جدول المحتويات
السلعوة هو أحد الحيوانات المفترسة والتي لها شكل مخيف، وهو تحديداً حيوان هجين بين ذئب وكلب، كما يسمى الذئب الإفريقي في قارة إفريقيا ويطلق عليه البدو اسم الشيب، والذي انتشر في العديد من البلدان العربية أهمها مصر والعراق والسودان والمملكة العربية السعودية، وقد شاعت الكثير من الروايات والقصص عنه في هذه البلدان، كما عُرف حيوان السلعوة منذ القدم بالكثير من الأساطير والخرافات، وقد زعم بعض الناس أن ذلك المخلوق بقي أسطورة وخرافة لمئات السنين حتى ظهر بالفعل، واقترن بالكثير من الحوادث.
يتحدث هذا المقال عن حيوان السلعوة، ويشمل:
- ما هو حيوان السلعوة؟
- بداية ظهور السلعوة.
- شكل السلعوة وصفاتها ومكانها.
- إمكانية التهجين السلوعة.
- السلعوة في الأساطير.
ما هو حيوان السلعوة؟
حيوان السلعوة أو ابن آوى المصري (Egyptian Jackal)، هو اسم دارج وغير علمي لمخلوق غامض وليس حيوان رسمي مصنف من قبل علماء الحيوان، وهو حيوان مفترس وانتشر في الكثير من البلدان العربية وكان يسبب الكثير من المشاكل والجرائم بحق الكبار والصغار، وذلك لأنه كان من الحيوانات المفترسة والتي تهاجم أي كائن أمامها، حيث كانت هذه المخلوقات تهاجم السكان في قرى ومدن مصر واليمن بالإضافة إلى قرى أخرى نواحي مدينة ويس، إذ كانت تهاجم قراهم وتفترس حيواناتهم التي يربونها في بيوتهم، كما أنها هددت حياتهم وحياة أطفالهم، كما تكررت الهجمات من قبل هذه المخلوقات في قرى الصعيد بمصر وبعض المدن المصرية بعد أن ظن الجميع لمئات السنين أنه خرافة ويعد أحد الألغاز الغامضة حتى الآن، كما أنه ليس هناك أي دليل على ما إذا كانت هذه المخلوقات التي هاجمت السكان ولقبت بالسلعوة تنتمي لنفس النوع أو الهجين أو أنواع أو هجائن مختلفة، كما أنه لا يوجد أي دليل على ما إذا كانت تنتمي هذه المخلوقات إلى أنواع مجهولة علمياً أو أنواع موثقة علمياُ لا يعرفها الأهالي.
بداية ظهور السلعوة
على الرغم من أن حيوان السلعوة يعتبر من بين أكثر الأساطير والخرافات انتشاراً، والتي قد اعتبرها بعض الناس كائنات خرافية لمئات السنين، غير أنها قد ظهرت بشكل فجائي خلال فترة ستينات القرن الماضي وخلال فترة السبعينات كذلك في الأجزاء الشرقية لمدينة القاهرة الكبرى، وبعد ذلك اختفى وظهر هذا الحيوان الهجين مرة أخرى في بداية عام 1996 ليصبح حديث مصر بعد أن أثار الرعب في قرية أرمنت التي تقع في جنوب صعيد مصر، ثم ظهرت بعض الهجمات من قبل هذا الحيوان في المحافظات القريبة من القاهرة والإسكندرية مما أدى ذلك إلى انتشار الرعب جميع أرجاء مصر، كما نتج عن هذا الهجمات مقتل العديد من الأطفال والكبار وإصابة العشرات وتحققت أحد الأساطير المصرية القديمة، نتجةً لذلك عمل أهل المناطق التي تظهر فيها السلعوة على فرض حظر تجول من أنفسهم خوفاً على أرواحهم وأرواح أولادهم، بالإضافة إلى أخذ الحذر دائماً خصوصاً في القرى والمدن المحيطة بقرية أرمنت التي كان بها أول ظهور للسلعوة، وانتهى هذا الرعب الذي انتشر في مصر كلها في ذلك الوقت بقتل السلطات وبعض الأهالي لحيوان السلعوة.
