جدول المحتويات
التواصل هو الطريقة التي فيها يتم نقل المعرفة والقيمة والمهارات ما بين طرفين أو أكثر بهدف تأثير الطرف المُرسل على الطرف المُستقبل، وعناصر التواصل الأساسية هي المرسل، والمستقبل، والرسالة، وقناة الاتصال، والتغذية الراجعة، ولضمان حدوث تواصل فعّال يجب الابتعاد عن أي من معوّقات الاتصال التي سيتم ذكرها في هذا المقال، ومهارات الاتصال من شأنها تحقيق التواصل الفعّال الذي من الممكن أن يكون مفتاح النجاح المهني والشخصي، وذلك لما لها من تأثير في الأداء المهني والعلاقات مع زملاء العمل، ويوجد لمهارات الاتصال عدّة أنواع هي الاتصال اللفظي، والاتصال غير اللفظي، والاتصال الكتابي، والاتصال عبر التكنولوجيا.
ما هي مهارات التواصل؟
التواصل هو ما يدل على عملية الاتصال والتفاعل بين طرفين أو أكثر ضمن العديد من العوامل والمؤثرات، وتتضمن عملية التواصل القدرة على توضيح الأفكار للطرف الآخر وتقديمها له بشكل مفهوم وواضح مع مراعاة الاختلافات الفردية مع الأطراف الأخرى، ومهارات التواصل تساعد على نقل الأفكار والمعلومات بين الأشخاص، بالإضافة إلى المشاعر والأحاسيس مع الآخرين، ومفهوم التواصل بناءً على معجم “وبستر” يدل على “عملية يتمّ من خلالها تبادل المعلومات بين الأشخاص، وذلك من خلال الرموز، أو العلامات، أو السلوكيات”، ويوجد عدّة أنواع لمهارات الاتصال هي:
- الاتصال اللفظي.
- الاتصال غير اللفظي.
- الاتصال الكتابي.
- الاتصال عبر التكنولوجيا.
مهارات الاتصال من شأنها تحقيق التواصل الفعّال الذي من الممكن أن يكون مفتاح النجاح المهني والشخصي، وذلك لما لها من تأثير في الأداء المهني والعلاقات مع زملاء العمل.
عناصر التواصل
- المُرسل: المرسل من يقوم ببداية عملية التواصل مع الآخرين، فهو مصدر الرسالة المراد نقلها سواء كانت مكتوبة أو ملفوظة.
- المُستقبل: هو الشخص الذي يتلقى الأفكار أو الرسالة بأنواعها المختلفة، ولكي يستطيع المُرسل النجاح في إيصال فكرته للمستقبل عليه أن يعرف طبيعة المُستقبل بشكل جيد.
- الرسالة: هي الموضوع والأفكار التي يتم إرسالها من الطرف المُرسل إلى الطرف المُستقبل، فالرسالة تعتبر الهدف الرئيسي وراء عملية التواصل بين الأشخاص.
- القناة: هي الطريقة التي يتم استخدامها في نقل الرسالة من المُستقبل إلى المُرسل.
- الاستجابة: هي مقياس يقوم بتحديد درجة قبول المُستقبل للرسالة أو رفضها، ومن الممكن أن تكون الرسالة سريعة أو بطيئة.
أهمية مهارات التواصل
يوجد لمهارات التواصل لدى الأشخاص أهمية كبيرة في العديد من مجالات الحياة المختلفة، فعندما يتحدّث الشخص بثقة وبأسلوب مناسب في مقابلة العمل مثلاً فهذا يزيد من فرصة حصوله على الوظيفة، فمهارات التواصل لدى الشخص تساهم في تطوير علاقاته التجارية والشخصية والحفاظ عليها لفترة طويلة، وفيما يلي أمثلة على نجاح الشخص عند امتلاكه لمهارات التواصل الفعّالة:
- زواج أكثر نجاح: العديد من الدراسات الحديثة تشير إلى أنّ سبب الطلاق الرئيسي هو ضعف التواصل بين الزوجين وانعدامه، و”جود غوتمان” وجد في دراساته التي قام بها في جامعة واشنطن لمدّة أربعين عام أنّ عدم تمكُّن الناس من التواصل مع بعضهم بشكل فعّال من شأنه أن يُحدث صراع بين الناس في علاقاتهم المختلفة، وعند رفض التواصل تنشأ العديد من المشاكل التي تنتهي غالباً بالطلاق.
