المعدة، وتحمي من بعض مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة مثل: الارتجاع المعدي المريئي، والإسهال، وقرحة المعدة.

حبهان والجهاز التنفسي

نتيجة لاحتوائه على عدد من العناصر والمركبات الغذائية المختلفة، يساعد الحبهان في تسهيل التنفس وذلك من خلال تحسين الدورة الدموية في الرئتين، كما يخفف من أعراض الربو مثل: الكحة، وانقطاع النفس، ويساعد في علاج بعض الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي مثل التهاب القصبات، ناهيك عن قدرته على مكافحة الالتهابات المختلفة التي قد تتعرض لها الأغشية المخاطية في الممرات التنفسية.

حبهان والكبد

يلعب الحبهان دوراً أساسياً في تحسين صحة الكبد وتخليص الجسم من السموم وخاصة إن استخدم بصورة منتظمة؛ حيث يمنع تراكم الدهون ويقلل من احتمالية الإصابة بمرض الكبد الدهني.

حبهان للفم والأسنان

بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا يؤثر الحبهان بشكل إيجابي على صحة الفم والأسنان؛ حيث يساعد استعماله بصورة منتظمة على تعقيم فجوات الأسنان من البكتيريا، ومنع تراكم طبقة البلاك على أسطح الأسنان، وبالتالي تجنب العديد من المشاكل مثل: أمراض اللثة، وتسوس الأسنان، ورائحة الفم الكريهة؛ الأمر الذي جعله يدخل في تركيبة العديد من أنواع الغسولات المخصصة للفم.

فوائد حبهان للأمراض

استخدم الحبهان منذ القدم في علاج العديد من الأمراض، حيث جاء ذكره في العديد من مدونات الطب اليوناني القديم، ونصائح الطب الشعبي في العديد من المناطق المختلفة حول العالم، وعلى ذلك نشير فيما يأتي إلى بعض من فوائد الحبهان في علاج الأمراض المختلفة:

حبهان والسرطان

أشارت مجموعة من الدراسات إلى أن الحبهان قد يساعد في مكافحة مرض السرطان؛ حيث يحتوي على مجموعة من المواد والعناصر الغذائية التي قد تساعد في زيادة نشاط بعض الانزيمات، والتي لها قدرة محتملة على مهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، إضافة إلى ذلك فقد أشارت دراسة أولية إلى أن الحبهان يساعد أيضاً في منع انتشار السرطانات، وذلك من خلال منع الخلايا السرطانية من الانقسام والانتشار.

علاج الاكتئاب

يفيد زيت الهيل المركز في علاج الاكتئاب وذلك لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية والكيميائية؛ حيث يستخدم في التدليك الذي يعمل بدوره على تعزيز الصحة وتنشيط الدورة الدموية وبالتالي تحسين الحالة النفسية، كما يمكن وضعه أيضاً في جهاز التعطير المنزلي واستنشاق رائحته، وبالمقابل يمكن أيضاً تناول المشروبات التي تحتوي على الهيل مثل القهوة العربية، كما يمكن تناول كوب من الحليب المضاف إليه القليل من مسحوق الهيل وذلك للحصول على الفائدة ذاتها.

حبهان والسكري

أشارت العديد من الدراسات التي أجريت على الهيل أنه مفيد جداً لمرضى السكري؛ حيث يحتوي على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة التي تعمل على تحفيز الأريسيين المسؤول عن حساسية الجسم للأنسولين، ويضبط مستويات السكر في الجسم، ويقلل مستويات الكوليسترول الموجود في الدم، وبالتالي فهو يقلل من الأعراض التي تظهر على مرضى السكري بشكل ملحوظ.

حبهان والربو

أثبت الحبهان أو الهيل فعاليته في التخفيف من حدة مشاكل الجهاز التنفسي المختلفة ومنها الربو؛ حيث أشارت بعض الدراسات الطبية إلى أن المستخلصات الخام منه تساعد في استرخاء أنسجة القصبة الهوائية، وبالتالي تحسين عملية التنفس وتقليل أعراض الربو.

حبهان والضغط

يساعد الحبهان في السيطرة على ضغط الدم المرتفع وذلك لغناه بمضادات الأكسدة المعروفة باسم الفلافونويد، ناهيك عن غناه بعنصر البوتاسيوم الذي له دور أساسي في تعزيز صحة القلب، وبالتالي التأثير بشكل إيجابي على ضغط الدم، أضف إلى ذلك أنه يساعد في خفض مستويات التوتر والاكتئاب والتي تعد من أهم مسببات ارتفاع ضغط الدم.

أضرار ومحاذير الحبهان

يعتقد بأن تناول حبوب الهيل كمكملات غذائية خلال فترة الحمل غير آمن بتاتاً، بل وتوجد تخوفات من كونه مسبباً للإجهاض، أما بالنسبة للمرضع فلا توجد أية معلومات أكيدة حول كونه آمناً خلال فترة الرضاعة الطبيعية، ولذلك لا بد من توخي الحذر واستشارة الطبيب المختص.
ينصح الأشخاص المصابين بحصوات المرارة بتجنب تناول كميات كبيرة من الهيل تتجاوز تلك المستخدمة في الطبخ بشكلها الطبيعي؛ كما ينصح أيضاً بتجنب تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الهيل وذلك لأنها يمكن أن تسبب المغص والتشنجات.
تشير بعض الدراسات العلمية إلى أن الحبهان يسبب حساسية جلدية عند بعض الأشخاص، ما يحتم عليهم تجنب تناوله بشكل تام.
يمكن أن يؤثر مستخلص الهيل على عمل جهاز الغدد الصماء، وهذا بدوره يؤثر على مستقبلات بعض الهرمونات في الجسم ويغير من مستوياتها، ومن أهمها: هرمون الأندروجين، وهرمون الإستروجين.
يؤثر بشكل سلبي على أصحاب الضغط المنخفض وذلك لقدرته على خفض ضغط الدم.