شكل السلعوة وصفاتها
- يتراوح طول حيوان السلعوة أو ابن آوى الذهبي بين 70 إلى 85 سم.
- يبلغ طول ذيله حوالي 25 سم، وارتفاعه يصل إلى حوالي 40 سم، أما فرائه فهو خشن وليس طويلاً جداً.
- يشبه هذا الحيوان الذئب والكلب والثعلب في هيئته، كما يتميز بسرعته وأذنيه الشبيهة بالثعالب، وما يميزه أيضاً بأن قدميه الخلفيتان أطول من قدميه الأماميتين.
- يتميز بالذكاء والمكر والقدرة على التخفي والترصد.
- يتميز بأنّ لونه يختلف باختلاف الموسم والموقع الجغرافي، حيث يكون لونه أصفر مائلاً للبني في موسم الأمطار من ديسمبر إلى يناير في سهل سيرجيني في شمال تنزانيا، بينما يتحول لونه إلى الذهبي الباهت في موسم الجفاف من سبتمبر إلى أكتوبر.
- يكون لون كتفه وذيله باللون الأسود، وتكون أرجله حمراء اللون، بالإضافة إلى بعض الأجزاء البيضاء في الوجه والرقبة والبطن.
- لديه عينين باللون العنبري أو العسلي.
- يمكن أن يتم اعتباره عضواً صغيراً من عائلة الكلاب فهو يتميز بأن لديه أنف طويل وآذان طويلة.
- يظهر في الليل ويأكل الأغنام الصغيرة والطيور.
- يهرب من الإنسان وقد يهاجم البشر إذا كان مسعوراً.
- يعد حيوان السلعوة هو من بين الحيوانات آكلة اللحوم.
- يأكل العديد من الحشرات بما في ذلك الخنافس والنمل الأبيض واليرقات والجراد.
مكانها
يعدّ الموطن الأصلي لحيوان السلعوة في إفريقيا وتحديداً في جمهورية مصر العربية، ويُذكر أنّ السلعوة ظهرت لأول مرة في قرية أرمنت التي تقع في جنوب صعيد مصر وهذا ما يجعلها معروفة بأنّها موطن السلعوة، إذ يعد السلعوة الحيوان الوحيد في أفريقيا من فصيلة الذئب الرمادي، ويطلق عليه الباحثون اسم الذئب الأفريقي (African Golden Wolf)، وهذا الذئب الجديد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـذئب الهيمالايا، كما تشير البيانات الوراثية إلى وجود حيوان السلعوة أو الذئب الأفريقي منذ القدم، إذ يتوقع الباحثون أن هذا الحيوان هو أقدم من الذئاب المعروفة في نصف الكرة الشمالي.
إمكانية التهجين السلوعة
لا يوجد حيوان يسمى سلعوة ولكن هو هو عبارة عن فصيلة كلبية مع بعضها، ناتجة إما عن تزاوج الكلب مع أنثى الذئب، أو الكلب مع أنثى الثعلب، أو الذئب مع الثعلب، كما أنّ كل فصيلة لها شكلها وطريقتها التي تميزها عن الأخرى، لذلك يعتقد الكثير من الناس أن حيوان السلعوة ما هو إلا هجين من كلب وابن آوى مما يجعله يحمل صفات هذين الحيوانين
الكلب
- حيوان يعتاد وجود الإنسان، بعد استئناسه من آلاف السنين.
- يمتلك الكلب صفات عدوانية وقدرة على الافتراس ولكن هذه الصفات تتلاشى عند الكلاب الأليفة.
ابن آوى
- هو حيوان بري مفترس.
- يعتمد ابن آوى في غذائه على الصيد، فهو يتغذى على الحيوانات الصغيرة وعلى بعض الحشرات حيث تساعده قوائمه الطويلة وأنيابه المعقوفة لصيد الطرائد الصغيرة من شاكلة الثدييات الصغيرة، والطيور والزواحف.