- كسب مزيد من الأموال: الدكتور “كورتيس” في عام 1988 قام بإجراء دراسة استقصائية شملت 1000 مدير لشؤون الموظفين، وأشار فيها إلى أنّ أهم المهارات قيمةً في سوق العمل هي مهارات الاتصال، وإن الشخص الذي يستطيع التواصل بشكل فعّال يمكنه الحصول على وظائف تجني له الكثير من الأموال.
- تحسين أداء العمل: تحسين أداء العمل واحد من العناصر الأساسية التي تكون نتيجة لإتقان مهارات الاتصال من استماع وغيرها، فمثلاً يستطيع الموظفون بالاستماع لربّ العمل أن يعرفوا احتياجاته والقيام بتلبيتها، بالإضافة إلى معرفة احتياجات العملاء والمشرفين عليهم، وهذا ما يحقِّق النجاح للعمل وإنتاجيته.
أشهر مهارات التواصل
- المهارات التعبيرية: هي المهارات التي تتعلّق بتعابير الوجه في أثناء نقل المعلومة أو الفكرة للطرف الآخر، فهي مهارات تُساعد الشخص على إيصال فكرته التي لا يمكن إيصالها عن طريق الكلام فقط.
- مهارات الاستماع والإنصات: حُسن الاستماع للطرف الآخر والإنصات لكلامه وعدم مقاطعته لها شأن كبير في مساعدته على إيصال أفكاره بشكل سليم وكامل، وهذا من شأنه منع حدوث التباسات في الفهم.
طرق تنمية مهارات التواصل
طرق تنمية مهارات التواصل عند الطفل التوحدي
يوجد العديد من الطرق التي تُنمّي مهارات التواصل عن الأطفال الذين يعانون من إضطرابات تأخر النمو المتنوعة أو إضطرابات طيف التوحد، وكل طريقة تراعي عمر الطفل ومستوى قدرته، ومن هذه الطرق ما يلي:
- توسعة مدّة الجملة، ومن الأمثلة على ذلك إذا سألت الطفل “هل تريد فاكهة؟” وكانت إجابته “نعم” فاجعله يردِّد عبارة أطول وهي “نعم، أريد فاكهة”.
- استخدام كتب اللغة من أجل دمجها في أنشطة ممتعة للطفل، فمثلاً القيام بطرح الأسئلة عن القصص والشخصيات والصور.
- توفير الخيارات في الأنشطة والقصص المختلفة والألعاب والأطعمة أيضاً لهم من أجل جعلهم أكثر قدرة على التعبير عن أشيائهم المفضلة.
- إنشاء المواقف التي تعزّز من لغتهم وتحفزّهم على استخدام اللغة، فمثلاً وضع الأشياء المفضّلة لهم في مرمى أبصارهم وبعيدة المنال لجعلهم يستخدمون كلماتهم الخاصّة من أجل طلبها.
- أن تكون قدوة لهم لأنّهم يتعلمون من البالغين حولهم، فعند تحدُّث الكبار أمامهم بشكل صحيح فإنّ هذا يجعلهم يتذكرون كيف يجب أن تكون كلماتهم وجملهم.
- يجب أن تكون داعماً لهم لأنهم يتواصلون بشكل أكبر عند شعورهم بالتقدير، وجيب تشجيعهم على السؤال بشكل كبير من أجل زيادة معرفتهم.
تنمية مهارات التواصل الفعال مع الأطفال
- تشجيع الطفل على التحدث ومشاركة أفكاره ومشاعره، وهذا من شأنه التسهيل عليه والتواصل بشكل أسهل مع الآخرين.
- الابتعاد عن مقاطعة الطفل عندما يتكلم من أجل تعليمه معنى الاستماع والصبر لكلام الآخرين.
- التوقف عن النقد بشكل كبير للطفل، وعدم محاولة تصحيح جميع الأخطاء التي يقع فيها أثناء التواصل دفعة واحدة.
- تقديم الدعم المعنوي لهم.
- عدم ممارسة دور الحكيم بسبب وجود مشاكل خطيرة في نظر الطفل قد تكون غير مهمة بالنسبة لك.
- من الممكن أن يكون الطفل متكتم بشأن أموره الخاصّة، ويجب التركيز على لغة الجسد ونبرته من أجل مساعدته على التواصل.
- مشاركة الطفل مشاكله ومساعدته على حلّها.
