جدول المحتويات
المعاملات المالية
تتنوع المعاملات المالية التي تحصل بين الناس، كالصدقة والقرض، ومعاملات مالية أخرى، وذلك من باب التراحم والتعاون، وتختلف نية الشخص عند إجراء هذه المعاملات، ولكن يشترط فيها جميعها أن تكون وفق ضوابط أخلاقية وشرعية، ومع ذلك فقد اختلفت بعض هذه الضوابط في التعاملات المالية الحديثة، وخاصة التي تتم بين الأفراد والشركات المالية المختلفة.
تعريف الصدقة
الصدقة هي العطية على اختلاف نوعها التي يتم دفعها إلى الفقير والمحتاج تقرباً إلى الله تعالى وطلباً للأجر والثواب، ويتم دفعها إلى مستحقيها ضمن ضوابط شرعية واضحة، ولا يبتغي مخرجها أي أجر من الناس، كما أنها غير مستردة، ولا يجب إعادتها، ولهذه الصدقات أثر عظيم على المجتمع؛ إذ تقوي روابط الاخوة والتعاون بين أفراد المجتمع، وتقلل الفروقات الفردية بين الناس، هذا إلى جانب الآثاث النفسية والإيمانية والأجر العظيم من الله تعالى.
تعريف القرض
يعرف القرض بأنه مبلغ من المال يتم تقديمه لشخص آخر للانتفاع به وإعادته كما هو بعد مدة من الزمن، وله مسميات أخرى تختلف باختلاف البلد منها السلف، ويعتبر القرض من المعاملات المالية المباحة في الإسلام، وقد ظهر نوعان من القروض البنكية أحدها القروض غير الربوية، والقروض الربوية والتي تطلب فائدة فوق المبلغ الأصلي، وذلك تحت مسمى الفائدة، مع ذلك فإن هناك العديد من البنوك الإسلامية التي تتعامل وفق الضوابط الشرعية والمباحة.
الفرق بين القرض والصدقة
من الناس من يفضل القرض على الصدقة لما لها من منافع اقتصادية ومنافع شخصية، وعدم إذلال المقترض، ومنهم من يفضل الصدقة لأجرها الكبير وأثرها في نفوس المحتاجين، ويتلخص الفرق بين القرض والصدقة في عدد من الأمور أهمها:
- الصدقة تخرج لمن يحتاجها دون ردها، أما القرض فيجب إعادته لصاحبه.
- الصدقة قد تخرج للمحتاج أو غير المحتاج، أما القرض فلا يأخذه إلا الشخص المحتاج إليه فقط.
- الصدقة تخرج لمستحقها بعد الطلب او من دون طلب، أما القرض فلا يتم أخذه إلا عندما يتم طلبه.
- الصدقة قد تكون من فائض المال أو من غيره، أما القرض فلا يتم تقديمه إلا من فائض المال.
- الصدقة تخرج بنسب غير محددة وذلك حسب ما يجود به المتصدق، وفي أي وقت، أما القرض فهو عبارة عن مبلغ محدد يطلبه المقترض من صاحب المال، وفي الوقت الذي يحتاجه هو وليس الوقت الذي يقرره المقرض.
آداب القرض والصدقة
عند حصول عملية الاقتراض أو إخراج الصدقة يجب أن يتحلى الطرفان بعدد من الآداب والسلوكيات الأخلاقية العامة، والتي تتلخص بالآتي:
- آداب القرض:
- أن يكون مال القرض حلالاً.
- أن يؤخذ للمصاريف الضروريّة.
- أن تُصان كرامة المقترض من الذلّ والأذى.
- آداب الصدقة:
- أن تكون خالصة لله تعالى.
- أن تكون بالسر.
- أن تكون من المال الحلال الطيب.
- أن تكون للأقربين، ثم توسيع النطاق.
شروط القرض
يشترط في القرض عدد من النقاط من أجل أن يكون مشروعاً، وهذه الشروط كالتالي:
- أن يكون المبلغ معلوم القدر والوصف.
- أن يتم تحديد وقت السداد.
- أن لا يدخل في باب الربا.
- أن يكون هنالك تعجيل في سداد القرض.
- إن يتم كتابة عقد بين الطرفين يوضع طبيعة القرض.
حكم القرض في الإسلام
القرض من البنك أو من أي جهة يكون حلالاً إذا كان على الوجه الشرعي، ويسمى القرض الحسن، والذي يتم رده كما هو دون أي زيادة أو حصول منفعة من أي نوع، ويكون حراماً إذا كان على غير ذلك، أي إن كان يجر منفعة دنيوية، أو تم طلب زيادة على المبلغ، فإن هذا من الربا المحرم، وقد ثبتت مشروعية القرض في كل من القرآن الكريم والسنة النبوية وقد وردت العديد من الآيات التي تدعوا إلى الإقراض والبعد على الربا، كما أجمع المسلمون على مشروعية القروض لما فيه من كشف كربات المسلمين وتسهيل أمورهم، و إظهار روح المودة والتكافل بينهم.
