جدول المحتويات
التسمم بالمواد الكيميائية
يعدّ التسمم بالمواد الكيميائية نوعًا من أنواع التسمم الذي قد يحدث نتيجة استنشاق المواد الكيميائية أو الغازات؛ كغاز أول أوكسيد الكربون أو الحقن بها أو ابتلاعها، ومن الممكن أن يتسبب التسمم بالمواد الكيميائية إلى الوفاة في كثير من الأحيان.
ما هو علاج استنشاق المواد الكيميائية
من المهم عند استنشاق أو ابتلاع أي مواد كيميائية أو الاشتباه بوجود حالة تسمم بالمواد الكيميائية إجراء الإسعافات الأولية اللازمة للشخص، وينبغي الإشارة إلى ضرورة التأكد من الإصابة بحالة التسمم بالفعل فقد تتشابه أعراض التسمم مع أعراض حالات مرضية أخرى؛ كالنوبات، والسكتات الدماغية، وتفاعلات الأنسولين، والتسمم الكحولي، وبجميع الأحوال بعد التأكد من وجود استنشاق للمواد الكيميائية ينبغي الاتصال بمركز السموم أو مركز الرعاية الطبية بشكل فوري، والقيام بإخراج الشخص لاستنشاق الهواء النقي بشكل سريع، أمّا إذا كان التسمم ناتجًا عن ابتلاع مواد كيميائية فمن المهم إزالة أي بقايا للمواد الكيميائية في فم المصاب، وعند معرفة المادة التي تمّ ابتلاعها ينبغي قراءة التعليمات المكتوبة على العبوة والتي تشرح الإجراءات عند حدوث حالة تسمم بالمواد الكيميائية، وإذا كان التسمم جلديًا؛ أي أنّ المواد الكيميائية موجودة على الجلد؛ فينبغي إزالة الملابس التي يرتديها المصاب بشكل فوري، وذلك باستخدام القفازات ثمّ غسل المنطقة التي تعرضت للمادة الكيميائية بالماء الفاتر أو البارد ولمدة تتراوح ما بين 15-20 دقيقة، وإذا دخلت المادة في العين ينبغي غسلها لمدة 20 دقيقة.
من الضروري عندما يتقيأ المصاب أن يتم قلب رأسه إلى الجانب وذلك لمنع إصابته بالاختناق، وعندما لا يسعل المصاب أو يتحرك أو لا يتنفس؛ أي غياب أي مظهر من مظاهر الحياة؛ فلا بدّ من بدء الإنعاش الرئوي القلبي، وإن كان ذلك موجودًا فينبغي جمع اللصاقات أو العبوات التي تمّ استنشاقها وتسليمها لمركز الرعاية الطبية، فهذا يفيد في تحديد العلاج المناسب بشكل سريع، وينبغي التحذير من تناول شراب عرق الذهب أو فعل أي إجراء بهدف تقيّؤ المصاب، وتوصي الرابطة الأمريكية لمراكز مكافحة السموم والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم أخذ شراب عرق الذهب عند حدوث حالة تسمم بأي نوع من أنواع المواد الكيميائية، ومن الممكن أن تكون هذه الإجراءات كافية لعلاج استنشاق المواد الكيميائية ولكن من المهم مراجعة الطبيب ونقل المصاب إلى المستشفى في الحالات التالية:
- عند توقف المصاب عن التنفس أو وجود صعوبة فيه.
- التعرض لنوبة مرضية.
- الشعور بالنعاس أو الدوخة أو عندما يفقد الوعي.
- التوتر وعدم الراحة.
- عدم القدرة على السيطرة على المصاب.
- التأكد ومعرفة إنّ تمّ استنشاق مواد كيميائية أو غير كيميائية بطريقة مقصودة.
عند الوصول للمستشفى سيتم طرح العديد من الأسئلة على المسعفين كعمر ووزن الشخص، وما هي الأدوية التي يتناولها المصاب، وهل تتوافر معلومات عن ماهي المادة الكيميائية التي تمّ استنشاقها، وهل تمّ تقدير الكمية أو الفترة التي بقي المصاب يستنشق فيها المادة،، ويعتمد العلاج على الأعراض التي ظهرت على الشخص ومعرفته والمادة التي تمّ استنشاقها، وبجميع الأحوال تتضمن العلاجات في المستشفى الخيارات التالية:
- الفحم النشط: يمكن أن يعطى الشخص المصاب بالتسمم الكيميائي الفحم النشط، وذلك لأنّه يمنع امتصاص المواد السّامة في الدّم.
- الأدوية المضادة للصرع: قد يعاني الشخص الذي استنشق مواد كيميائية من نوبات الصرع؛ وعليه فإنّ الطبيب يصف الأدوية المضادة للصرع.
- الأدوية المهدئة: يمكن إعطاء الشخص الأدوية المهدئة إذا كان هائجًا.
