جدول المحتويات
القرض الإسلامي والقرض الربوي
يُعرف القرض عموماً على أنه معاملة مالية تتم بين طرفين؛ الأول هو المقترض، والثاني هو الجهة المموّلة سواء كان بنك عادي أم بنك إسلامي أو شركة تسهيلات أو تمويل، وفي تحديد للمغزى من العنوان يختلف القرض الإسلامي عن القرض الربوي من حيث المبدأ والمضمون، ما يتبع اختلافهما في الوسائل والأهداف؛ فالقرض المُقدم من البنوك الإسلامية يعتمد على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة بحسب أحكام الشريعة الإسلامية، في حين تعتمد البنوك التقليدية على نظام الفائدة الربوية بالأخذ والعطاء، وبهذا تختلف طريقة احتساب مبلغ القرض وآلية التمويل.
صيغة القرض الإسلامي والقرض الربوي
تختلف صيغة القروض بين البنوك الإسلامية والبنوك التقليدية أو العادية عند التعامل مع العملاء؛ حيث تعتمد البنوك التقليدية صيغة القرض بفائدة تحت مسميات وصور لمنتجات وخدمات تمويلية مختلفة، أما بالنسبة للبنوك الإسلامية فإنها تقدم صيغاً شرعية للقروض تقوم على أساس البيع والشراء الحقيقي للشيء؛ بما معناه تحقيق مبادلة المال الذي تقدمه كـ قرض للمقترض بسلعة موجودة على أرض الواقع؛ مثل: العقارات أو السيارات.
على صعيد آخر أبدت العديد من البنوك العادية أو البنوك التجارية كما يسميها البعض اهتمامها بتلبية رغبات عملائها؛ من خلال إطلاع منتوجات وخدمات تمويلية على شكل قروض شرعية أو إسلامية تحت بند التمويل الإسلامي، ما أشعل المنافسة بينها وبين المصارف الإسلامية في مجمل الخدمات التمويلية التي يقدمونها، وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
ما هو الفرق بين القرض الإسلامي والقرض الربوي
قانونياً؛ تختلف القروض الإسلامية عن القروض الربوي من حيث وجوب مطابقة المنتجات البديلة للرأي الشرعي الوارد عن المجلس العلمي الأعلى أو الهيئة التشريعية المسؤولة في أي دولة، أما من الناحية التقنية؛ فإن القرض الإسلامي يعتمد مبدأ اقتسام الأرباح والخسائر على حد سواء، ويكون ربح البنك مهت عبارة عن هوامش ربحية وليس فوائد، وهو فعلياً ما ينطبق على القرض الربوي القائم على مبدأ الفائدة المتغيرة والثابتة.
فيما يتعلق بالإجابة عن سؤال ما الفرق بين القرض الإسلامي والقرض الربوي من ناحية الأقساط المترتبة على فترة السداد، والتي يتم استحقاقها شهرياً؛ فإن القرض الربوي أقساطه معلومة مسبقاً؛ نظراً لاحتسابها على أساس سعر الفائدة، أما فيما يتعلق بالقرض الإسلامي فهو يأخذ من مبدأ قسمة الربح والخسار ومن ثم احتساب الهامش السنوي، ما يعني أن القسط غير معلوم
يُشار هُنا إلى أن الاستثمار هو على رأس قائمة غايات القرض الإسلامي؛ حيث يتم استغلال الأموال بطرق وصيغ مشروعة بالشكل الذي يؤدي إلى تعاون رأس المال والعمل، ويحمل البنك الإسلامي مخاطر هذا الاستثمار، أما القرض الربوي فهو يأتي بغاية الإقراض على حساب الأعمال الاستثمارية، وبهذا فإن استثمارات البنوك الإسلامية تتطلب تمتلك امتلاك أصول ثابتة أو منقولة، في المقابل لا يمكن للبنوك الربوية القيام بذلك.
ما الفرق بين الفائدة والمرابحة
يعتمد احتساب قيمة القرض الربوي والأقساط الشهرية المترتبة على سداده على مبدأ الفائدة، وهو عبارة عن إضافة سعر نسبي إلى مبلغ القرض الإجمالي وتوزيعه على الأقساط الشهرية، في حين إن المرابحة التي يقوم عليها القرض الإسلامي تكون عبارة عن اقتسام كلاً من الخسائر والأرباح، لتبقى هوامش ربك البنك المُقرض متغيرة وليست ثابتة بسعر مرجعي.
من ناحية تحديد العائد وتوزيع الأرباح؛ تقوم البنوك التقليدية بتحديد سعر الفائدة مقداً على القرض الربوي؛ ليكون عائد البنك متمثلاً بالفرق بين الفائدة الدائنة والمدينة، على إن يتحمل المقترض وحده تبعات الخسارة في حال حدوث ذلك، أما بالنسبة للبنوك الإسلامية فإنها تحقق ربحها من القرض الإسلامي من خلال الأنشطة الاستثمارية الحقيقية، فيما يختلف توزيع العائد على الحسابات الاستثمارية من بنك إسلامي لآخر.