- كما يتغذى على الجيف وبعض من النباتات.
- يهاجم الماشية والدواجن إذا ما هيئت له الفرصة.
- يهاب وجود الإنسان وهو ليس حيوان عدواني، ولكن قد سجلت بعض حالات مهاجمته للأطفال.
النتيجة
- ينتج حيوان لديه الصفات المظهرية للكلب وابن آوى.
- يكون نحيف وكلبي الشكل، وله أذنان كبيرتان كابن آوى.
- لا ينبح، مما يجعله أكثر إخافة للبشر.
- يملك من الصفات الوراثية لأصله عدائية الكلب، وحب الافتراس، مع عدم الخوف من البشر.
السلعوة في الأساطير
انتشر اسم السلعوة في العديد من القصص والأساطير القديمة، حيث كان العديد من الأشخاص يتحدثون عنها، إذ كان كائن السلعوة منذ القدم يقوم بمهاجمة الأطفال والكبار، كما كان يعيش في الأماكن النائية والصحاري، وبدأ اسمه في الانتشار والظهور منذ القدم بعدما كان يهاجم أي شخص يظهر أمامه، الأمر الذي جعل اسمه يتناقل في العديد من القصص القديمة والأساطير حتى يومنا هذا.
السلعوة في الأساطير المصرية
كانت معرفة المصريون بكائن السلعوة ترتبط ببعض أساطير الفراعنة بأن يوجد مخلوق يهاجم كل من يحاول أن يهاجم حرمة المعابد والمقابر ويحميها، وأنه يشبه الذئب والثعلب ويتمتع بصفاتهما، كما كان يعد السلعوة أسطورة أو خرافة من الأساطير المصرية العديدة الموجودة في التاريخ المصري وكان يحكيها الأهالي والأجداد لتخويف الأطفال المشاغبين.
من أشهر حكايات الآباء والأجداد عن السلعوة أنه كان هناك رجل قد تزوج امرأة من قرية ما وكان لها أخت في قرية مجاورة لتلك القرية، وكانت هذه المرأة تتحول بالليل إلى سلعوة وتذهب إلى أختها ليقمن بنبش القبور وأكل الجثث، وفي يوم من الأيام افتقدها زوجها وقرر اللحاق بها فخرج بنفس الاتجاه الذي تحركت فيه ناحية القرية المجاورة، وانتظر هناك حتى خرجت هي وأختها ولحق بهما وحاول أن يكشف سرهم دون أن يلحظه أحد، وفي تلك اللحظة سمع إحداهن تقول للأخرى أنه يصعب إخراج من بالقبر، فأشارت عليها الأخرى بكسر رقبته حتى تتمكن من إخراجه، عندها تأكد الزوج من حقيقة زوجته وسبقها إلى البيت وأوى إلى فراشه، ثم عادت هي واغتسلت مما لحق بها في هذه الليلة، عندها استيقظ الزوج وطلب منها أن تحضر له كوباً من الماء فقالت له: أنا أخاف أن أضع الكوب في الزير (أي جرة ضخمة) وذلك لأنه يخرج أصوات عند امتلائه، فرد عليها بسخرية قائلاً: ولما لم تخاف وأنت تنصحي أختك بكسر عنق من في القبر، في تلك اللحظة أيقنت أنه انكشف أمرها فغضبت وعبس وجهها وتطاير الشرر من عينيها وقالت له: لولا أولادهما محمد ومحمدين لأصبح دمك شربة ماء صغيرة ولأصبح لحمك لقمة في فمي، إلا أنني لأجلهما أتركك وأوصيك بهما خيراً، ثم خرجت بسرعة من المنزل لتخبر أختها بأن أمرهما قد انكشف مما جعلهما يقرران الذهاب من القرية دون عودة، ومن يومها لا أحد يعرف عن هاتان المرأتان شيئاً ويقال إنهم تركوا خلفهم ذرية كبيرة وكلهم يفتخرون بأن جدتهم سلعوة.