- جهاز التنفس: قد تستدعي الحالة وضع جهاز التنفس الاصطناعي، وبشكل خاص إذا كان الشخص لديه صعوبة أو توقف في التنفس.
ما هي أعراض التسمم الكيميائي
يتسبب التسمم الكيميائي بإظهار مجموعة من الأعراض والتي تختلف باختلاف المادة التي تمّ استنشاقها، وبجميع الأحوال تتضمن أعراض التسمم الكيميائي الآتي:
- التقيؤ.
- الغثيان.
- التعب والإرهاق.
- ألم في الحلق وقد يكون شديدًا.
- صعوبة في التنفس.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم ويرافقها ألم.
- ظهور حروق على الفم والشفتين.
- تشنجات.
- فقدان في الوعي في بعض الحالات.
- النعاس.
- تقلصات في المعدة.
- تغيّر في سلوك الشّخص.
تشخيص التسمم الكيميائي
يجري الطبيب مجموعة من الفحوصات والإجراءات بهدف الكشف عن
- تحليل الدّم: يجري الطبيب تحليلًا للدم، وذلك بهدف الكشف عن مستويات الجليكوز في الدّم والمواد الكيميائية التي تمّ دخولها إلى الجسم عن طريق الاستنشاق.
- تحليل السموم: فيه يتم الكشف عن كفاءة عمل الكبد ووظائفه، كما يمكن معرفة عدد وكمية الأدوية التي تمّ تناولها عندما يكون التسمم بالأدوية.
- مخطط كهربائية القلب: من الممكن أن يجري الطبيب مخططًا لكهربائية القلب، وذلك للتأكد من عمله بالشكل الصحيح.
أعراض التسمم
يتسبب التسمم بإظهار مجموعة كبيرة من الأعراض والتي من الصعب في بعض الأحيان تمييزها، وتعتمد الأعراض على سبب التسمم ونوعه، وفي المجمل تتضمن أعراض التسمم الآتي:
- تتسبب بعض أنواع السموم بانكماش حدقة العين أو توسعها.
- بعض السموم تؤدي إلى سيلان اللعاب بشكل مفرط أو جفاف الفم والجلد.
- السموم قد تسرّع نبضات القلب أو يحدث تباطؤ.
- تزيد بعض السموم من معدّل التنفس، بينما يؤدي بعضها الآخر إلى إبطائه.
- النعاس أو فرط النشاط.
من الممكن في بعض حالات التسمم ألا تظهر الأعراض بشكل فوري أي تتأخر حتى تظهر، وذلك قد يكون لساعات أو أيام أو حتى شهور، وتعد حالات التسمم التي لا تظهر فيها الأعراض بشكل فوري حالات خطيرة كون العلاج والحصول على الرعاية الطبية اللازمة، ومن أمثلة هذه الحالة التسمم بدواء الأسيتامينوفين الذي على الرغم من أنّه آمن الاستخدام، إلا أنّه قد يؤدي إلى حدوث حالة تسمم عند أخذه بجرعات عالية، وتظهر أعراضه بعد فترة كونه يعمل بشكل بطيء؛ فقد يمر ما يتراوح بين 7-12 ساعة قبل أن يظهر العَارَض الأوّل؛ ومن أبرز هذه الأعراض الغثيان والتقيؤ وفقدان الشهية،
كما تتضمن الأمثلة على حالات التسمم التي تتأخر فيها ظهور الأعراض؛ التسمم بالرصاص وهو المثال الأفضل للسم البطيء وكان قبل العام 1970 يحتوي الدهان على الرصاص وكان الأطفال الصغار يأكلون رقائق الدهان ويصابون بعد أشهر بتشوهات في الجهاز العصبي، وكما أشرنا أعلاه بأنّ أعراض التسمم تتداخل مع أعراض حالات مرضية أخرى؛ وعلى سبيل المثال يشير الغثيان والقيء إلى الإصابة بالتسمم، لكن كلا العارضين لهما علاقة ببعض الحالات المرضية؛ كالسكتة الدماغية ومشاكل المرارة وتقرحات المعدة والنوبة القلبية والتهاب الكبد، وإصابات الرأس والتهاب الزائدة الدودية، ومن الضروري عند الشك أو حدوث حالة تسمم مراجعة قسم الطوارئ بشكل فوري، وبشكل خاص إذا حدث التسمم أو هناك اشتباه بحالة تسمم، أو كان المصاب رضيعًا أو طفلًا واستنشق مادة كيميائية أو أصابه تسمم من نوع آخر وإن كان يبدو بحالة جيدة، وعندما يحاول الشخص الانتحار وتناول أي مادة كيميائية بجرعات عالية، وذلك تجنبًا لحدوث مضاعفات على الرغم من أنّ غالبية حالات التسمم تنجو من حدوث مضاعفات، إلا أنّها قد تحدث لدى بعض الأشخاص عندما تكون المادة التي حدث بها التسمم سيئة كالسيانيد، أو المواد التي تسبب بإلحاق الضرر بأنسجة الجسم بشكل فوري.
