جدول المحتويات
قال بعض من جمهور العلماء أن الإفرازات البنية والترابية والصفراء لا تبطل الصيام ولا الصلاة؛ لذا يجوز للمرأة الصيام حال نزولها، وقال جمع آخر أنها تبطل الصيام، ولا يعدون المرأة طاهرة إلا بعدما يجف الفرج تمامًا من هذه الإفرازات، وينزل سائل أبيض، وذهب فقهاء المالكيّة إلى إنّ حُكم الإفرازات البُنّية مثل حُكم دم الحَيض؛ فإذا جاءت وقت الحَيض؛ إذًا فهي تعد حَيضًا، وإذا كانت في وقت الاستحاضة؛ فتعد استحاضةٌ، وقال جمع آخر أنَّ الإفرازات البنية التي تسمى الصفرة أو الكدرة لا تعدُّ حيضًا بعد رؤية المرأة علامتي الطهر، ألا وهما: الجفاف التام، أو القصة البيضاء، وما يدل على صحة ذلك ما رُوي عن أم عطية نسيبة بنت كعب أنَّها قالت: “كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرَةَ، والصُّفْرَةَ شيئًا”.
حكم السائل البني بعد الحيض
يعد علماء المسلمين أن تلك الإفرازات البنية التي تأتي بعد الدورة إذا جاءت في نهايتها؛ فلا تؤثر على صيام وصلاة المرأة؛ حيث إنها بذلك تكون طاهرًا سواء جاءت في آخر الدورة الشهرية أو في أولها، وذهب ابن حزم، والشوكاني، والشيخ القرضاوي، وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة أن المرأة تعد طاهرة بوجود تلك الإفرازات أو غيرها، وينبغي عليها الصلاة والصيام، وأن ما يجعلها حائضًا هو ذلك الدم الأسود الغليظ نتن الرائحة، وأجمع جمهور آخر أن تلك الإفرازات التي تأتي بعد الدورة تعد حيضًا، ولا يعدون المرأة طاهرة إلا إذا أفرز الفرج القصة البيضاء، أو إذا جف تمامًا من هذه الإفرازات، وينبغي حينها أن تتوقف المرأة عن الصلاة والصيام، على المرأة أثناءها أن تتوقف عن الصوم والصلاة.
نزول سائل بني بعد الدورة الشهرية
آراء المذاهب الفقهية
فقهاء الشافعية
اعتبر فقهاء الشافعيّة أن الإفرازات البُنيّة تعد حَيضاً سواء كانت في أوله أو في آخره، أو خالفت العادة أو وافقتها؛ مستندين إلى الحديث الذي ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- “لا تَعجلنَ حتَّى ترَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ، تريدُ بذلك الطُّهرَ من الحيضِ”.
فقهاء الحنفية
اعتبر فقهاء الحنفية أن الإفرازات البُنيّة تعد حيضاً في أيّام الحيض فقط، ولكن خالفهم أبو يوسف بأنّ الكدرة الموجودة أوّل الحيض لا تُعَدّ حَيضاً، كما بين فقهاء الحنفية أنّ لدماء الحيض ستّة ألوانٍ، ألا وهي: الصُّفْرة، الكُدْرة، التُرْبِيَّة وتعد كدَرٌ بلون التّراب، السواد، الخُضرة، وأيضًا الحُمْرة.
فقهاء المالكية
وافق فقهاء المالكيّة رأي فقهاء الشافعيّة، حيث قالوا أنّ الإفرازات البُنّية حكمها كحُكم دم الحَيض؛ فإن كانت في وقت النفاس؛ فهي نفاس، وإن كانت في وقت الحَيض؛ فتعد حَيضًا، وإذا كانت في وقت الاستحاضة؛ فتعد استحاضة، مستندين بقول ذلك إلى الحديث الضعيف الذي رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “كنَّا نعُدُّ الصُّفرَةَ، والكُدرةَ حيضًا” ولكن هذا الحديث ضعيف، كما أنّ الكدرة والصُّفرة صِفةٌ للدم كالحمرة والسواد.
