جدول المحتويات
الرويبضة هو الرجل التافه الذي يتكلم بأمور العامة، أو الفاسق الذي يسخّر الدين لخدمة شهواته وأهوائه، والزمن الذي يكثر فيه الرويبضة زمن تكثر فيه الفتن، وهو من العلامات المرتبطة بقيام الساعة، وخروج الدجال، فعلى المسلم أن يداوم على التعوذ من الفتن في صلاته وقيامه.
يتناول المقال المواضيع التالية:
- التعريف بلفظ الرويبضة لغةً واصطلاحًا.
- ذكر زمن الرويبضة وحال الناس فيه.
- الصفات التي يُعرف بها الرويبضة.
من هو الرويبضة؟
الرويبضة لغةً تصغير الرابضة وهو راعي الربيض أي الغنم، والهاء للمبالغة، وقيل الرويبضة هو العاجز الذي رَبَض عن معالي الأمور، وقعد عن طلبها، وزيادة التاء للمبالغة، وصيغة التصغير هنا للتحقير والإذلال، أمّا معنى الرويبضة اصطلاحًا فهي الرجل السفيه الذي لا عقل له، وحديثه يخلو من الرزانة أو الكياسة، عندما يتحدث في أمور العامة، ولا يملك من المعرفة أو العلم الكافي لخوض في الأمور الحاسمة والكبيرة، ودليل ذلك رواه أنس بن مالك وأبو هريرة – رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ . قِيلَ: وما الرُّويْبِضةُ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ” [صحيح الجامعl خلاصة حكم الحديث: صحيح]، وفي حديث آخر فسّر الرسول عليه الصلاة والسلام الرويبضة بالرجل الفاسق، ودليل ذلك ما رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إنَّ أمامَ الدَّجَّالِ سنينَ خدَّاعةً يُكَذَّبُ فيها الصَّادقُ، ويصدَّقُ فيها الكاذبُ، ويخوَّنُ فيها الأمينُ، ويؤتَمنُ فيها الخائنُ، ويتَكَلَّمُ فيها الرُّوَيْبضةُ. قيلَ: وما الرُّوَيْبضةُ؟ قالَ: الفُوَيْسقُ يتَكَلَّمُ في أمرِ العامَّةِ” [الصحيح المسندl خلاصة حكم المحدث: حسن].
ما هو زمن الرويبضة؟
بيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ زمن الرويبضة يكون قبل خروج الدجّال، وتكون علامة من علامات قرب خروجه، بقوله صلى الله عليه وسلم: “إن أمام الدجال سنين خداعات”، فهذا الحديث ربط زمن الرويبضة بقيام الساعة، فهي من علاماتها، أي تكون قبل الساعة أو بين يدي الساعة، أو أمام الدجّال.
حال زمن الرويبضة
الحديث المذكور أعلاه يبين حال زمن الرويبضة، بأنه زمن تختل فيه الموازين، وتضطرب فيه المعايير، وتنتشر فيه الفواحش والفساد، ويصبح لا مكان للصالحين فيه، إذ يُكذّب الصادق، ويصدّق الكاذب، ومثله يخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن، لذلك يعتبر زمن تكثر فيه الفتن التي تمسي بالمسلم كافر، وبالكافر مسلم، ومن أبرز العوامل التي ساهمت في ظهور زمن الرويبضة ابتعاد العباد عن نهج الله القويم، ما أدى لنشوء جيل بعيد كل البعد عن دينه، ويأخذ غير المسلمين قدوةً له، إلى جانب الانفتاح على الحضارات الأخرى من غير المسلمين والتأثّر بهم، والاقتداء بهم، وهو ما نشهده في زماننا هذا، فيجب على المسلم التمسك بدينه، واعتزال التافهين، والفاسقين، والتعوذ الدائم من الفتن ما ظهر منها وما بطن كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام.
صفات الرويبضة
من الحديثين المذكورين في الفقرة الاستهلالية، يمكن التعرف على الرويبضة من خلال الصفات التالية:
- يخوض بأمور الدين دون أي يكون على علم بها، أو متفقه بها.
- يظهر على الرويبضة أنه يهتم بأمر الأمة والدين، ويعمل لإحقاق الحق والإنصاف، ولكنه حقيقةً عكس ما يُظهر.
- يتّبع أهواءه ورغباته هو دون الاكتراث لأمر الدين أو الأمة.
- يدّعي الرويبضة أنه عالم، وتقي، ولكنه في الحقيقة غير ذلك، فهو في معيار الأخلاق والدين لا يساوي شيئًا، ولا يزن في ميزان التقوى نقيرًا.
- يتملّق دائمًا أصحاب السلطة والجاه، وينافقهم حتى على ضلالهم، ليحقق مآربه الشخصية.
- شخص كاذب لا يصدق، وإذا أؤتمن على أمانةٍ ما خانها.
- التعلق بالدنيا وشهواتها.
- قليل العلم والعقل، وقليل المكانة في قومه.