- مساعدتهم على التواصل مع الأطفال الآخرين، لأنّ هذا يعطيهم القوة في التغلب على قضايا تواصلهم الاجتماعي.
تنمية مهارات التواصل بين الزوجين
- الاستماع لما يقوله الطرف الآخر وخاصّةً التي تُنقل بشكل غير شفهي وعبر تعبيرات الوجه والنظرات ونبرة الصوت.
- محاولة فهم وجهة نظر الطرف الآخر عن طريق توجيه الأسئلة له وإعادة صياغة ما قاله، ولكن هذا لا يعني الموافقة على كلامه، وإنّما يعطي الطرف الآخر شعوراً بالاهتمام والاحترام.
- التركيز دائماً المواضيع الرئيسية والابتعاد عن التفاصيل الصغيرة وتأجيل الردّ عليها إلى حين يكون الطرفان أكثر هدوء.
- التركيز بشكل كامل عند حديث الطرف الآخر ووضع جميع الأفكار الأخرى جانباً.
تنمية مهارات التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
يحتاج ذوي الاحتياجات الخاصة إلى رعاية خاصة بهم مثل تقديم خدمات تعليمية وتثقيفية وترفيهية من شأنها مساعدتهم على العيش بشكل أسهل، وهذا ما يساعدهم على التواصل مع المحيطين بهم بشكل أفضل، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد في تنمية مهارات التواصل مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة:
- تقوية استقلال الطفل عن طريق تدريبه لأداء العادات اليومية مثل غسل الوجه وترتيب السرير وارتداء الملابس.
- تدريبه على المهارات الحياتية مثل التسوق والبحث عن المعلومات عن طريق الإنترنت.
- تدريبه على مهارات العناية الذاتية مثل الاستحمام والنظافة وآداب الطعام.
- تشجيع الطفل على تنمية مواهبه ومساعدته على ذلك ليصبح قادراً على شغل وقت فراغه بأنشطة تزيد من متعته وراحته.
- تعليم الطفل القراءة الوظيفية مثل قراءة الخرائط والرموز والبحث في مواقع التواصل الاجتماعي.
- تدريبهم على المهارات التي تتعلّق بالعمل مثل اتباع التوجيهات والإرشادات والالتزام بمواعيد العمل و احترام زملاء العمل.
- تعليم الأطفال الرياضيات الوظيفية التي تشمل حساب النقود ومعرفة الوقت والطول والحجم وكيفية وضع ميزانية والتصرف بها بشكل جيد.
- تعليم الطفل مهارات الطبخ وصنع الأطعمة وغسيل الملابس الشخصية.
- تعليمه مهارات البيع والشراء ليستطيع التصرف بالمال بشكل صحيح.
تنمية مهارات التواصل للأفراد
يجب تطوير مهارات التواصل عند كل شخص لأنّ هذا يرفع معنوياته ويزيد ثقته بنفسه ويجعله قادراً على مواجهة العالم الخارجي بقوة، وفيما يلي بعض النصائح التي من شأنها تنمية مهارات التواصل لدى الأفراد:
- الاطلاع على مختلف العلوم في مجالات الحياة المتنوعة، ولتحقيق ذلك يجب قراءة الكتب الأدبية والروايات وحضور الندوات الثقافية.
- تعلُّم لغة العيون لأنّ لها دور كبير في سرعة التواصل الفعّال مع الآخرين عند استخدامها أثناء الحديث مع الأطراف الأخرى.
- يجب على الفرد الاجتهاد في تعلّم اللغات الأجنبية ترفع من اتصاله مع الآخرين من المجتمعات المختلفة، ويكون ذلك عن طريق قراءة الكتب الأجنبية ومشاهدة الأفلام المترجمة.
- تعلُّم لغة الجسد التي من شأنها تحسين عملية التواصل مع الآخرين.
- عدم انتقاد الآخرين ومراقبة عيوبهم وسلبياتهم، والتركيز على إيجابياتهم التي يتميّزون فيها.
- يجب إتقان مهارة الاستماع للآخرين والتجاوب معهم.
- التحدُّث بأسلوب هادئ والابتعاد عن الصوت المرتفع والصراخ.
نصائح لتنمية مهارات التواصل
- زيادة الثقة بالنفس حتى تستطيع مواجهة العالم الخارجي بثبات وقوة.
- زيادة الثقافة العامّة وقراءة الكتب بشكل دائم.
