جدول المحتويات
تعتبر الضمائر بشكل عام من أهم الأساليب الكلامية استخداماً، وضمائر الغائب من أهم أنواع الضمائر التي يستخدمها الشخص في حياته اليومية، فهي من أساسيات اللغة العربية ويستخدمها بشكل كبير خلال الحديث كل ناطق بهذه اللغة، لأنها تختصر العديد من الكلمات المستخدمة أثناء الكلام وتوضح المعاني والمفردات المقصودة، فالضمير عبارة عن اسم معرفة، يدل على اسم قبله يفهم من خلال سياق الكلام، حيث تنقسم الضمائر في اللغة العربية إلى عدة أنواع لكل نوع منها وظيفة معينة يؤديها حتى يصل الكلام إلى المعنى المطلوب، فهي تقسم إلى: ضمائر المتكلم، وضمائر المخاطب، وضمائر الغائب.
مفهوم ضمائر الغائب
يمكن تعريف ضمير الغائب على أنه الضمير الذي يُشير إلى شخص غائب أو بعيد غير موجود، ويمكن أن يحل محل اسم ذلك الشخص، ومن أهم مميزاته إنه مستقل في النطق إذا كان أحد ضمائر الرفع المنفصلة أو النصب المنفصلة، والضمير الغائب يستخدم للإشارة لأمر غير ظاهر يتم التعرف عليه من خلال سياق الكلام أو من خلال أي قرينة يشير إليها الضمير، وبما أنه يمكن اعتباره على أنه من أكثر الضمائر استخداماً في الكلام فقد ظهر بشكل كبير في القرآن الكريم، حيث يتم استخدامه عادة في الإشارة للفظ الجلالة.
أنواع ضمائر الغائب
تنقسم ضمائر الغائب على حسب ظهورها إلى قسمين هما: ضمائر ظاهرة، وضمائر مستترة، وتقسم الضمائر الظاهرة إلى قسمين هما: ضمائر متصلة بما قبلها أو ضمائر منفصلة عما قبلها، وجميع هذه الضمائر لها تصنيف ثالث هو الموقع الإعرابي في الجملة، فهي إما أن يكونوا ضمائر مبنية في محل جر أو مبنية في محل رفع أو مبنية في محل نصب.
ضمائر غائبة متصلة
تتصل هذه الضمائر سواء التي تدل على المفرد أو المثنى أو الجمع بكل من الأفعال والأسماء والحروف وتكون مبنية على ما تلفظ به من حركة في محل رفع أو نصب أو جر.
ضمائر غائبة متصلة باسم
إذ اتصلت ضمائر الغائب للمفرد المذكر أو المؤنث باسم فإنها تعرب ضميراً متصلاً مبنياً في محل جر بالإضافة، مثل: قوله تعالى {وَيُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ وَيُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ وَهُم يُجادِلونَ فِي اللَّـهِ وَهُوَ شَديدُ المِحالِ}[الرعد: 13]، فالهاء في كلمة خيفته إعرابها: ضمير مبنى على الكسر في محل جر مضاف إليه. كما يمكن أن تتصل ضمائر للمثنى أو الجمع بالأسماء وتعرب بنفس الطريقة، مثل:
- قوله تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا}[الأعراف]: 22 فالضمير (ها) فالضمير هما في كلمة ربهما يعرب: ضمير متصل مبني على الضمة في محل جر مضاف إليه.
- قوله تعالى: {ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ}[الكهف: 21]، فالضمير (هم) في كلمة ربهم يعرب: ضمير متصل مبني على الضمة في محل جر مضاف إليه.
ضمائر غائبة متصلة بفعل
إذا اتصلت ضمائر الغائب بفعل مبني للمعلوم تعرب ضميراً متصلاً مبنياً في محل نصب مفعولاً به، مثل: قوله تعالى: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا}[المعارج: 19]، فالهاء في كلمة مسه تعرب: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. كما يمكن أن تتصل ضمائر للمثنى أو الجمع بالأسماء وتعرب بنفس الطريقة، مثل:
- قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}[البقرة: 36]، فالضمير (هما) في كلمة أزلهما يعرب: ضمير متصل مبني على الضمة في محل نصب مفعول به.
- قوله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ}[قريش: 4]، فالضمير (هم) في كلمة أطعمهم يعرب: ضمير متصل مبني على الضمة في محل نصب مفعول به.
ضمائر غائبة منفصلة
ضمائر نصب منفصلة
ضمائر النصب المنفصلة تدل على المفرد أو المثنى أو الجمل، وعادة تأتي في أول الجملة وهي كالآتي:
- إياه: ضمير نصب منفصل يستخدم للدلالة على مفرد مذكر.
