جدول المحتويات
قيام الليل
تُعدّ صلاة القيام في رمضان إحدى النوافل التي يؤديها العبد من بعد صلاة العشاء حتى قبل صلاة الفجر، وهي سنّة مُؤكدّة عن نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم. إنّ صلاة القيام في رمضان هي ذاتها صلاة التراويح، وسُميّت بذلك لأنّ المصلّين كانوا يستريحون بعد تأدية أربع ركعات أو بعد تأدية ركعتين. أما أداء صلاة القيام في غير أيام رمضان فيعدُّ تهجّدًا، ومعنى التهجّد هو ترك النوم والقيام للصلاة.
وقد ذُكر فضل صلاة القيام في القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 1-4]، فمن فضل صلاة التراويح أنّها تمنح الملتزم بأدائها الراحة النفسية والكثير من الحيوية والنشاط خلال يومه، كما أنّها منقيّة للروح من الكره وغامرة للقلب بالسلام والاطمئنان، بالإضافة لأجرها العظيم عند الله.
عدد ركعات صلاة القيام في رمضان
لم تأتِ آية في القرآن الكريم توضح عدد ركعات صلاة قيام اللّيل في رمضان أو غير رمضان، ولكن ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سُئلت: “كيف كانت صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يزيد في رمضان، ولا في غيره، على إحدى عشرة ركعة…” [صحيح مسلم] وهذا يعني أنّ عدد ركعات صلاة القيام في رمضان هو إحدى عشرة ركعة. كما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: “كانت صلاة النبي صلّى الله عليه وسلّم ثلاث عشرة ركعة، يعني باللّيل” [صحيح البخاري] مما يعني أنّه يُمكن للعبد زيادة عدد الركعات إلى ثلاث عشرة ركعة.
كانت هناك بعض الآراء عند بعض السلف والخلفاء عن زيادة عدد ركعاتها إلى عشرين ركعة والبعض إلى أكثر من ثلاث وعشرين ركعة. ولكن من المُستحسن الالتزام بسنة الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- في عدد ركعاتها.
وقت صلاة القيام في رمضان
تبدأ صلاة القيام في رمضان أي صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء حتى قبيل أداء صلاة الفجر، أمّا صلاة التهجّد التي تقام في غير رمضان فيصليها العبد بعد قيامه من النوم في الثلث الأخير من اللّيل. فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كلّ ليلة ألى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث اللّيل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له” [صحيح البخاري].
يصلي المسلم صلاة التراويح في المسجد، لما فيه من الأجر العظيم عند الله، واكتساب الكثير من الفائدة بسبب استماعه للدروس والمواعظ الدينية من إمام المسجد وبعض علماء الدين الإسلامي، أمّا النساء فيُفضّل أن يقمن بتأدية صلاة التراويح في المنزل. إنّ صلاة القيام في رمضان فيها الخير الكثير لجسد المسلم وروحه، فهي تساعده على طاعة الله والتقرّب منه كما تساعده على الاستمتاع بتلاوة القرآن الكريم وحفظه بسهولة وسرعة.
أمّا عن طريقة صلاة القيام في رمضان، فإنّ المُصلّي يؤديركعتين ثمّ يسلم، ثم يصلي ركعتين ويسلم، ويكون الختام بأداء ثلاث ركعات الوتر. وبين كل ركعتين يقوم المصلّي بالاستراحة والاستغفار والاستماع لبعض المواعظ والإكثار من الدّعاء. ويُستحسن الإطالة في السجود. كما يُمكنه صلاة الركعات مرّة واحدة.
إنّ أداء المسلمين لطاعات الله والابتعاد عن نواهيه، واتباع سنن الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو طريقهم إلى مرضاة الله والفوز بالجنة. كما أنّ فيه راحة للنفس والقلب من كلّ همّ يصيبهما.