تعريف علم الفارماكولوجي وأهميته

تعريف علم الفارماكولوجي وأهميته

علم الفارماكولوجي، أو علم العقاقير، أو علم الصيدلة، هو العلم الذي يهتم بدراسة المركبات الكيميائية للتعرف على مؤثراتها العلاجية، فإن مجالة دراسته هو جسد الكائن الحي حين يتفاعل مع تلك المركبات، وذلك للحصول على علاجات فعالة للأمراض التي تصيب الإنسان، وذلك من خلال دمج المستقبلات البروتينية، أو تقليل فاعلية إنزيمات معينة، ومجالات هذا العلم هي التعرف على المركبات العلاجية، والخصائص، والتأثيرات، والآثار الجانبية، والسموم، ونوعية الأمراض التي يتغلب عليها، وتتمحور أهميته حول علاج الأمراض والوقاية منها مستقبلاً.

تاريخ علم الفارماكولوجي 

لقد سعى الإنسان منذ فجر التاريخ إلى تصنيع الدواء لكي يحافظ على صحته ويواصل العيش في بيئته الطبيعية دون أن تقضي عليه، ولقد استعان بالعضويات الحية من النباتات والحيوانات والمعادن، متكئًا على التجربة ونتائجها، ولما كانت الأدوية الأولى التي صنعت تأخذ في الازدياد – أبرز مبتكريها كانوا من الصينيين والهنود والفرس والمصريين والإغريق والرومان- فقد تناقلتها الأيادي لتعبر الحدود الزمنية والجغرافية.

بدأ هذا العلم في التطور القرون الوسطى، إذ كان كتاب ابن سينا في الطب دفعة علمية مهمة في ذلك الحقل، وكان الطب في هذه لعصور يركز على العلاج بالاعشاب الطبيعية، وما يُستخلص من النباتات بشكل خاص، لقد جُمعت الأدوية في في مخطوطات أُطلق عليها دستور الأدوية، أما في عصور ما قبل التاريخ فقد اعتُمد على الأدوية الخام، وكانت أيضًا تأتي من الطبيعة، على أنها لم تكن طبيعية خالصة، فإن الغش قد نال منها وأُقحمت مواد غير طبيعية، ما جعلها مواد غير نشطة، ولما جاء القرن السابع عشر عكف الطبيب الإنجليزي نيكولاس كولبيبر على ترجمة المخطوطات الطبية، والاستعانة بها على تحديد نوعيات النباتات بشكل تفصيلي، والأمراض التي بإمكانها علاجها، وفي القرن الثامن عشر اندفع علم الصيدلية نحو المزيد من البروز على يد ويليام ويذرنغ.

إعلان السوق المفتوح

إن الطب الحيوي لم يزدهر إلا في منتصف القرن التاسع عشر، وذلك لأن العلماء عادوا يدرسون النباتات وتأثيراتها على الأمراض، ولقد تم التعرف على تأثيرات عقاقير مورفينوكينين وغيرهم من الأدوية التي تعمل في الجسد في غموض، ثم تأسس على إثر هذا تم تدشين قسم الصيدلية على يد رودولف بوخهايم سنة 1847، فلقد كان العلماء مدركين في هذه الحقبة الزمنية بضرورة التعرف على كيفية صناعة المركبات العلاجية لما تمتلكه من تأثيرات نوعية على الأمراض، حتى كان عام 1905 هو الشاهد على تأسيس علم الصيدلة في جامعة لندن.

اقرأ أيضاً:  دليل شامل عن المجرة

أهمية الديناميكا الدوائية في علم الفارماكولوجي

الديناميكا الدوائية مصطلحٌ يشير إلى الكيفية التي يتأثر بها النظام الحيوي للكائن الحي بالكيمياء العلاجية، وهي تشتمل على نماذج معادلة هيل وتشنغ بروسوف وانحدار شيلد في علم الصيدلة، وفي كثير من الأحيان تهتم تلك النظرية باللفة الربيطة للمستقبلات، وذلك بغرض عمل تركيبات علاجية فعالة لتلك الكائنات. 

