جدول المحتويات
إن التدخين واحد من الآفات التي ابتلت بها مجتمعاتنا، وهو احدى أسباب هلاك الإنسان ودمار صحته، فقد دخلت هذه العادة إلى كل المنازل، وقد بذل العلماء والباحثين مجهوداً عظيماً محاولين التعامل معها والتغلب عليها وبيان مخاطرها، فمخاطر وأضرار التدخين لا تعد ولا تحصى فهو يسبب مجموعة من الأمراض الخطيرة كالسرطان وتصلب الشرايين وضعف القدرة الجنسية، بالإضافة إلى المشاكل المادية وما يترتب على هذه العادة من هدر للأموال، فإن التدخين هو القاتل الصامت للبشر.
نبذة عن الدخان والتدخين
إن التدخين واحد من المواد الإدمانية، وهو عملية حرق مادة معينة، ويعتبر التبغ هو المادة الأكثر استخداماً كما يوجد بعض الأنواع الأخرى كالحشيش والأفيون، وتعتبر هذه المواد ذات استخدام محدود لعدم انتشارها تجارياً، ويتم استنشاق هذه المواد وتذوقها بعد إحراقها، ويعتبر بعض الأشخاص أن عادة التدخين من العادات التي تساعد في الترويح عن النفس، كما يتم استخدامها أيضاً في بعض الطقوس الدينية لإضافة حالة من التنوير الروحي، وتعتبر السجائر هي أكثر وسائل التدخين شيوعاً، ويعود تاريخ التدخين إلى ما قبل الميلاد إلى سنة 5000 وقد كان موجوداً في مختلف الثقافات حول العالم، واختلفت طرق النظر في عادة التدخين عبر الزمن وتفاوتت من مكان إلى آخر، فالبعض اعتبرها عادة مقدسة، والبعض اعتبرها من الفحشاء، وقد فرضت بعض الدول ضرائب مالية مرتفعة على مختلف منتجات التبغ، بالإضافة إلى تنظيم حملات سنوية مناهضة للتدخين محاولين إيجاد طرائق وحلول للحد من تدخين التبغ.
فوائد الإقلاع عن التدخين
عند التفكير في الإقلاع عن التدخين يجب التخيل بأنك تمتلك آلة للعودة في الزمن ستعود بك في الزمن عندما كان جسمك صحياً ونظيفاً خالياً من السموم، فهل ستستخدم هذه الآلة أم لا؟ هذا ما يجب التركيز عليه عند البدء بعملية الإقلاع عن التدخين، ومن أهم هذه الفوائد:
زيادة الاكسجين في الدم
عند تدخين آخر سيجارة سوف ينخفض معدل ضربات القلب ويبدأ تدريجياً بالعودة إلى طبيعته، كما تبدأ الدورة الدموية بالتحسن ويبدأ ضغط الدم بالانخفاض، كما يبدأ الجسم بتنظيف نفسه من سموم أول أكسيد الكربون الزائد في الجسم، وتزداد مستويات الأكسجين في الدم.
انخفاض الإصابة في نوبات القلب
عند الإقلاع عن التدخين يبدأ خطر الإصابة بالنوبات القلبية بالانخفاض، بالإضافة إلى ضغط الدم، وهذا ما يقلل احتمالية الإصابة بأمراض القلب التي تنجم عن ارتفاع ضغط الدم، وذلك يزيد النشاط البدني والقدرة على ممارسة الرياضة.
انخفاض الإصابة في نوبات القلب التاجية
تتضاعف فوائد الإقلاع عن التدخين بعد مرور ما يقارب عام على الإقلاع، كما تقل احتمالات الإصابة بأمراض القلب التاجية إلى ما يقارب نصف مقدار الخطورة التي قد يتعرض لها الأشخاص المدخنين.
انخفاض الإصابة في السكتة الدماغية
إن الإقلاع عن التدخين قد يقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية إلى النصف مقارنةً بالأشخاص المدمنين على التدخين.