- تعلُّم لغات حديدة عن طريق قراءة الكتب الأجنبية والاشتراك بالدورات التعليمية المختلفة.
- تجنُّب استخدام مفردات ومعاني صعبة الفهم عند محاولته إيصال معلومة ما، ويجب أثناء الحديث مع الآخرين أن يكون كلامه مفهوماً وواضحاً.
- يجب إتقان لغة العيون من أجل تحسين مهارة الاتصال ممّا يرفع من ثقة الفرد بنفسه، والدراسات تُشير إلى أنّ النساء يتقنون لغة العيون أكثر من الرجال.
- الاستماع الجيد والإنصات للآخرين في أثناء كلامهم أمر هام جداً لتحسين عملية التواصل.
- معاملة الناس بشكل جيد ولائق والحديث معهم بشكل حضاري ممّا يساعد على التجاوب بشكل أفضل، والابتعاد عن النظر لأمور أخرى مثل الدين والجنس والعرق وغيرها.
معوقات التواصل الفعال
المعوّقات الشخصيّة (بالإنجليزيّة: Personal Constraints)
هي مجموعة المعوّقات التي تتعلّق بالشخص ذاته سواء كان طرف مرسل أم طرف مستقبل، والفروقات الفردية تلعب دور أساسي في نجاح عملية التواصل أو فشلها، ومن الأمثلة على المعوّقات الشخصيّة ما يلي:
- الاختلاف في الإدراك الذي ينتج عن الاختلافات الفردية التي تؤثر في إدراك الأمور وفهمها والحكم على الأشياء، فلكل شخص طريقته وأسلوبه الخاصّ به في فهم الأحداث والكلام عنها.
- التوجّهات السلبيّة التي تنشأ عندنا يحمل المرسل أفكار سلبية عن نفسه وعن الطرف المستقبل أيضاً، ومن مظاهر التوجهات السلبيّة الابتعاد عن الآخرين وعدم التواصل معهم وعدم مشاركتهم المعلومات، وهذه الأفعال من شأنها التأثير سلباً في نجاح التواصل.
- عدم امتلاك المهارات الكافية لعملية التواصل مثل الكتابة والتفكير المنطقي، وعدم توفّر هذه المهارات من شأنه جعل إنشاء التواصل الفعّال أمر صعب.
- إيصال المعلومات بشكل خاطئ يؤدي إلى وجود علاقات سيئة بين الأفراد وانعدام التفاهم بينهم ممّا يجعل التواصل معهم أمر صعب.
المعوّقات التنظيميّة (بالإنجليزيّة: Organizational Constraints):
المؤسسات بشكل عام لديها هيكل تنظيمي يوضِّح المستويات الإدارية والمسؤولية والسلطة فيها، وحدوث أي خلل في هذا الهيكل من شأنه إعاقة التواصل الفعّال في المؤسسة.
المعوّقات البيئيّة (بالإنجليزيّة: Environmental Constraints):
هي المعوّقات التي تنشأ في البيئة التي يتواجد فيها الأفراد سواء كانت خارجية أم داخلية، ومن هذه المعوّقات اللغات واللهجات المختلفة، فهي لها تأثير في فهم أطراف الاتصال وفهم المعنى المقصود من الكلام لأنّ كل طرف يفهم العبارة بشكل مختلف عن الآخر.
دورات مهارات التواصل
يوجد العديد من دورات مهارات التواصل على الإنترنت، والتي تختص في مهارات التواصل الفعّال وتنميتها لدى الأشخاص، والدورات تقوم بتعريف مهارات الاتصال وأهميتها وأنواعها، وتقوم بالتركيز على التواصل مع الآخرين في بيئة العمل وغيرها، وتشرح المميّزات الموجودة في التواصل الفعّال، بالإضافة إلى بيان كيفية التواصل مع الآخرين من الزملاء والمشرفين والتعامل مع الأحزاب المخاطبة والسلطة، فمهارات الاتصال لدى الفرد ما هي إلى ترويج شخصي للفرد، فمثلاً في مقابل العمل فهي تؤهله للوظيفة في حال كانت مهارات اتصاله عالية ومميّزة، ولهذا فإنّ مثل هذه الدورات ضروري لمن يعاني من ضعف في مهارات التواصل مع الآخرين أو في حال أراد الشخص أن ينمّي مهاراته فعليه التسجيل في مثل هذه الدورات والاستفادة من الخبراء في هذا المجال.