أهمية الحرائك الدوائية في علم الفارماكولوجي 

الحرائك الدوائية هي الدراسات التي تهتم بامتصاص الجسم للكيمياء العلاجية وطريقة توزيعه وإفرازه لها، وهذا كله يصب في عملية تخليق الأدوية لتمر من هذه المراحل محققةً الشفاء، مع الحد من أضرارها، وإذ نضع أوصافًا لهذه الحرائك، فإننا يجب أن نضع العوامل الآتية بعين الاعتبار:- 

  • التحرر: وهو عملية تفكك المركب العلاجي النشط، إذ يمكن أن ينقسم إلى أجزاء أصغر، أو يتشتت، أو يذوب.
  • الامتصاص: الطريقة التي يحدث بها امتصاص المركب العلاجي النشط، فهل يحدث من الجلد؟ أم الأمعاء؟ أم غشاء الفم المخاطي؟
  • النشوز: عملية انتشار المركب العلاجي في الأعضاء
  • الاستقلاب: التغيرات الكيميائية التي تطرأ على المركب العلاجي حين يدخل الجسم، فإلى أي مواد يتحول؟ وهل تكون المواد التي تحول إليها نشطة هي الأخرى؟ وما احتمالية أن تكون سامة؟ 
  • الإفراز: هي عملية إخراج المركب العلاجي النشط، سواء عن طريق التبول أو التنفس أو إفرازات الجلد أو الصفراء.

أهمية دراسة التأثير الدوائي 

إن التأثير الدوائي هو الحقل الذي يهتم بدراسة تأثر أعضاء جسم الكائن الحي بما تلقاه من علاج دوائي، إذ تُحدث الأدوية تغيرات في فيزيولوجية الجسم فور وصولها للخلايا، ويجب أن يكون الوصول إليها بنسبة مناسبة وزمن محسوب، وهذا يفترض أن يكون الباحث على اضطلاع على المعلومات عن سمات المركب العلاجي فيزيائيًا، كما يجب أن يكون على معرفة وثيقة بفيزيولوجية الجسم وجميع أعضائه وأجهزته، وما يطرأ عليها من تحولات فزيولوجية. 

إن الآلية التي يتأثر بها الكائن الحي بالدواء ترتبط بقدرة كل من المركب والخلية، فإن الدواء لا يكون مؤثرًا إلا إذا حدث تفاعل بينه وبين خلايا الأعضاء المنوطة بالحفاظ على كافة تحركاته، والحال أنّ أي تغير يحدث للنظام السوي لتلك المراحل يجعل التأثير يتغير، كما تتغير شدته ومدته، أما الخلايا فهي تتباين في درجة تأثرها تبعًا لما تتسم به من صفات، فهي إما تكون صاحبة فزيولوجية مماثلة فتكون في هذه الحالة ذات تأثير نوعي، أو تكون مغايرة في فزيولوجيتها فيكون التأثير في هذه الحالة غير نوعي. 

اقرأ أيضاً:  دليل شامل عن اللغة السريانية

أهمية علم الصيدلة السريري في علم الفارماكولوجي

المقصود به دراسة الأدوية وتأثيرها على الصحيح والعليل، والهدف منها هو إعطاء تقييم دقيق لكل مركب علاجي كي نكون متأكدين من النتائج التي سيعكسها على الحيوانات، فالمعلومات التي تمدنا بها البحوث التي تمت على الحيوانات من تأثير الأدوية لا يمكننا الاعتماد على كافة نتائجها بالنسبة للإنسان بسبب الاختلاف الفزيولوجي بين غالبية الحيوانات والإنسان. 

أما الهدف الثاني من الصيدلة السريرية هو إمكانية عمل أدوية سريرية يمكن للطبيب الاعتماد عليها في علاج المرضى دون قلق، وذلك على مستوى الفعلية وقدوة التحمل وآثاره الجانبية طويلة المدى أو قصيرة المدى وأنماطها المتعددة والنتائج المترتبة على استعمال أكثر من مركب علاجي في آنٍ واحد، وبالتالي لا غنى عن الدراسة السريرية للأدوية بالنسبة للطبيب كي يصف الدواء المثالي للمريض، مرتكزًا على الدعامات العلمية الموثوقة والمُطمئنة. 

أهمية التداخل أو التأثر الدوائي في علم الفارماكولوجي

لا شك في أن الأدوية  – وبصفها مركبات كيميائية – تتفاعل فيما بينها إذا أُخذت في نفس الوقت، أو في تتابع مباشر، وهذا يعكس نتائج منها تغير تركيز الفاعلية الدوائية، وفترتها الزمنية، أحدهما أو كلاهما، وهذا يعيق الفاعلية العلاجية، فالتفاعلات التي تحدث بين المركبات العلاجية ينتج عنها زيادة أو نقص في وصول المركب إلى موضع الفاعلية الحيوي في الجسم، أو أ استجابة العضو تغير استجابتها بالشكل الذي يعطل العلاج، وتبعًأ لذلك، يصبح عمل بحوث في تفاعلات أدوية وكيفية حدوثها وما لها من إيجابيات وسلبيات من الأمور الضرورية، وتوجد ظاهرتين بارزتين في هذا الحقل البحثي وهما:

  • ظاهرة التآزر: هي الظاهرة التي تتحقق حين تكون كافة الأدوية النافذة إلى الجسم تعكس نفس التأثير، ويكون التأثير إما هو ضار وإما هو نافع، وهو يكون نافع عند أخذ اثنين من الأدوية معًا من مقلدات الودي، فيما يكون ضار عند أخذ دوائين سامين. 
  • التضاد: يتحقق التضاد حين تنخفض القدرة التأثيرية لدواء ما من الأدوية الداخلة في العلاج وقت لا يحدث هذا مع غيره، فإن التأثير المتعاكس يحدث بسبب تناول دواء بمادة فعالة، ثم أخذ دواء بمادة فعالة أخرى تبطل فاعلية المادة الأولى. 
اقرأ أيضاً:  خطوات البحث العلمي في الخدمة الاجتماعية

إننا لا يسعنا سوى الإذعان بأن حالات التداخل العلاجي تسم بالكثرة والتعقيد، وهي تأثر بأطوال الحركة الكيميائية والكيفيات التي يؤثر بها الدواء على العضوية الحية، فإن عددًا منها (قد) يحدث، مما يجعل الأطباء أنفسهم لا يفطنون لحدوثها أو يتوقعونه. 

أهمية دراسة الآثار الجانبية في علم الفارماكولوجي 

على الرغم من أن المركبات العلاجية صُنعت لنفع المريض، إلا أن طبيعتها تجعلها ضارة أيضًا، فهي تشفي المريض، لكنها تتسبب في اضطرابات أخرى تحدث على المدى القصير أو الطويل، قد تكون هذه الأعراض الجانبية قوية أو خفيفة، إما أن تعبر وتنتهي، وإما تظل مستمرة. 

تقول منظمة الصحة العالمية عن الآثار الجانبية أنها مجموعة التفاعلات الضارة بالبيئة الحيوية للجسم، وهي تحدث بشكل عارض تبعًا للمعايير القانونية المبنية على الأبحاث العلمية والمقتصر استعمالها على الإنسان فقط لأغراض التشخيص والوقاية والعلاج، والحال أن لدينا اثنين من أشكال المؤثرات الضارة هذه، وهما: 

  • نمط يتعلق بآلية المركب العلاجي: وهو يتضمن الأضرار الأولية مثل تقرحات الهضم الناتجة عن علاجات الأورام، والأضرار الثانوية مثل زيادة توتر باطن العين عند تناول الأدوية التي تحمل مواد فعالة ضد الكولين، والتي تعالج مرض الزرق. 
  • نمط يتعلق بظروف خاصة بالمريض: أي عمره والموروث البيولوجي وجهازه المناعي ونوعه، ويتضمن هذا النمط العوامل الخارجية أيضًأ مثل نوعية غذائه أو طبيعة الطقس الذي يعيش فيه أو الأدوية الأخرى التي يتناولها، كما يتضمن أشكال مرضية مثل الاضطرابات النفسية أو حالات القصور الكبدي والقلبي والكلوي.

بطبيعة الحال توجد وسائل لخفض الأذية الناتجة عن تناولها، إذ نشط مبحث دوائي تحت اسمه (علم الأدوية اليقظ)، وهو يخصص أبحاثه لدراسة أضرار المركبات العلاجية وآثارها الجانبية، وذلك بغرض عمل خطط علاج لأي عرض جانبي أو ضرر ناتج عن دواء، كما أنه يعرف الصانع والطبيب والصيدلي والمريض بأضراره بغرض الحد منها، وبالتالي فإن الفوائد الجمة لدراسة أضرار الأدوية والحد منها تعادل فائدتها العلاجية.

أسئلة شائعة

ما معنى علم الفارماكولوجي؟ 

هو علم دراسة المركبات العلاجية وما لها من تأثير على الكائن الحي بغرض تصنيع الأدوية. 

ما هي الأشكال التي يأتي عليها الدواء؟ 

صلبة، وسائلة، ونصف صلبة.

ما الفائدة من دراسة علم العقاقير؟ 

استخلاص العلاجات للأمراض المختلفة التي تصيب الجسم، وذلك من النباتات والحيوانات والأحياء المائية. 

من هو مؤسس علم العقاقير؟ 

العالم شميث كان، نمساوي الجنسية، وكان له السبق في إدخال هذا المصطلح العلمي “علم العقاقير”. 

مقالات مشابهة

الكتابة الوظيفية

الكتابة الوظيفية

أهمية الموارد البشرية

أهمية الموارد البشرية

خواص المادة الكيميائية

خواص المادة الكيميائية

المد والجزر الدليل الشامل

المد والجزر الدليل الشامل

تعرف على الكيمياء العضوية

تعرف على الكيمياء العضوية

كيف أستخرج السيرة الذاتية؟

كيف أستخرج السيرة الذاتية؟

الوظائف الشاغرة في الكويت

الوظائف الشاغرة في الكويت