جدول المحتويات
هناك مقولة بأنّ لكل معلّم معلّم يعلّمه، وهذا ما يتمثّل في دورات تدريب المعلمين التي يقوم بها معلّم مختص وخبير لتأهيل معلمين قادرين على التدريس بشكل فعّال، وهناك أنواع عديدة سنتطرق لها في هذا المقال.
سنتحدث في هذا المقال عن دورات تدريب المعلمين، ويشتمل هذا المقال ما يلي:
- تدريب المعلّمين.
- دورات تدريب المعلّمين.
- تدريب المعلّمين الجدد.
تدريب المعلمين
التدريب هو الجهود المنظمة المبذولة بهدف تنمية وصقل وتطوير معارف المتدربين، والهدف منه هو جعلهم أكثر فاعلية في أداء مهامهم، وهو عملية ديناميكية الوصف الهدف منها هو إحداث تغييرات إيجابية في قدرات ومعلومات وطرائق أداء سلوك واتجاهات المتدربين من أجل استغلال إمكاناتهم وطاقاتهم الكامنة.
للإشراف التربوي مهمة أساسية وهي تدريب الأساتذة والمعلّمين لرفع كفاءتهم وزيادة انتاجيتهم في التدريس وعملية التواصل مع الطلاب، والغاية من تدريب المعلّم هي مساعدته لإيجاد الطرق المناسبة لتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية، والحركة الدائمة للمجتمع والتطور الحاصل على الناحية العلمية تجعل من تطور المعلّم ضرورة قصوى لتأمين استمرار عملية تربوية تعليمية سليمة، ومن أكبر الأخطاء في الفكرية هي اعتقاد المعلّم أن تحصيله العلمي قد انتهى بمجرد أن نال لقب الأستاذ، أو أن بناؤه الذاتي قد انتهى وهذا أمر خاطئ بالفعل، فالتعليم عملية تراكمية لا تنتهي وعجلة العلم تقطع يومياً مسافات شاسعة سيكون على المعلّمين أن يتداركوها كي ينقلوها إلى الطلّاب.
دورات تدريب المعلمين
دورات تدريب المعلمين هي دورات موجهة للمعلم وهي من أحد الطرق التي تساعده في الوصول إلى مستوى قوي من المهارة خلال عمليته التعليمية، فالتعليم هو أحد المجالات دائمة النمو ولا تتوقف عند مستوى معين من التطور بل تستمر في التحسّن كل فترة، وهو مجال واسع يعتمد على الكثير من المعرفة المتراكمة، والتعليم هو عملية ثنائية يقوم فيها المعلّم بالتفاعل مع الطالب ويقوم فيها الطالب بالتفاعل مع المعلّم، ويقوم فيها المعلّم بوضع الطالب على نقطة البداية في العلم، من خلال توفير معرفة علمية مكثّفة وخاصة بمادة علمية معينة أياً كانت وباستخدام مجموعة من الوسائل والأساليب والطرق التي تهدف إلى إيصال المعلومة بأفضل شكل ممكن.
ما يحتاجه المعلم خلال العملية التعليمية هو بعض القدرات والمهارات الخاصة التي تلعب دوراً هاماً وكبيراً في تحقيق النجاح التعليمي من خلال تهيئة الطالب جيداً من الناحية العقلية والفكرية والمكانية كي يكون قادراً على استيعاب المعلومات المتنوعة، وليتحقق هذا يجب على المعلّم الإلمام في بعض الأمور الخاصة بطريقة التعليم والطرق التي يتم استخدامها في إيصال المعلومات باحترافية وخبرة فضلاً عن معرفته في مجال تخصصه، وذلك في سبيل ضمان وصول المادة العلمية لفهم الطّالب قدر الإمكان وعلى أعلى مستوى.
يمكن للمعلّم تطوير مهاراته وقدراته الخاصة بالعملية التعليمية عن طريق الاستعانة بمجموعة من الطرق التي ترفع من مستواه إلى درجة الجيد، ومن أهم تلك الطرق حضور الدورات التي يحتاجها المعلّم والتي تساعده على اختصار الوقت والجهد في التعرّف على حيثيات العملية التعليمية، وفيما يلي أسماء الدورات التعليمية للمعلّمين:
- دورة التعلّم النشط: تحتوي هذه الدورات على مجموعة من أساليب التعليم المختلفة والتي تعتمد على رفع حسّ المسؤولية لدى الطالب بشكل كبير، الأمر الذي يوفر راحة كبيرة للمعلّم خلال العملية التعليمية، ويعتمد هذا الأسلوب بالأساس على اندماج الطالب ومشاركته في المواد كي يتمكن من استعادة المعلومات مرة أخرى، ويعتمد أسلوب التعلّم النشط على طرق مختلفة في التعلّم يتم التعرّض لها باستخدام الدراما والمجموعات وعملية البحث، والصور والفيديوهات والعروض البصرية، والعصف الذهني للحصول على النتائج المطلوبة.
- التعامل مع أنماط الشخصيات المختلفة: تم ذكر العديد من أنماط الشخصيات في علم النفس، حيث يتم تصنيف هذه الشخصيات إلى تصنيف البرامج العليا وفقاً للطريقة المستخدمة في معالجة المعلومات التي يستقبلها كل شخص، وتصنيف الأنظمة التمثيلية المتعلقة بالطريقة الخاصة باستقبال الشخص للمعلومات عن طريق حواسه الخمسة، وتصنيف مايرز-بريغز أيضاً، ويمكن للمعلم أن يختار من هذه الدورات تصنيفاً معيناً لدراسته، من أجل أن تصبح لديه قدرة التعامل مع الطلّاب والتلاميذ، والوقوف على الأسباب وراء تصرفاتهم وأفعالهم المختلفة.