انخفاض نسبة الإصابة في السرطان
يعد الإقلاع عن التدخين إحدى أهم الوسائل للتقليل من خطر الإصابة بمختلف أنواع السرطانات وخاصةً سرطان الرئة، وهو إحدى أهم أنواع السرطان التي تصيب الأشخاص المدخنين، كما تقل نسبة الإصابة بأنواع مختلفة كسرطان الفم والبنكرياس وسرطان الرحم والفم.
تحسين الدورة الدموية
بما أن الدم هو الوسيلة الأساسية لانتقال المواد الغذائية والأوكسجين إلى كافة الأنسجة والأعضاء في الجسم، فعند التدخين يكون الدم مشبعاً بغاز ثنائي أكسيد الكربون، ويكون هذا الغاز المسؤول الأول عن إتلاف خلايا الأوعية الدموية، كما يؤثر سلباً في في التصاق الدهون والترسبات على جدران هذه الأوعية، فعند الإقلاع عن التدخين يزداد نشاط الدورة الدموية وتخف من مشاكل جدران الأوعية الدموية.
ماذا يحدث للجسم بعد الإقلاع عن التدخين؟
أقل من يوم
خلال ال 24 ساعة الأولى يبدأ غاز أول أكسيد الكربون بالاختفاء تماماً من الجسم، ويبدأ الجسم باستقلاب النيكوتين بشكل كامل ويتخلص منه تماماً.
بعد يوم واحد
بعد مرور يوم كامل من دون تدخين، يقل خطر الإصابة بالنوبة القلبية، وذلك لأن الإقلاع عن التدخين يخفض ضغط الدم ويقلل من الإصابة بأمراض القلب الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.
بعد يومين
عند مرور 48 ساعة تبدأ النهايات العصبية بالتعافي، مما يؤدي إلى تحسن كل من حاستي الشم والذوق، وتبدأ الرئتين بالتخلص من مختلف فضلات التدخين، كما يصبح الجسم عندها خالياً من النيكوتين، ولكن في هذه الأثناء تبدأ أعراض الانسحاب بالظهور، كالاكتئاب والملل والدوار والصداع والجوع والتعب.
بعد 3 أيام
عند حلول 3 أيام تبدأ الرئتين بالتعافي، ويصبح التنفس أسهل، كما تزداد مستويات الطاقة في الجسم، وتبدأ القصبات الهوائية بالاسترخاء.
بعد شهر واحد
عند حلول شهر كامل بدون تدخين تبدأ وظائف الرئتين بالتحسن، كما تتحسن سعة الرئة، وتزداد قدرة الجسم على تحمل الجهد الرياضي كالقفز والجري.
بعد 3 شهور
تتحسن الدورة الدموية بشكل كبير خلال ثلاثة شهور من الإقلاع عن التدخين.
بعد 9 شهور
تتعافى أهداب الرئتين بشكل كبير كما تساعد على إخراج المخاط وحماية الجسم من الالتهابات، بالإضافة إلى زيادة وظائف الرئة بنسبة 10%.
بعد سنة كاملة
ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى نصف ما كان عليه قبل الإقلاع عن التدخين.
بعد 5 سنوات
يقل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وسرطان عنق الرحم، كما تصبح فرص الإصابة بسرطان الحلق والمريء والفم والمثانة أقل بمقدار نصف ما هي عليه لدى المدخنين.
بعد 10 سنوات
تزيد مناعة الجسم ووظائف الجسم الحيوية المختلفة، وتستمر احتمالات الإصابة بالسرطانات بالانخفاض، مثل سرطان الحنجرة والرئة والبنكرياس.
بعد 15 سنة
يبدو الطريق إلى 15 سنة طويلاً جداً، لكن بعد هذه الفترة تصبح نسبة الإصابة بالنوبات القلبية مماثلة للأشخاص غير المدخنين.
