جدول المحتويات
نقول: صام صَوْمًا وصِيامًا، ومعناه في اللغة مطلق الإمساك، أو الكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى حكاية عن السيدة مريم أم سيدنا عيسى عليه السلام: {فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا}(مريم: 26)، أي إمساكاً عن الكلام.
الصيام في اللغة
الصَّوْمُ في اللغة مصدر بمعنى: الإمساك بمعناه المطلق، سواء كان ذلك الإمساك عن المشي، أو عن الفعل والحركة، أو إمساكًا عن الكلام، أو عن الأكل والشرب، أو غير ذلك، قال أبو عبيدة: كل ممسك عن طعام أو كلام أو سير فهو صائم، ومادته: (ص و مـ)، والفعل صام، مثل: قال، والصوم أو الصيام بمعنى واحد، وقد قال عنه صاحب القاموس المحيط: صام صومًا وصيامًا: أمسك عن الطعام، والشراب، والكلام، والنكاح، والسير، قال ابن فارس: (صوم) الصاد والواو والميم أصل يدل على إمساك وركود في مكان ما، من ذلك صوم الصائم هو إمساكه عن مطعمه، ومشربه، وسائر ما منعه، ويكون الإمساك عن الكلام صومًا كذلك، ومنه قول الله تعالى: {فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا}(مريم: 26)، قال ابن عباس: صمتًا، أي: إمساكًا عن الكلام، قال سفيان بن عيينة: “الصوم هو الصبر، يصبر الإنسان على الطعام، والشراب، والنكاح، ثم قرأ: {إِنَّمَا يُوَفَّىَ الصَّابِرونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}(الزمر: 10).
تعريف الصيام لغة لدى العلماء
قال ابن منظور: “الصوم: ترك الطعام، والشراب، والنكاح، والكلام، صام يصوم صومًا وصيامًا، ورجل صائم وصوم من قوم صوَّام، وصيام، وصوَّم بالتشديد” قال الخليل: الصوم قيام بلا عمل، والصوم أيضًا الإمساك عن الطعام، وقد صام الرجل من باب قام، وصيامًا أيضًا، وصام الفرس قام على غير اعتلاف، وصام النهار قام قائم الظهيرة واعتدل، والصوم أيضًا ركود الرياح، وقال ابن فارس: والصوم: استواء الشمس انتصاف النهار، كأنها ركدت عند تدويمها، وفي التهذيب: الصوم في اللغة الإمساك عن الشيء والترك له، وقيل للصائم صائم؛ لإمساكه عن المطعم والمشرب والمنكح، وقيل للصامت صائم لإمساكه عن الكلام، وقيل للفرس صائم لإمساكه عن العلف مع قيامه، قال أبو زيد: “أقمت بالبصرة صومين، أي: رمضانين” وقال الجوهري: رجل صومان أي صائم، وقال الجوهري: الصوم شجر في لغة هذيل.
الصيام في الشرع
الصيام في الشرع هو عبادة مخصوصة بمعنى: الإمساك عن المفطرات، على وجه مخصوص بنية، والصوم والصيام كلاهما بمعنى واحد في اللغة وفي الشرع، قال ابن جرير: والصيام مصدر، من قول القائل: “صُمت عن كذا وكذا” يعني: كففت عنه، أصوم عَنه صوْمًا وصياماً، والصَّوْم بالمعنى الشرعي هو: “الإمساك عن المفطرات، على وجه مخصوص، في زمن مخصوص بنية” أو: “الإمساكٌ عن المُفْطِرَاتِ من طلوع الفَجْرِ إلى غروب الشمس مع النِّيَّة” قال ابن حجر في فتح الباري: “والصوم والصيام في اللغة: الإمساك، وفي الشرع: إمساك مخصوص في زمن مخصوص عن شيء، مخصوص بشرائط، مخصوصة”.
تعريف الصيام في الشرع
قال صاحب المحكم: “الصوم ترك الطعام، والشراب، والنكاح، والكلام” قال الراغب: الصيام في الشرع معناه: “إمساك المكلف بالنية عن تناول المطعم، والمشرب، والاستمناء، والاستقاء من الفجر إلى المغرب”، وقال السرخسي في المبسوط: “ومعنى الصيام في الشريعة: عبارة عن إمساك مخصوص، وهو الكف عن قضاء الشهوتين: شهوة البطن، وشهوة الفرج، من شخص مخصوص، وهو أن يكون مسلمًا طاهرًا من الحيض والنفاس وفي وقت مخصوص، وهو ما بعد طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس بصفة مخصوصة، وهو أن يكون على قصد التقرب، فالاسم شرعي فيه معنى اللغة”.
تعريف الصيام شرعًا لدى العلماء
قال ابن قدامة: “والصوم في الشرع: عبارة عن الإمساك عن أشياء مخصوصة، في وقت مخصوص” وقال في الذخيرة الصوم في الشرع: “الإمساك عن شهوتي: الفم، والفرج، وما يقوم مقامهما؛ مخالفة للهوى في طاعة المولى في جميع أجزاء النهار، وبنية قبل الفجر، أو معه إن أمكن فيما عدا زمن الحيض، والنفاس، وأيام الأعياد” وقال ابن عرفة: “الصوم رسمه عبادة عدمية وقت طلوع الفجر حتى الغروب” وقال ابن رشد: الصيام هو “إمساك عن الطعام، والشراب، والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية” أو هو: إمساك مخصوص عن المفطرات يومًا كاملاً، من شخص مخصوص بنية، وفق شروط مخصوصة عند الفقهاء.