- مهارات الإلقاء والتأثير: في حديثنا عن الدورات التي قد يحتاجها المعلّم لتطوير نفسه فلا بد من ذكر دورات مهارات الإلقاء والتأثير والتي تعد واحدة من أهم الدورات التي تعمل على تعزيز قدرة المعلّم في إيصال المعلومات المطلوبة إلى الطالب، حيث تهتم هذه الدورات بمجموعة من التفاصيل والأمور ومنها الطريقة التي يجب أن يقف بها المعلم، ومقدار سرعة النطق، والحركات الجسدية للمعلم، ونبرة الصوت التي يستخدمها المعلم أثناء شرح الدرس للطلاب، والمهارات الخاصة التي قد يلفت انتباه الطلاب فيها ويعمل على تحويل مزاجهم من الملل إلى حالة من البهجة والاندفاع، بالإضافة للتعرف على مقدار فهم كل طالب للمعلومات التي يقدّمها الاستاذ، وتساهم هذه الدورات برفع ثقة المعلّم بنفسه والتعبير عن هذا الشيء أمام طلّابه وأيضاً ارتجال رد الفعل المناسب عند استحضار سؤال مفاجئ من الطالب بطريقة غير متوقعة.
- صعوبات التعلم هي مجموعة العراقيل التي تحد ما بين شرح الاستاذ وفهم الطالب، حيث يجد الطالب صعوبة في التركيز وفهم المعلومات التي يقدمها الأستاذ، فنجد أن كل صف يحتوي على مجموعة طلّاب بمستوى تعليمي ضعيف، ويعود السبب في بعض الحالات إلى وجود إعاقة بدنية وإعاقة نفسية، وفي الغالب أن الطالب سليم ولا يعاني من أية إعاقات، وتظهر صعوبة التعلم في القراءة والفهم والتركيز والانتباه والادراك.
تدريب المعلّمين الجدد
تعتبر المتطلبات المهنية لمهنة التعليم، ومعرفة أدوار المعلم ومسؤولياته تجاه كل طالب أو طالبة،
منطلقات جوهرية لبرنامج تأهيل المعلمين الجدد، فالقصد من هذا البرنامج هو دعم الهدف الرامي إلى تحقيق الكفاءة المهنية للمعلمين العاملين في المدارس ودور التعليم.
من خلال تحسين جودة التعليم والتعلم في المدارس، وضمان تعليم منصف وجامع، فالبرنامج
يهدف إلى تزويد الطلبة بأفضل فرص ممكنة للنجاح في دراستهم وحياتهم المستقبلية، أما بالنسبة لأهداف البرنامج وغاياته، فالهدف الأساسي لبرنامج تأهيل المعلمين الجدد هو ضمان توافر الأهلية والمهنية الكاملة للمعلمين حديثي التعيين.
يهدف البرنامج إلى تمكين المدرّس من أن يعلّم ويتعلم في آن واحد، والاستفادة من الفهم الحديث ومن نتائج الدراسات البحثية حول عملية التعليم والتعلم وربطها بمهنة المعلّم، والتعرف على الطلبة باعتبارهم متعلمين ليتسنى له توفير الدعم لهم بأقصى درجة ممكنة وفهم دور المعلّم باعتباره ميسراً للتعلم، ودعم تعلم الطلبة على اختلاف احتياجاتهم التعلمية والعاطفية والاجتماعية والتخطيط والتقييم من أجل التعلم.
يهدف البرنامج إلى تطوير مهارات المعلم وتحسين ممارساته التعليمية ليتمكن من المساهمة في
تطوير الطلبة في النواحي التالية:
- تحقيق مستويات تحصيل تتناسب مع المعايير العالمية.
- إكسابهم المهارات الحياتية والوظيفية اللازمة للقرن الحادي والعشرين.
- تطوير اتجاه إيجابي نحو التعلم باعتباره عملية مستمرة.
- تعزيز احترامهم لقيم حقوق الإنسان والديمقراطية والتنوع.
- تعريفهم بالتراث والثقافة والهوية والاعتزاز بها.
- المشاركة في مجتمعاتهم المحلية واستشعار المسؤولية الاجتماعية.
من خلال هذا البرنامج، سنقوم بدمج نواحي تعلم متمركزة حول الطالب ونشطة ومبتكرة في
ممارسة المعلّم التعليمية اليومية، وسيتأمل المعلم في تجاربه الخاصة ويتفاعل مع الأفكار الجديدة لتطوير خبرته العملية، ويركز البرنامج على الطرق التي تمكّن المعلم من دعم تعلم كل الطلبة، والتي ينبغي أن يتم تطبيقها باستمرار في المدرسة وداخل الغرفة الصفية، وتحتوي المجمعات التدريبية على أنشطة سيقوم المعلم بتنفيذها باعتبارها جزءاً من متطلبات البرنامج، وهي أنشطة تتعلق بمهامه اليومية مثل التخطيط للدروس والتقييم، وذلك بهدف مساعدته على التأمل وتحسين ممارساته اليومية ليتمكن من تلبية احتياجات الطلبة على أكمل وجه.