جدول المحتويات
تعريف الطب
يمكن تعريف الطب بأنه فنّ العلاج، والعلم الذي يُوظَّف الخبرات الإنسانية المتعلّقة بعلاج مختلف العلّات والأمراض والإصابات التي تعتري جسم الإنسان حيث يشمل العلاج الشقّين الدوائي والجراحي، كما يهتمّ هذا العلم أيضاً بالظروف والأوضاع الصحية المحيطة ومدى مساهمتها في تشجيع حدوث الأمراض المختلفة وطرق الوقاية منها، وهو علمٌ يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على التطبيق العملي والاستفادة من التجارب البشرية المختلفة على مرّ التاريخ.
تعريف الطب في اللغة
استناداً إلى قاموس المعجم الوسيط في اللغة العربية تستخدم لفظة (طِبّ) ومصدرها (طَبّ) للتعبير عن علاج الجسم والنفس، ومنه علم الطِبّ، والطِبّ الرفق وحسن الإحتيال، والطِبّ السحر، واستناداً إلى معجم المعاني الجامع فإن الطِبّ في اللغة هو علمٌ بقوانين يُعرف بها حالات الصحة والمرض وتأثير الأدوية، وعلم الطِبّ هو علم دراسة أسباب الأمراض البشرية ومعالجتها بما في ذلك طرق المداواة والشفاء المتعلقة بالأمراض التي يعالجها الطبيب أو الجرّاح.
تعريف الطب اصطلاحاً
اختلف الأطباء حول ثلاثة أقوالٍ في تعريف الطِبّ اصطلاحاً، وهي أقوالٌ وإن اختلفت في الألفاظ والعبارات إلا أنها متقاربةٌ في المعنى والمضمون، وهذه الأقوال هي:
- علمٌ يُعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يعرض لها من صحةٍ وفساد، ويُنسب هذا القول لقدماء الأطباء ولابن رشد الحفيد.
- علمٌ بأحوال بدن الإنسان يُحفظ به حاصل الصحة ويستردّ زائلها، ويُنسب هذا القول لجالينوس وهو واحدٌ من قدماء الأطباء المبرزين.
- علمٌ يُعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصحّ، ويزول عن الصحة ليحفظ الصحة حاصلة، ويستردّها زائلة، ويُنسب هذا القول لابن سينا.
تاريخ الطب
تعدّ مهنة الطب واحدةً من أقدم المهن التي عرفها الإنسان وقد مرّت بعدة مراحل قبل أن تصل إلى ما هي عليه الآن، فيما يلي أبرز المحطات التاريخية والتطورات التي طرأت على مهنة الطب منذ ظهورها:
- في العصور القديمة والمجتمعات البدائية كانت هذه المهنة حكراً على السحرة والمشعوذين وارتبطت ارتباطاً مباشراً بأعمال السحر والشعوذة.
- مع مرور الزمن وظهور الحضارات في بلاد الرافدين ومصر ظهر تحنيط الأموات الذي عمل فيه الفراعنة أول مرة، ومن ثم ظهر العلاج بالإبر الصينية أو الوخز وذلك في بلاد الهند والصين.
- في زمن الإغريق واليونان وتزامناً مع ظهور أبقراط وجالينوس وغيرهم من العلماء الذين عرفوا بأنهم من أشهر الأطباء عبر التاريخ بدأ الطب يأخذ شكله المعروف في الوقت الحالي.
- مع ظهور الحضارة العربية والإسلامية وتطوّر الممارسة العلمية التجريبية ومن خلال أعمال كبار العلماء أمثال ابن سينا والرازي وابن النفيس والزهراوي أخذ مفهوم الطب منحنىً جديداً وتطور بشكلٍ متسارعٍ يوماً بعد يوم.
- تطورت الأبحاث الطبية والتشريح في عصر النهضة عام 1543 ميلادي، حيث نشر أندرياس فيساليوس أول كتاب تشريح مصوّرٍ يقدم وصفاً دقيقاً للجسم البشري، ثمّ تبعه غابرييلي فالوبيو الذي وصف الأعضاء التناسلية الأنثوية، وجيرالمو فابريزيو الذي عرّف صمامات القلب.
- كانت النقلة النوعية للطب في فترة حدوث الثورة الصناعية وصولاً إلى الأزمنة الحاضرة، حيث أدت هذه الثورة لتطوراتٍ كبرى في كافة العلوم التي تشمل الطب والفلسفة.
إنجازات العرب في مجال الطب
كان للعلماء العرب إنجازاتٌ عديدةٌ خلَّدها التاريخ لتبقى حاضرةً إلى يومنا هذا، ومن أبرز هذه الإنجازات:
- فصل علم الطب عن علم الصيدلة، وظهور المتخصّصين بالإصابات المختلفة كالجرّاح والمجبّر.
- اكتشاف العديد من الحقائق التشريحية والفسيولوجية مثل آلية الولادة وتشريح القلب، وإغناء المعارف الطبية بالعديد من المفاهيم الجديدة مثل: الأمراض الخلقية، والأمراض الوبائية.
- التمييز بين العديد من الأمراض المتشابهة مثل الجدري والحصبة.
- ابتكار أساليب جديدة في الجراحة وتطوير العديد من الآلات الجراحية، ووضع مفهوم الأمراض الجراحية، وتوضيح مدى أهمية معرفة الجراح بعلم التشريح معرفةً تامةً قبل إجراء أيّ عمليةٍ جراحية.