- إياها: ضمير نصب منفصل يستخدم للدلالة على المفردة المؤنثة.
- إياهما: ضمير نصب منفصل يستخدم للدلالة على المثنى.
- إياهم: ضمير نصب منفصل يستخدم للدلالة على جمع المذكر.
- إياهنّ: ضمير نصب منفصل يستخدم للدلالة على جمع المؤنث.
ضمائر رفع منفصلة
ضمائر الرفع المنفصلة هي ضمائر تأتي في بداية الجملة، لأن لها الصدارة في الكلام وهي كالآتي:
- هو: ضمير رفع منفصل يستخدم للدلالة على المفرد المذكر.
- هي: ضمير رفع منفصل يستخدم للدلالة على المفردة المؤنثة.
- هما: ضمير رفع منفصل يستخدم للدلالة على المثنى المذكر أو المثنى المؤنث.
- هم: ضمير رفع منفصل يستخدم للدلالة على الجمع المذكر.
- هن: ضمير رفع منفصل يستخدم للدلالة على جمع الإناث.
إعراب ضمائر الغائب
يختلف إعراب الضمير الغائب أو غيره من الضمائر حسب موقعه في الجملة، ولهذا تعددت الإعرابات في الضمائر، حيث يأتي مبنياً دائماً سواء على الرفع أو النصب أو الجر، وذلك كالآتي:
- إعراب في محل جر بحرف الجر.
- إعراب في محل جر بالإضافة:
- إعراب في محل رفع مبتدأ.
- إعراب في محل رفع فاعل.
- إعراب في محل رفع نائب فاعل.
- إعراب في محل نصب اسم إن أو إحدى أخواتها.
- إعراب في محل نصب مفعول به.
ضمائر الرفع الغائبة المنفصلة
تأتي في محل رفع دائماً وتكون مستقلة بلفظها غير متصلة بما قبلها أو ما بعدها، وتأتي في الجملة مبنية في محل رفع مبتدأ أو تعرب فاعل أو نائب فاعل إذ جاءت في أسلوب الحصر، وهي كالآتي:
- هو: مثل: قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، فالضمير (هو) يعرب: ضمير منفصل مبني على الفتحة في محل رفع مبتدأ.
- هي: مثل: ما نجحت إلا هي، فالضمير (هي) جاء في جملة حصر، ويعرب: ضمير منفصل مبني على الفتحة في محل رفع فاعل.
- هما: مثل: قوله تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}[التوبة: 40]، فالضمير (هما) يعرب: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- هم: مثل: هم السابقون ونحن اللاحقون، فالضمير (هم) يعرب: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- هن: مثل قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}[البقرة: 187]، فالضمير (هن) يعرب: ضمير منفصل مبني على الفتحة في محل رفع مبتدأ.
ضمائر النصب الغائبة المنفصلة
تأتي دائماً مبنية في محل نصب مفعول به، وهي كالآتي:
- إياه: مثل قوله تعالى: {إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[النحل: 114]، يعرب الضمير إياه: ضمير منفصل مبني على الضمة في محل نصب مفعول به.
- إياها: مثل: إيّاها كلّمتُ البارحة، يعرب الضمير إياها: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
- إياهما: مثل: إيّاهما شكر والدي، يعرب الضمير إياهما: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
- إياهم: ضمير نصب منفصل يستخدم للدلالة على جمع المذكر، مثل قوله تعالى: {نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}[الأنعام: 151]
- إياهنّ: مثل: إيّاهن استضفنا في بيتنا، يعرب الضمير إياهنّ: ضمير منفصل مبني على الفتحة في محل نصب مفعول به.
ضمير الغائب المتصل
- إذ اتصلت بحرف الجر يعرب ضميراً متصلاً مبنياً في محل جر بحرف الجر، مثل: عليه أن يحفظ الدرسَ، فالضمير (الهاء) المتصل بحرف الجر الباء يعرب: ضمير متصل مبني على الكسرة في محل جر بحرف الجر.
- إذا اتصلت بإنّ أو إحدى أخواتها يعرب ضميراً متصلاً مبنياً في محل نصب اسمها، مثل: قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}[الرحمن: 58]، فالضمير (هن) في كلمة كأنهن يعرب: ضمير متصل مبني على الضمة في محل نصب اسم كأن.
متى يجب فصل ضمائر الغائب؟
يجب فصل ضمائر الغائب في حالة واحدة فقط وهي عندما تحدث إرادة الحصر، وتكون في حالة تأخُر الضمير على عامله، مثل قولنا: لا نعبد إلا إيَاه، فالضمير (إياه) تأخر على عامله، حيث إن المعبود هو الله سبحانه وتعالى.