إذا كنت من مُحبّي السباحة والغوص في أعماق البحر وصادفتك سمكة دجاجة البحر الجميلة الجذابة الملونة؛ فاحذر أن تنخدع بألوانها الزاهية الفاتنة للنظر، وأن تحاول تصويرها دون اتخاذ مكان آمن لك من أشواكها، وإيّاك أن تعتقد أنك تستطيع حملها واكتشافها؛ فهي لُغم موقوت وسمّ مدفون كفيلٌ بإحداث حالة وهن وإعياء عامّ قد تودي بحياتك.
يتناول المقال الحديث عن دجاجة البحر، ويشمل:
نبذة عن دجاجة البحر.
معلومات عن دجاجة البحر.
أشواك دجاجة البحر.
الإصابة من دجاجة البحر.
نبذة عن دجاجة البحر
سمكة التنين الحمراء أو دجاجة البحر، (الاسم العلمي: pterois volitans)؛ تنتشر بشكل شائع وبكثرة في ولاية البحر الأحمر قرب الشعاب المرجانية، يكمن جمال هذه السمكة بروعة ألوانها الجذابة المتناسقة في شكل خطوط بيضاء وحمراء متبادلة، وبعضها زرقاء وبيضاء، وتبدو متباهية بجمالها حول الشعاب بعكس عقربة البحر قبيحة المنظر التي تتلون لتختفي بلون المكان المتواجدة فيه، ودجاجة البحر من الأسماك بطيئة الحركة، وهي ليست هجومية إلا عند إزعاجها أو محاولة مسكها أو اصطيادها.
نشر موقع حاي بو العبري العثور على أسماك دجاجة البحر على شاطئ الكرمل في مدينة حيفا، وذلك في الثالث عشر من يوليو من العام 2021، وجاء في الخبر أنه من المرجح مشاهدة أنواع مختلفة من الأسماك على الشاطئ نتيجة التغييرات البيئية من جهة، وما حدث مع السفينة الجائحة في قناة السويس والتي عطلت حركة المرور، فأدى ذلك إلى التأثير على أسماك المنطقة حسب ما ذكر المصدر من جهة أخرى.
معلومات عن دجاجة البحر
سُمّيت الدجاجة البرية بهذا الاسم لإقبالها وإدبارها، يُقال دجّ القوم دجيجاً أي مشوا مشياً رويداً في تقارب خطوات، وهو أن يقبلوا ويدبروا؛ ومن هذا المعنى العربي البحت نستنتج لماذا سميت دجاجة البحر بهذا الاسم كدليل على بطء حركتها وقلّتها.
دجاجة البحر، أسد البحر، أو فراشة البحر؛ جميعها مسميات مختلفة لهذه السمكة متناهية الجمال التي أبدع الخالق تصويرها ووهبها بالرغم من ضعفها وهشاشة جسمها وسائل دفاعية قوية تخفيها تحت جسدها الملفت للانتباه، هذا المزيج اللوني المتناسق والخطوط المتمادية على طول جسدها تسلب أبصار معجبيها فيتهافتون لالتقاط الصور لها، لكنها عندما تشعر بالخطر تباغتهم بضربة مفاجئة فتزرع سمومها وتقودهم إلى مرحلة الخطر، وتبيض دجاجة البحر الواحدة عدة ملايين من البيض في الوقت الواحد وتتركها حرة؛ فمنها ما يؤكل، ومنها ما يفسد، والقليل من البيض ما يفقس ويخرج منه السمك.
شكل دجاجة البحر
جسمها طولي الشكل، وقد يصل في بعض الأحيان إلى 38سم، وتتميز بظهور ريشيّ على الزعانف الظهرية، كما أن للزعانف الجانبية أيضاً ما يشبه الريش، ولديها زعنفة صدرية مروحية الشكل، وإن معظم الأنواع من دجاجة البحر تتميز بوجود شوكتان ريشيتان فوق العينين، إلا أن بعض الأنواع منها لا توجد لديها تلك الأشواك، وألوان دجاجة البحر عبارة عن خطوط طولية متناوبة من البني والأبيض أو الأحمر في بعض الأنواع.
حجم دجاجة البحر
يبلغ أعظم حجم لهذا النوع من الأسماك بين 300-380 ميليمتر؛ أي مايقارب (11.8-15) إنشاً.
وزن دجاجة البحر
يتراوح وزن دجاجة البحر حوالي 1.2 كيلوغراماً.
صفات دجاجة البحر
تصنف دجاجة البحر من مملكة حقيقيات النوى ثنائيات التناظر ثانويات الفم، وهي من شعبة الحبليات شعيبة الفقاريات الفكية، وتنتمي إلى الأسماك العظمية شعاعية الزعانف، وهي من قسم الحرشفيات المشطية شوكيات الزعانف، ومن رتبة عقربيات البحر فصيلة عقارب البحر من جنس سمكة التنين.
تتواجد هذه الأسماك بشكل واسع على امتداد البحر الأحمر، وتتواجد أيضاً في نطاق يمتد من غرب أستراليا وماليزيا شرقاً إلى بولينيزيا الفرنسية وجزر بيتكيرن، كما تتواجد أيضاً على سواحل اليابان وكوريا الجنوبية، وقد تم العثور على دجاج البحر في فلوريدا في الولايات المتحدة لأول مرة، وذلك في عام 1990؛ حيث بيّن بعض العلماء أن وجودها ناتج عن إعصار آندرو، إلا أن البعض عارض هذه النظرية بقولهم أنهم شاهدوا دجاج البحر قبل الإعصار وذلك في عام 1985م.