فقهاء الحنابلة
قال فقهاء الحنابلة أنّ الإفرازات البُنيّة إن كانت في وقت الحَيض، فتُعَدّ حَيضاً؛ لِما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- “أنَّ النساءَ كُنَّ يُرسلنَ الدُّرَجَةِ فيها الشيءُ من الصُّفرةِ إلى عائشةَ فتقولُ: لا تَعْجَلْنَ حتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ” وأن تلك التي تكون بعد الطُّهر من الحَيض لا تُعَدّ حَيضاً، ولا تُوجب ترك الصيام، ولا ترك الصلاة، ولا حتى الاغتسال عند انقطاعها؛ لقَوْل أمّ عطية: “كُنَّا لا نَعُدُّ الصُّفْرَةَ والكُدْرَةَ بعدَ الطُّهرِ شيئًا” كما أن تلك الإفرازات دخلت في عموم قَوْل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى}(البقرة: 222).
هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية بعد الدورة مباشرة؟
إنَّ الإفرازات البنية التي تسمى الصفرة أو الكدرة لا تعدُّ حيضًا بعد رؤية علامتي الطهر، ألا وهما: الجفاف التام، القصة البيضاء، وما يدل على ذلك ما رُوي عن أم عطية نسيبة بنت كعب أنَّها قالت: “كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرَةَ والصُّفْرَةَ شيئًا” كما أنها تعدُّ حيضًا في فترة الحيض؛ لذا إن رأت المرأة الصفرة بعد رؤيتها لعلامتي الطهر؛ فإنها ينبغي لها أن تصوم حينئذ، وإذا رأتها خلال فترة الحيض؛ فلا ينبغي لها الصيام.
حكم الإفرازات البنية بعد الدورة والجماع
يقول جمع من العلماء إذا كانت في أي وقت آخر غير وقت الدورة؛ فإنه يجوز الجماع في هذا الوقت لأنه لا يعد حيضًا، وإذا كانت موجودة أثناء فترة الحيض؛ فإنها تعد حيضًا؛ لذا ينبغي ترك الجماع في هذه المدة، وقال الأطباء أن الإفرازات البنية لا تعد من أعراض نزول الدورة الشهرية، وتنتج لأسباب غير معلومة في بعض الأحيان، كما أنه لا ضرر في الجماع بين الزوجين في هذه الفترة، ولكن إذا استمرت لمدة ثلاثة أيام فأكثر؛ ينبغي حينها استشارة الطبيب لمعرفة السبب وراء ذلك.
علاج الإفرازات البنية بعد الدورة بالأعشاب
نبات خاتم الذهب
يوجد نبات خاتم الذهب في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يعتقد أنه أكثر عرضة للانقراض، يتوفر على شكل كبسولات، وصبغة، وشاي، ومسحوق، يؤدون جميعهم الغرض ذاته، حيث يعمل كمادة قابضة تهدئ من الإفرازات.
عشبة دونغ كاي
إن عشبة دونغ كاي، أو ما تسمى بحشيشة الملاك الصيني، توجد بشكل رئيس في كوريا، الصين، واليابان، وهي تعد مفيدة جدًا؛ فهي تستخدم كمنشط للنساء، ولتخفيف إفرازات المهبل؛ لأنها تعمل على توازن الهرمون الأنثوي.
الحلبة
يعمل نبات الحلبة على تنظيم الهرمونات الأنثوية، وتهدئة المهبل، وأيضًا المساهمة في علاج الالتهابات؛ لذا فهو نبات رائع لعلاج الإفرازات البنية التي تكون موجودة عقب الدورة.
أوراق التوت
تستخدم أوراق التوت في علاج الإفرازات البنية الموجودة عقب الدورة؛ حيث إن لها خصائص منشطة وقابضة للرحم؛ لذا فهي تساهم في علاج والتقليل من الإفرازات البنية، حيث إنها تقوي عضلات الحوض والرحم.
هل يجوز الصيام مع نزول دم بني قبل الدورة؟
إن الإفرازات البنِّية المائلة التي تسبق الدَّورة إذا كان لا يصحبها ما يصحب الدورة، وكانت منفصِلة عن دم الحيْض المعتاد؛ إذًا فهي لا تعد حيضًا، حيث ثبت عند البخاري وغيرِه عن أمّ عطية -رضي الله عنها- قالت: “كنَّا لا نعدُّ الكدرة والصفْرة شيئًا” وزاد أبو داود: “بعد الطهر”، بينما إذا صاحبها ألم الدورة، وكانت متَّصلة بدم الدورة؛ إذًا فهي تعد حَيضًا.