جدول المحتويات
دراسة الطب
يرغب الكثيرون منذ نعومة أظفارهم بدراسة الطب، على الرّغم مما يتطلّبه من جدٍّ واجتهادٍ والتزامٍ على مدى سنين طويلة، وهو الحلم المصاحب للكثيرين في جميع مراحل الدراسة، وذلك لما يحظى به الطبيب من مكانة اجتماعية وعلمية مرموقة في المجتمعات العربية، ولكن منذ اللحظة التي يُقبل فيها الطالب في كلية الطب تبدأ المخاوف تتسلل إلى عقله، وذلك نظراً لما يسمعه من أقاويل عن صعوبة دراسة الطب، ولكن هل فعلاً دراسة الطب صعبة أم أنها مجرد مبالغات؟ يناقش هذا المقال مدى صحة هذه الأقاويل ويعرض بعضاً من آراء الأطباء المتفوقين وبعضاً من النصائح لدراسة الطب.
معتقدات خاطئة حول دراسة الطب
يتبادر إلى ذهن الطالب عند دخوله كلية الطب العديد من المعتقدات الخاطئة القادمة من المجتمع المحيط حول دراسة الطب، مما يسبب له الخوف والتشاؤم اللذان يعودان على معظم الطلاب بنتائج سلبية، ومن أهم هذه المعتقدات:
- طول فترة الدراسة: يختلف الطب عن غيره من التخصصات بطول الفترة التي يقضيها الطالب لإنهاء مرحلة البكالوريوس، إلا أن دراسة الطب بطبيعتها تنقسم إلى عدة مراحل وتختلف كلٌّ منها عن سابقتها تماماً، وهي: المرحلة التحضيرية في السنة الأولى، ومرحلة التأسيس الأكاديمي في السنوات الثانية والثالثة والرابعة، ومرحلة العلوم السريرية في السنتين الخامسة والسادسة، وهذا الأمر يعطي نوعاً من التغيير الإيجابي للطالب.
- طبيعة العمل: تثير طبيعة العمل القريبة من التشريح والدم والعمليات الجراحية مخاوف الكثير من الطلاب، وخاصّةً الفتيات، إلا أن هذا الأمر لحظي، أي حالما يعتاد الطالب على دخول غرفة التشريح عدّة مرات متتالية ستزول هذه المخاوف بلا شك.
- صعوبة المواد: تثير العديد من المواد الدراسية الطبية مخاوفاً لدى الطلاب، وذلك بسبب ما يشاع عن هذه المواد، إلا أن إجماع العديد من الطلاب الذين اجتازوا هذه المواد بتفوق يقول بأن التشاؤم والخوف هو ما يزيد من صعوبة المادة رغم سهولتها.
- الطب حفظ وليس فهم: هو أمرٌ شائع لدى أغلب الطلاب الذين يشارفون على دخول الجامعة واختيار التخصص المناسب لهم، فتجد الذين يعانون من مشاكل في الحفظ يتجهون إلى العلوم الهندسية والفيزيائية خوفاً من حفظ المجلدات الطبية، ولكن هذا المعتقد خاطئٌ تماماً، حيث أنه لا بد من احتواء كلّ التخصصات العلمية والأدبية على قوانين يجب حفظها ومبادئ يجب فهمها.
آراء أطباء متفوقين حول صعوبة دراسة الطب
يرى معظم الأطباء الذين أنهوا مرحلة البكالوريوس بجميع موادها الدراسية الصعبة بتفوقٍ، أن دراسة الطب ومواده ليست بالأمر الصعب، حيث أن الطموح والتفاؤل والقدرة على تحمل الضغط الدراسي جميعها تلعب دوراً أساسياً في تسهيل دراسة الطب، والتخرج بتفوّقٍ أكاديميٍّ وفي الوقت المناسب دون أيّ تأخيرٍ يذكر على مدة الدراسة، حيث يقارن بعض الأطباء بين عددٍ من الطلاب المجتهدين الذين يقضون معظم أوقاتهم في الدراسة، فتجد أحدهم متفوقاً والآخر يحصل فقط على نتيجة النجاح، ويعود السبب في ذلك إلى أن الطالب المتفوق يدرس بطموحٍ وتركيزٍ عاليين دون أن يؤثر الخوف على عقله بتاتاً، بينما الطالب الآخر على العكس تماماً، حيث ترك للخوف مجالاً ليؤثر على نتائجه وتحصيله العلمي.
نصائح عامة لدراسة الطب
حتى يتمكن الطالب من إتمام مرحلة البكالوريوس بتفوّقٍ يجب عليه اتباع النصائح القيّمة التالية:
- الطموح والتفاؤل والبعد عن كلّ ما يسبب التشاؤم والخوف من المواد الدراسية، والحرص على التركيز الشديد أثناء الدراسة.
- تقسيم الوقت بطريقة منظمةٍ تضمن دراسة مكثّفة وجهداً كبيراً، والحرص على الاستمتاع بممارسة بعض العادات الترويحية حتى لا يمل الطالب من ساعات الدراسة المتواصلة.
- إتقان مهارات اللغة الانجليزية وحفظ المصطلحات الطبية المتكررة قبل انتهاء السنة الدراسية الأولى.
- استخدام المراجع بكثافة؛ فالطب بحرٌ مليءٌ بالمعلومات، ولمعرفتها لا بدّ من استخدام المراجع بكثرة مع الحرص على اختيار المراجع المناسبة.