دجاجة البحر من الأسماك الليلية، كما يمكن رؤيتها في الساعات المبكرة من النهار، وربما يعود ذلك لطبيعة حياتها وقلة حركتها؛ فهي تفضل الابتعاد عن الازدحامات، وتختار الأوقات التي يندر فيها وجود أسراب الأسماك الأخرى، فهي سمكة هادئة الطباع بطيئة الحركة، تتواجد بكثرة عند الشعب المرجانية، وتفضل المكوث عند الشقوق والمنحدرات المرجانية؛ فهي سمكة انعزالية، كما عثر على الكثير منها في الكهوف، وفي حطام السفن والأنقاض البحرية بشكل منفرد أو زوجي، وهي تتواجد ما بين عمق 38سم إلى 55م / 180 قدم.
تتغذى دجاجة البحر على الأسماك الصغيرة والقشريات البحرية؛ فهي ليست من الأسماك المفترسة كسمكة القرش، ولا تعتمد أسلوب المطاردة للفريسة، وإنما تحاصر فريستها بفرد زعانفها الصدرية والجانبية، ثم تقوم بفتح فكها مسافة كبيرة تكفي لابتلاع الفريسة دفعة واحدة، وهناك بعض الأقوال السائدة التي تقول بأن دجاجة البحر تستخدم زعانفها الظهرية لالتقاط الفرائس، ولكن ثبت علمياً أن تلك المعلومات غير صحيحة؛ فهي تستخدم الزعانف الظهرية السامة فقط للدفاع عن نفسها ولرد الهجوم من أعدائها.
أشواك دجاجة البحر
دجاجة البحر من الأسماك السامة؛ حيث يكون على جسمها 18 شوكة سامة تتوزع كالتالي:
13 شوكة سامة على الظهر، ونلاحظ أن هذا العدد للأشواك موضعه على الظهر يساعد السمكة على ردّ الهجوم الموجّه إليها والدفاع عن نفسها.
شوكتان على البطن.
3 أشواك شرجية.
تكون تلك الأشواك نحيفة وأسطوانية الشكل يتراوح طولها ما بين 10- 20سم، ويوجد في تجويف كل شوكة غدة سمية تفرز السم عند دخول الشوكة في جسم ما.
الإصابة من دجاجة البحر
دجاجة البحر كما ذكرنا هي سمكة هادئة ومسالمة بطبعها؛ فهي لا تهاجم إلا إذا تعرضت للأذى أو أحست بالخطر المحدق بها؛ لذلك فهي كمعظم الأسماك تكون ردة فعلها دفاعية وليست هجومية، حيث أنها إذا شعرت بالعدو يقترب منها تقوم بمهاجمته عن طريق الانحناء والهجوم نحوه بالزعانف الظهرية السامة، ولكن هذا السلوك يكون فقط في حالة إزعاجها أو إخافتها، ومع ذلك فقد لوحظ في فترة سابقة في خليج العقبة في البحر الأحمر أن بعض أسماك دجاجة البحر قد تهاجم الغواصين، ورجح الخبراء هذا التصرف إلى كثرة إزعاج هذه السمكة من قبل الغواصين؛ مما دفعها إلى التصرف بسلوك عدواني تجاههم، على عكس ما هو سائد لدى البعض فإن سم دجاجة البحر لا يؤدي إلى الوفاة، ولكن يسبب آلام مبرحة نتيجة الجروح التي تسببها أشواكها، وتفرز دجاجة البحر السم عن طريق الشوكة التي تكون أسطوانية الشكل وبداخلها الغدة السمية، وما إن تدخل الشوكة السامة في جسم ما حتى تفرز الغدة السمية السم إلى خارج الشوكة من طرفها المدبب.
في حال تمت إصابة الإنسان بأحد أشواك دجاجة البحر؛ فإن أعراض التسمم قد تستمر حوالي 72 ساعة وهذه الأعراض هي:
ألم شديد جداً في موقع الإصابة مع تورم مكان الإصابة.
صداع وغثيان وقيء مع ارتفاع في درجة حرارة المصاب.
ضعف عام وهبوط في الدورة الدموية قد يرافقها صعوبة في التنفس.
تورم في الغدد اللمفاوية كرد فعل دفاعي من الجسم تجاه السم.
طريقة الإسعاف والعلاج
بداية يجب إخراج الأشواك من مكان الإصابة باستعمال ملقط، كما يمكن استخدام مشرط لعمل جرح مكان الإصابة والضغط عليه حتى يخرج الدم ومعه السم، ثم غسل مكان الإصابة بمحلول ساخن من برمنجنات البوتاسيوم تركيز 5% لتعقيم مكان الإصابة، ويستحبّ تهدئة المصاب من الصدمة العصبية ونقله إلى أقرب مركز طبي وإعطائه مصل مضاد للكزاز، وقد يحتاج المصاب إلى أوكسجين في حالة ضيق التنفس، كما يفضل إعطاء المصاب مصل ضد سم العقرب وإعطائه مسكن وخافض للحرارة.