أعراض الإقلاع عن التدخين
زيادة في الوزن
لفهم العلاقة بين الإقلاع عن التدخين والزيادة في الوزن، يجب فهم آثار التدخين على الشهية، فإن التدخين يسبب الارتفاع في هرمون الأدرينالين الذي يقوم برفع مستوى سكر الدم، كما يقوم التدخين بتثبيط إفراز الأنسولين المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الجسم، وارتفاع سكر الدم يعتبر واحداً من مثبطات الشهية، مما يجعل المدخن يشعر بالشبع، فعند الإقلاع عن التدخين تبدأ نسب الهرمونات بالعودة إلى وضعها الطبيعي، مما يزيد من الشهية وبالتالي إلى زيادة في الوزن.
الشعور برغبة في تدخين السجائر
بعد ثلاثة أيام من الإقلاع يبدأ الشخص بالإحساس برغبة كبيرة في العودة مرة أخرى إلى التدخين، ويكون السبب الرئيسي في ذلك هو زيادة التفكير في هذا الموضوع، فعند التفكير المستمر في التدخين تبدأ الرغبة في شرب السجائر، ولذلك يجب التنويه إلى أن التفكير في التدخين هو المصدر الأساسي لهذا الشعور وليس النيكوتين كما هو شائع.
الإحساس بالتعب
عند الإقلاع عن التدخين يشعر الشخص بالتعب، وذلك يعود إلى أن النيكوتين يعتبر من المواد المنشطة، ولذلك يكون غياب هذه المادة إحدى أسباب الإعياء العام والتعب، كما يشعر بعض الأشخاص ببعض الآلام الجسدية والعضلية، كما يمكن أن تزيد حساسية الجسم للألم في هذه المرحلة.
جفاف الفم والسعال
قد يعاني البعض من جفاف الفم والسعال عند الإقلاع عن التدخين، وغالباً ما تكون هذه المشكلة مؤقتة وسرعان ما تختفي، كما تدل في الكثير من الأحيان على بدأ التعافي.
تغير في الصوت و تنميل بالأيدي
يعاني الشخص الذي يقلع عن التدخين من تغير في الصوت بالإضافة إلى بحة قد تكون مزعجة في بعض الأحيان، لكنها تزول بسرعة، كما يحدث تنميل في الأطراف العلوية وخاصةً اليد التي اعتاد الشخص المدخن أن يمسك بها السيجارة وذلك نتيجة لتوقف النشاط العضلي الذي كانت تقوم بهذه هذه اليد، ويمكن الابتعاد عن هذا العرض عن طريق التمارين الرياضية.
الدوخة
تعتبر الدوخة واحدة من أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم الأقل انتشاراً عند الإقلاع عن التدخين، ويمكن التغلب على هذه الحالة من خلال الاستحمام بماء دافئ وممارسة بعض أنواع الرياضات التي تساعد في إعادة الجسم إلى وضعه الطبيعي.
الإمساك
إن الإقلاع المفاجئ عن التدخين قد يكون سبباً لبعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، وعادةً ما تتمحور في حركة الأمعاء، وهذا ما يسبب بدوره إلى اضطراب حركة الطعام داخلها، وذلك يكون سبباً أساسياً للإمساك، ويمكن تجنب هذه المشاكل عن طريق الإكثار من شرب المياه وتناول أطعمة غنية بالألياف الصحية.
الأعراض النفسية لانسحاب النيكوتين من الجسم
التوتر والقلق
عند الإقلاع عن التدخين تبدأ ظهور بعض الحالات من القلق والتوتر بعد بدأ زوال مادة النيكوتين المخدرة من الجسم، وقد تتطور الأمور في بعض الأحيان لتصل إلى الإصابة بالاكتئاب.
العصبية والغضب
يشعر بعض الأشخاص بعدم القدرة على الصبر والتحمل، كما يصبح الشخص سريع الغضب، وذلك يعود إلى الرغبة في العودة إلى التدخين، ويمكن التخلص من هذه الأعراض عن طريق ممارسة الرياضة كالمشي واستنشاق هواء نقي.
أعراض نفسية
تصيب الأعراض النفسية الأشخاص بسبب الرغبة في التدخين وتخف حدة هذه الأعراض بعد عدة أيام، وتشمل هذه الأعراض القدرة على التركيز والتململ، كما تصاحب قلة التركيز بعض الأعراض الأخرى كالصداع.
